منذ انطلاقة «رؤية 2030» بإشراف مباشر من أمير الشباب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كان هناك توجه واضح لتنويع مصادر الدخل، وتقليل الاعتماد على النفط كمورد أساس.
وثمة أسباب جعلت القيادة السعودية تحوِّل هيئة السياحة والتراث الوطني إلى «وزارة»؛ أبرزها: الاتساق مع الإستراتيجية الوطنية للسياحة المنبثقة من «رؤية 2030»، وتوفير منظومة متكاملة من الخدمات والعروض للسائح، وإيجاد بيئة استثمارية جاذبة في المجال السياحي، وتحويل «السياحة» إلى مصدر رئيس للدخل والتوظيف، كما يشير إلى ذلك وزير السياحة أحمد الخطيب، الذي أكد أن رؤية 2030 تهدف إلى رفع الوظائف في هذا القطاع الحيوي إلى مليون و600 ألف وظيفة، وزيادة الناتج المحلي من 3% إلى 10%، والقفز بأعداد زائري السعودية من 18 مليون زائر سنوياً إلى 100 مليون.
فإذا كانت تلك هي الأهداف الرئيسة لذلك التحول السياحي الطموح، فإننا أمام مهمة تحدٍّ لنتلمس في القريب مخرجات مهمة في ما يخص الاستثمار السياحي، خصوصاً أن السعودية تزخر بالكثير من الوجهات السياحية المؤهلة لأن تكون في صدارة الوجهات العالمية.
ذلك يطرح أسئلة بديهية عدة؛ ما هي الأدوار لبناء قطاع السياحة؟ ولماذا الآن؟.. ولماذا هذا التغيير؟.. وهل ذلك الطموح السياحي هو دور الوزارة المعنية فقط؟.. ذلك يحتاج إلى عمل مشترك بين الوزارة والقطاع الخاص للارتقاء بالسياحة السعودية.. ولعلي في هذه العجالة أضع إجابة مبسطة لهذه الاستفسارات، وعلى الباحثين في المجال السياحي والأكاديميين التوغل في هذا الموضوع الحيوي.
من ذلك؛ لا بد من إيجاد هيئة حكومية تابعة لوزارة السياحة وظيفتها تسويق العلامة السياحية، وأخرى تابعة للقطاع الخاص تنفذ البرامج السياحية.. فما هي تلك الهيئات؟:
أولاً: هيئة حكومية بمسمى «هيئة تسويق السياحة» (Destination Marketing Organization) واختصارها (DMO)، وتعمل كجهة تسويقية للعلامة التجارية، وقناة بين السائحين في العالم والوجهة السياحية السعودية، وصناعة أنشطة جديدة لمنظمي الرحلات وشركات السفر بشروط محددة، وعرض «روزنامة» الترفيه في الوجهات السياحية (التنقل، الفنادق، المطاعم، وغيرها)، والقيام بحملات تسويقية عالمية ضخمة باسم الوجهات السياحية السعودية بقنوات رئيسية عدة؛ إلكترونية وإعلامية وتسويقية، لإيجاد صورة ذهنية إيجابية للسياحة السعودية.
الثاني: هيئات تابعة للقطاع الخاص؛ دعماً ومبيعاً وتوظيفاً، وهي «شركات إدارة الوجهات السياحية» (Destination Management company) واختصارها (DMC)، تمتلك معرفة وخبرات وموارد محلية لتقديم خدمات احترافية ولوجستية، إضافة إلى تخصصها في تصميم وتنظيم وتنفيذ الفعاليات والأنشطة والبرامج السياحية، وإتمام عملية بيع الباقات السياحية، ودعوة شركات السفر والسياحة العالمية لاستكشاف السعودية وتعريفها بتفاصيل الخدمات السياحية، وعقد اتفاقيات معها بأرباح ثنائية.
