-A +A
أنمار مطاوع
هذه السمات تنطبق على مجتمعنا السعودي بامتياز. في ظروف وحالات وتحولات الأيام بحلوها ومرها.. بوعدها ووعيدها.. يظل المجتمع السعودي مثالا للالتزام والانضباط والإصرار لتحدي وتعدّي كل الأزمات. وهذه السمات -التي تدل على قوة الإرادة والإيمان بالأقدار- هي ما يواجه بها مجتمعنا أزمة كورونا.

كثير من المجتمعات الشرقية -وبعض الأوروبية كإسبانيا وإيطاليا- لا تبتعد كثيرا عن المجتمع العربي في عادات العلاقات الاجتماعية. فالثقافة الشرقية تهتم كثيرا بالتجمعات الأسرية والاجتماعية؛ مثل تجمعات الأصدقاء والزملاء خارج أماكن العمل. وهي ثقافة جميلة في تواصلها وحبها للحياة الاجتماعية التفاعلية. إلا أن هذه المفردة الثقافية الجميلة هي ما ساهم في انتشار فايروس كورونا عالميا وجعل الشعوب تعاني الأمرين من هذه الأزمة الصحية العالمية.


كثير من الدول فرضت حجرا صحيا على مدنها كاملة، ومن ضمنها المملكة العربية السعودية. حيث فرضت الدولة منع الخدمات التي قد تؤدي إلى التجمعات الكبيرة والصغيرة منعا صارما.. إلا أنها تدرك تماما أن الوعي الاجتماعي هو مفتاح تجاوز الأزمة بمعونة القادر.. فالوعي هو الجدار الحامي بعد الله سبحانه وتعالى.

الدولة رعتها عين الرحمن تقوم بواجبها نظاميا وإداريا، ولكنها لن تدخل المنازل وتمنع تجمعات الأصدقاء والأهل والأقارب. هنا يأتي دور المجتمع.. وقد أثبت أفراده وجماعاته أنه مجتمع على قدر حجم المسؤولية. تفوّق فعليا على مستوى العالم في إجراءات العزل الاجتماعية؛ حسب ما تناقلته وسائل الإعلام، والقدرة على اتخاذ تدابير الوقاية واتباع إرشادات الجهات المختصة محليا وعالميا.

لم يكن العزل خوفا، ولكن وعيا بأن هذه الأزمة تحتاج إلى تلك الإجراءات والسلوكيات الاجتماعية وإن جاءت عكس عادات وتقاليد ومعتقدات المجتمع. هذا هو الوعي الكامل.. في قمة تألقه.

أثبت المجتمع السعودي أنه مجتمع الالتزام والانضباط والإصرار.. وأثبت أنه على قدر المسؤولية بكافة شرائحه وفئاته العمرية والاجتماعية.

* كاتب سعودي

anmar20@yahoo.com