-A +A
هيلة المشوح
لم أتوقع يوماً أن يصل بنا الحال إلى هذه المحطة المتراجعة جداً لإنعاش الوعي الجمعي بخطورة (رمي المخلفات)؛ ناهيكم عن قفازات قد تكون ملوثة بوباء أصبح يقلقنا ويثير رعبنا هذه الأيام!

كنت أشمئز من بعض الممارسات في السابق حين أرى شخصاً يرمي مخلفاته من نافذة سيارته، ويزداد اشمئزازي حين أشاهد من «يبصق» -أجلكم الله- على الأرض، وهي ممارسة تفرّد بها المقيمون من بعض دول العمالة، وكنت أتمنى أن يُطرَح قانون صارم لوقف هذه السلوكيات، أما وقد حل الوباء المريع الذي ينتشر كالنار في الهشيم، وتتضاعف أعداد المصابين به بتصاعد مخيف، وأصبحنا نشاهد البعض يرمي قفازاته وكمامه على الأرض قبل أن يصعد مركبته بأنانية مفرطة وكأنه يرمي مرضه لنتلقاه نحن دون اكتراث ودون أدنى مسؤولية، هنا لنا رأي يجب أن يؤخذ بجدية وحزم ضد هذه الممارسات المتخلفة والخطيرة بطرح قانون صارم وساري التطبيق في حينه يعاقب به كل من يخل بنظافة المرافق والشارع والأماكن العامة سواء بمخلفات أو بصق أو قفاز وكمام.


من ناحية أخرى، فلي عتب كبير على أمانات المدن وبالأخص أمانة مدينة الرياض إزاء هذه الممارسات التي تقتضي التنبيه لها ونشر الوعي لخطورتها من جهة، ومن جهة أخرى تفعيل آلية مغايرة لما هو متبع حالياً فيما يخص تنظيف وتطهير المرافق العامة ومراقبة أداء عمال النظافة الذين أصبحوا يمتهنون التسول ويستغلون كرم وعاطفة الشعب السعودي كتجارة رابحة، فنحن اليوم نواجه جائحة صحية خطيرة تستوجب مضاعفة النظافة عشرات المرات عما كان متبعاً في السابق والبذل الجاد لتطهير البيئة وتطويع كل الامكانات المادية والبشرية لبيئة صحية نظيفة تحد من انتشار الوباء، وبالتالي تقلص هدر اقتصادنا.

أخيراً.. القفاز والكمام الملقيان على الأرض بمثابة كارثة صحية وسبب «مستجد» لنقل العدوى يجب أن يضاف للأسباب المعروفة، ويجب على القطاعات ذات الصلة المباشرة بالجائحة التنبيه له.

* كاتبة سعودية‏

hailahabdulah20@