لا يقتصر عمل تلك الهيئات على ذلك فحسب، بل عليها استخدام إستراتيجيات تسويقية لجذب أسواق معينة مستهدفة (meetings, incentives, conferences, and exhibitions) واختصارها (MICE)، وهم الفئة الباحثة عن وجهات سياحية مختلفة لإقامة الفعاليات والمؤتمرات الدولية والاجتماعات، أو جذب «السياح المستكشفين» زائري البلد لأغراض الأعمال والدراسة.
إذن.. فإن السعودية تعمل منذ انطلاقة الرؤية على تنفيذ مشاريع ضخمة لتهيئة البنية التحتية؛ إدارياً وتسويقياً وتنظيمياً، لاستقبال السياحة واستغلال الموارد الطبيعية والتراثية (نيوم، العلا، مشروع البحر الأحمر، أمالا، السودة، وأخيراً الرياض)، بمشاريع جادة تسابق الزمن لتهيئتها كوجهات سياحية واستثمارية جاذبة للأموال والسياح والمواهب.. وبذلك أجابت السياحة السعودية على السؤال: كيف تحقق هذه المشاريع أهدافها؟.
مثل تلك الخطوات وضعتها كثير من الدول في وزاراتها اعتناء بالسياحة؛ تبدأ بجهة تنظيمية وتمتد لجهة تسويقية وتنتهي بجهة تنفيذية، وتطبق تلك الوزارات إستراتيجية الحوكمة والبرامج، وفقاً لمتطلبات السوق اقتصادياً، بوضع سياسات وإستراتيجيات لتطوير المنتجات السياحية والأهداف وتحديد الوجهات الأساسية، وتقوم بتحليل برنامج استثماري متعدد السنوات في البنية التحتية السياحية، والتعاون مع المؤسسات والهيئات والأشخاص الاعتباريين والطبيعيين داخلياً وخارجياً في المجال السياحي.
هذه العمليات السياحية تؤكد أن «السياحة» جزء مهم جداً في عملية بناء وإدارة العلامة الوطنية للدول، فهي تبني صورة نمطية إيجابية عن السياحة في البلد.. صورة تساعد على استقطاب الاستثمار والمواهب، وتعزز من ظهور هوية الوطن.
وثمة أسباب جعلت القيادة السعودية تحوِّل هيئة السياحة والتراث الوطني إلى «وزارة»؛ أبرزها: الاتساق مع الإستراتيجية الوطنية للسياحة المنبثقة من «رؤية 2030»، وتوفير منظومة متكاملة من الخدمات والعروض للسائح، وإيجاد بيئة استثمارية جاذبة في المجال السياحي، وتحويل «السياحة» إلى مصدر رئيس للدخل والتوظيف، كما يشير إلى ذلك وزير السياحة أحمد الخطيب، الذي أكد أن رؤية 2030 تهدف إلى رفع الوظائف في هذا القطاع الحيوي إلى مليون و600 ألف وظيفة، وزيادة الناتج المحلي من 3% إلى 10%، والقفز بأعداد زائري السعودية من 18 مليون زائر سنوياً إلى 100 مليون.
فإذا كانت تلك هي الأهداف الرئيسة لذلك التحول السياحي الطموح، فإننا أمام مهمة تحدٍّ لنتلمس في القريب مخرجات مهمة في ما يخص الاستثمار السياحي، خصوصاً أن السعودية تزخر بالكثير من الوجهات السياحية المؤهلة لأن تكون في صدارة الوجهات العالمية.
ذلك يطرح أسئلة بديهية عدة؛ ما هي الأدوار لبناء قطاع السياحة؟ ولماذا الآن؟.. ولماذا هذا التغيير؟.. وهل ذلك الطموح السياحي هو دور الوزارة المعنية فقط؟.. ذلك يحتاج إلى عمل مشترك بين الوزارة والقطاع الخاص للارتقاء بالسياحة السعودية.. ولعلي في هذه العجالة أضع إجابة مبسطة لهذه الاستفسارات، وعلى الباحثين في المجال السياحي والأكاديميين التوغل في هذا الموضوع الحيوي.
