لا يخلو حديث اثنين على سطح الكرة الأرضية هذه الأيام من كلمة «كورونا»؛ الكلمة المرعبة التي استطاعت فرض نفسها على لغات البشر جميعاً بتنوعاتها الرهيبة، ومتابعة مليارات من البشر لتحركاته فلم يرض بالشهرة فقط بل والاختلاف حوله فأصبح اللغز الذي أعجز حضارة لم يسبق للبشرية بمثلها!
باختلاف الأيديولوجيا والرؤى والمعتقدات التي اختلفت في النظر إلى هذا الفايروس ولكن لن نناقش هذا الأمر الذي يحمل بعضاً من الصواب والكثير من المغالطات!
ما يهمني هو البعد قليلا عن هذا الفايروس والقرب أكثر إلى آثاره؛ تلك الآثار التي تحدد مدى حضارة وتقدم ووعي المجتمعات من عدمها، ولأقرب أكثر من دائرة الأثر لن أذهب إلى مجتمعات عالمية لأن من ضمن فوائد هذا الفايروس وأقول من ضمن محاسنه وأنا أقصدها هي حالة التوحد الإنساني في مواجهته وسقوط العرق والدين والجنس والسياسة بوصفها من قسمت العالم إلى أول وثان! فأصبحت البشرية في خط المواجهة واحدا! وهذا ما يحسب لكورونا في تاريخه الرهيب!
سأعود إلى ما حذرنا سابقا منه - قبل كورونا – ثم أتى كورونا وأسقط ورقة التوت الأخيرة! ألا وهو تعامل مشاهير السناب مع هذه الجائحة الكونية فظهرت سوءات البعض والتحف البعض ببعض من الرداء الذي لا يكاد يغطي شيئا!
نعلم أن تحذير منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة في العالم كافة تحذر من التجمعات والخروج والحرص على ملازمة البيوت في حجر عالمي لم يسبق للبشرية مثله! وهذا يعارض اللهاث والسعار اليومي الذي نشاهده من مشاهير السناب -كورونا عصر التواصل الاجتماعي- الذين وجدوا في متابعة العامة لهم مصدر رزق بل وأكثر من ذلك أصبحوا مفكري الأمة في زمن الجهل والتخلف! بل وزاد الأمر سوءاً التباهي بهذا الجهل فأصبحت المعرفة عاراً والثقافة وصمة لا بد من التبرؤ منها!
في هذا الوقت بالذات كنا نتوقع المؤازرة والتكاتف من قبل قطعان المشاهير وعمل حملات توعية والتصوير من منازلهم، والتبرعات من حسابات بنكية ساهم مجتمعنا الكريم في تمويلها، والمشاركة في حملات تطوعية مع وزارة الصحة ولكن لا شيء مما سبق للأسف!
المضحك المطالبة لهم بأن «انثبر في بيتك» ولا مجيب! والأكثر من ذلك هو تراشق الاتهامات في ما بينهم، فظهر الضعف الشديد في التعبير والإملاء وشكراً للوحة المفاتيح التي أخفت سوءات الخط وإلا لكنا رأينا العجب العجاب! وإلا فهل من المعقول أن نتابع إعلانا عن صالون للتجميل وتخفيضات على البودكير والمونيكير في «زمن كورونا» فأي عقل تحمله تلك المشهورة على رأسها المصبوغ!
هؤلاء المشاهير ظهروا في زمن الغفلة الذي اجتاحوا فيه مجتمعا مسكونا بالمحافظة والخطوط الحمراء التي صبغوها بألوان متنافرة لا تمت لمجتمعنا بصلة أبداً، ولكن جاء وقت المحاسبة لأن ما نمر به عصيب وصعب لا مجال للمهادنة أو الاحتواء فيه، لا مكان للصمت عن من ترى أن المعقمات غير متوفرة في الرياض! وأن الديتول يعيش حالة شح رهيبة! إلى هؤلاء وأمثالهم لا بد أن يتوقفوا، فالزمان والمكان الآن لكورونا وكورونا فقط!
* كاتبة سعودية
monaalmaliki@
باختلاف الأيديولوجيا والرؤى والمعتقدات التي اختلفت في النظر إلى هذا الفايروس ولكن لن نناقش هذا الأمر الذي يحمل بعضاً من الصواب والكثير من المغالطات!
ما يهمني هو البعد قليلا عن هذا الفايروس والقرب أكثر إلى آثاره؛ تلك الآثار التي تحدد مدى حضارة وتقدم ووعي المجتمعات من عدمها، ولأقرب أكثر من دائرة الأثر لن أذهب إلى مجتمعات عالمية لأن من ضمن فوائد هذا الفايروس وأقول من ضمن محاسنه وأنا أقصدها هي حالة التوحد الإنساني في مواجهته وسقوط العرق والدين والجنس والسياسة بوصفها من قسمت العالم إلى أول وثان! فأصبحت البشرية في خط المواجهة واحدا! وهذا ما يحسب لكورونا في تاريخه الرهيب!
سأعود إلى ما حذرنا سابقا منه - قبل كورونا – ثم أتى كورونا وأسقط ورقة التوت الأخيرة! ألا وهو تعامل مشاهير السناب مع هذه الجائحة الكونية فظهرت سوءات البعض والتحف البعض ببعض من الرداء الذي لا يكاد يغطي شيئا!
نعلم أن تحذير منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة في العالم كافة تحذر من التجمعات والخروج والحرص على ملازمة البيوت في حجر عالمي لم يسبق للبشرية مثله! وهذا يعارض اللهاث والسعار اليومي الذي نشاهده من مشاهير السناب -كورونا عصر التواصل الاجتماعي- الذين وجدوا في متابعة العامة لهم مصدر رزق بل وأكثر من ذلك أصبحوا مفكري الأمة في زمن الجهل والتخلف! بل وزاد الأمر سوءاً التباهي بهذا الجهل فأصبحت المعرفة عاراً والثقافة وصمة لا بد من التبرؤ منها!
في هذا الوقت بالذات كنا نتوقع المؤازرة والتكاتف من قبل قطعان المشاهير وعمل حملات توعية والتصوير من منازلهم، والتبرعات من حسابات بنكية ساهم مجتمعنا الكريم في تمويلها، والمشاركة في حملات تطوعية مع وزارة الصحة ولكن لا شيء مما سبق للأسف!
المضحك المطالبة لهم بأن «انثبر في بيتك» ولا مجيب! والأكثر من ذلك هو تراشق الاتهامات في ما بينهم، فظهر الضعف الشديد في التعبير والإملاء وشكراً للوحة المفاتيح التي أخفت سوءات الخط وإلا لكنا رأينا العجب العجاب! وإلا فهل من المعقول أن نتابع إعلانا عن صالون للتجميل وتخفيضات على البودكير والمونيكير في «زمن كورونا» فأي عقل تحمله تلك المشهورة على رأسها المصبوغ!
هؤلاء المشاهير ظهروا في زمن الغفلة الذي اجتاحوا فيه مجتمعا مسكونا بالمحافظة والخطوط الحمراء التي صبغوها بألوان متنافرة لا تمت لمجتمعنا بصلة أبداً، ولكن جاء وقت المحاسبة لأن ما نمر به عصيب وصعب لا مجال للمهادنة أو الاحتواء فيه، لا مكان للصمت عن من ترى أن المعقمات غير متوفرة في الرياض! وأن الديتول يعيش حالة شح رهيبة! إلى هؤلاء وأمثالهم لا بد أن يتوقفوا، فالزمان والمكان الآن لكورونا وكورونا فقط!
* كاتبة سعودية
monaalmaliki@