-A +A
أسعد عبدالكريم الفريح
نعم الوطن ليس خطاً أحمرَ، ولو كان شديد الحمرة، بل ولو كانت هناك خطوط أقوى وأفعل من الحمرة، ولو اللفظ يسعف لقلنا ولا حتى خطاً أسودَ فهو أعلى وأجل من كل الخطوط بكل ألوانها، إن من يجرؤ على حمى الوطن سيتمرغ وجهه في أشدها سواداً وحلكة.

الوطن بالنسبة لنا حياتنا، وقادتنا هم كبارنا وتاج على رؤوسنا، هم رأس العائلة السعودية، شموخها وعمودها الفقري، وهم أساس هذا البناء العظيم المملكة العربية السعودية، إن لمقامهم بيعة واجبة بأيدينا وبيعة وفاء بعقولنا وبيعة حب بقلوبنا.


كل فرد من هذا الشعب الوفي الأبي مهما تعددت الأفكار وطرحت الآراء وتقلبت الأمزجة فلكل إنسان حريته في أفكاره، ولكن يجمعنا كلنا الإخلاص والوفاء لحكامنا وبيننا عقد لم يكتب بقلم بل بإيماننا.

ملكنا -حفظه الله- وولي عهده المبدع يشاطران هذا الحب شعبهما، ويعملان كل ما فيه مصلحة الوطن بقرارات حكيمة متأنية جريئة، فالوطن مسؤولية عظيمة، وإذا أردت أن تبني قراراتك فيجب أن تبتعد عن مقولة أحيني الْيَوْمَ وأمتني غداً، فهذا شعار المترددين الذين يريدون المكانة لأنفسهم ولا يهم ماذا يحصل فيما بعد لأوطانهم وشعوبهم خاصة الأجيال القادمة.

نحن كشعب لا يعنينا ما يقول المرجفون، وقنوات الحقد وبث السم سواء وضع في العسل أو استعملوه مباشراً كما هي عناوين بعض قنواتهم، نحن نؤمن أن قادتنا هم حكماؤنا، أما الأصوات التي تخرج علينا من هنا أو هناك -وهم قلة منحرفون خانوا أمانتهم، وهم يجعجعون عشرات السنين بتمويل من مرتزقة ودول عدوة حاقدة جائرة- هذه الأصوات لا نقيم لها وزناً ولا قيمة، أصوات نشاز مأجورة، وأجندتها لا تخفى علينا فليذهبوا بقمامتهم التي تخرج من أفواه كريهة إلى مزبلة قوم آخرين يبادلونهم نفس المشاعر؛ لأن حتى مزابل شوارعنا ترفعت عن قبول إنتاجهم القذر، أما آن لتلك الأصوات أن تعي أنها تنبح وأن الشعب السعودي لا يفهم لغة النابحين النائحين..؟