من ذلك؛ لا بد من إيجاد هيئة حكومية تابعة لوزارة السياحة وظيفتها تسويق العلامة السياحية، وأخرى تابعة للقطاع الخاص تنفذ البرامج السياحية.. فما هي تلك الهيئات؟:
أولاً: هيئة حكومية بمسمى «هيئة تسويق السياحة» (Destination Marketing Organization) واختصارها (DMO)، وتعمل كجهة تسويقية للعلامة التجارية، وقناة بين السائحين في العالم والوجهة السياحية السعودية، وصناعة أنشطة جديدة لمنظمي الرحلات وشركات السفر بشروط محددة، وعرض «روزنامة» الترفيه في الوجهات السياحية (التنقل، الفنادق، المطاعم، وغيرها)، والقيام بحملات تسويقية عالمية ضخمة باسم الوجهات السياحية السعودية بقنوات رئيسية عدة؛ إلكترونية وإعلامية وتسويقية، لإيجاد صورة ذهنية إيجابية للسياحة السعودية.
الثاني: هيئات تابعة للقطاع الخاص؛ دعماً ومبيعاً وتوظيفاً، وهي «شركات إدارة الوجهات السياحية» (Destination Management company) واختصارها (DMC)، تمتلك معرفة وخبرات وموارد محلية لتقديم خدمات احترافية ولوجستية، إضافة إلى تخصصها في تصميم وتنظيم وتنفيذ الفعاليات والأنشطة والبرامج السياحية، وإتمام عملية بيع الباقات السياحية، ودعوة شركات السفر والسياحة العالمية لاستكشاف السعودية وتعريفها بتفاصيل الخدمات السياحية، وعقد اتفاقيات معها بأرباح ثنائية.
لا يقتصر عمل تلك الهيئات على ذلك فحسب، بل عليها استخدام إستراتيجيات تسويقية لجذب أسواق معينة مستهدفة (meetings, incentives, conferences, and exhibitions) واختصارها (MICE)، وهم الفئة الباحثة عن وجهات سياحية مختلفة لإقامة الفعاليات والمؤتمرات الدولية والاجتماعات، أو جذب «السياح المستكشفين» زائري البلد لأغراض الأعمال والدراسة.
إذن.. فإن السعودية تعمل منذ انطلاقة الرؤية على تنفيذ مشاريع ضخمة لتهيئة البنية التحتية؛ إدارياً وتسويقياً وتنظيمياً، لاستقبال السياحة واستغلال الموارد الطبيعية والتراثية (نيوم، العلا، مشروع البحر الأحمر، أمالا، السودة، وأخيراً الرياض)، بمشاريع جادة تسابق الزمن لتهيئتها كوجهات سياحية واستثمارية جاذبة للأموال والسياح والمواهب.. وبذلك أجابت السياحة السعودية على السؤال: كيف تحقق هذه المشاريع أهدافها؟.
مثل تلك الخطوات وضعتها كثير من الدول في وزاراتها اعتناء بالسياحة؛ تبدأ بجهة تنظيمية وتمتد لجهة تسويقية وتنتهي بجهة تنفيذية، وتطبق تلك الوزارات إستراتيجية الحوكمة والبرامج، وفقاً لمتطلبات السوق اقتصادياً، بوضع سياسات وإستراتيجيات لتطوير المنتجات السياحية والأهداف وتحديد الوجهات الأساسية، وتقوم بتحليل برنامج استثماري متعدد السنوات في البنية التحتية السياحية، والتعاون مع المؤسسات والهيئات والأشخاص الاعتباريين والطبيعيين داخلياً وخارجياً في المجال السياحي.
هذه العمليات السياحية تؤكد أن «السياحة» جزء مهم جداً في عملية بناء وإدارة العلامة الوطنية للدول، فهي تبني صورة نمطية إيجابية عن السياحة في البلد.. صورة تساعد على استقطاب الاستثمار والمواهب، وتعزز من ظهور هوية الوطن.