قبل أيام وفي بداية الأزمة تقريباً خرج رئيس دولة غربية ليقول لشعبه محذراً من كورونا: «استعدوا لفراق أحبابكم»، وبعد أيام يسيرة -وفي ذروة الأزمة- خرج خادم الحرمين الشريفين على شعبه مستفتحاً كلامه بتلاوة آيات الفرج والبشرى: «إن مع العسر يسرا»، ومبشراً الناس من مواطنين ومقيمين بأن الدولة ستبذل كل إمكانياتها في الحفاظ على حياة الجميع وتوفير ما يحتاجه المواطن والمقيم من غذاء ودواء، وأن كل ما يجري رغم قسوته ومرارته سيتم تجاوزه بإذن الله ويعود تاريخاً يروى للأجيال.
هنا تبدو المفارقة في غاية الوضوح: بين دولة تتعامل مع الإنسان كمنتج أو سلعة، تخضع للعرض والطلب، ويرتفع سعرها ويهبط بحسب الحاجة إليها، ولهذا كانت الكلمات المعبرة عن هذا المعنى في غاية القسوة والألم، وبين دولة تتعامل مع الإنسان كقيمة عليا يجب المحافظة عليها بشتى الطرق والوسائل، بل وتجعل من نفسها مسؤولة حتى عن مزاجه النفسي واستقراره الاجتماعي فتطمئنه وتبشره. ولهذا كانت الكلمات المعبرة في غاية اللطف والرحمة والمحبة.
في الفترة الماضية كانت الكثير من المنظمات التي تتخذ من تلك الدول مقراً لها تنشد لنا في كل صباح أنشودة الحقوق وترتل علينا في كل مساء مواعظ الاحترام والتقدير للإنسان، وكان بعض المغفلين والأغرار وضحايا الدعاية الموجهة يصدقون هذه الادعاءات، لكن اليوم وبعد أن كشفت كل دولة عن وزن الإنسان وقيمته في نظر ساستها وقادتها، فلم يعد يقبل من أحد أن يكون ضحية لهذه الدعايات المضللة، أما الأعداء الذين انطوت قلوبهم على الكيد المبين والمكر الكبار لهذا البلد وقادته ومواطنيه فسيظلون في تلبيس مستمر وإنكار دائم حتى لو أريناهم الشمس في رابعة النهار فسيعمون عنها حسداً من عند أنفسهم، وهذا في الحقيقة لا يعنينا كثيراً، لكن الذي يعنينا هو هذا الجيل من الشباب الواعد الذي يمثل أغلبية الشعب السعودي اليوم، فهو ما يستحق أن نتوجه إليه، يجب أن نستثمر كل الأحداث والمواقف والمناسبات لنجعله يمتلئ إيماناً بمشروعية هذه الدولة المباركة وحرصها الدائم عليه، كما نجعله دوماً منحازاً لمواقفها واختياراتها، ولا يكون ذلك إلا بأن نحول بينه وبين تلك الأفكار والعقول التي تجعل منه ضحية لفكرة المؤامرة، وأسيراً لأوهامها.
إن هذا «الماراثون» الطويل في خدمة الإنسان السعودي من جميع الجهات وعلى كافة المستويات يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذه القيادة الرشيدة التي تسوس هذا البلد وتدبر أمره تفعل ذلك بدافعين اثنين لا ثالث لهما: أولهما: شعورها بالمسؤولية الشرعية الراشدة الذي يدفعها دوما للعمل الصالح الذي ترجو جزاءه من الله الكريم دون أن تنظر لحسابات المصالح السياسية والمكاسب الدنيوية، وهذا الشعور لدى قادتنا هو منة من الله الكريم تستحق الشكر والحمد، إنه شعور يبعث على الطمأنينة والراحة، فلا يمكن لقادة يحملون هذا الشعور ويملكون هذا الإحساس أن يعرضوا حياة الناس للخطر أو أن يرهنوا مستقبلهم ومستقبل أولادهم لحسابات المصالح والمكاسب السياسية، أو المغامرات البطولية. لقد رأينا دولاً من حولنا كانت كثيراً ما ترفع شعاراتها الدينية البراقة لكنها لم تلبث أن رسبت في أول امتحان لها، فتخلت عن شعاراتها وتنكرت لها بأسرع ما يكون عندما تعارضت مع مصالحها العاجلة.
وثاني هذه الدوافع: هو إيمانها الراسخ بالمثل والقيم والمبادئ -وهو فرع عن الدافع الأول- فلقد التزمت هذه الدولة منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أن تتمثل المبادئ الصادقة وتلتزم القيم الصحيحة تمثلاً صادقاً لا كذب معه، والتزاما صحيحاً لا زيف فيه، وعبر التاريخ المجيد لهذا الكيان ولله الحمد لم تتعارض مبادئ الدولة مع مصالحها إلا انحازت إلى مبادئها مهما كان الثمن، والأمثلة والشواهد على هذه أكثر من أن تذكر وتحصر.
حرس الله بلادنا وحفظ ولاتنا وأدام على ساكني هذه الأرض الطيبة العافية والطمأنينة والسلام.
* كاتب سعودي
Khaled4321@gmail.com
هنا تبدو المفارقة في غاية الوضوح: بين دولة تتعامل مع الإنسان كمنتج أو سلعة، تخضع للعرض والطلب، ويرتفع سعرها ويهبط بحسب الحاجة إليها، ولهذا كانت الكلمات المعبرة عن هذا المعنى في غاية القسوة والألم، وبين دولة تتعامل مع الإنسان كقيمة عليا يجب المحافظة عليها بشتى الطرق والوسائل، بل وتجعل من نفسها مسؤولة حتى عن مزاجه النفسي واستقراره الاجتماعي فتطمئنه وتبشره. ولهذا كانت الكلمات المعبرة في غاية اللطف والرحمة والمحبة.
في الفترة الماضية كانت الكثير من المنظمات التي تتخذ من تلك الدول مقراً لها تنشد لنا في كل صباح أنشودة الحقوق وترتل علينا في كل مساء مواعظ الاحترام والتقدير للإنسان، وكان بعض المغفلين والأغرار وضحايا الدعاية الموجهة يصدقون هذه الادعاءات، لكن اليوم وبعد أن كشفت كل دولة عن وزن الإنسان وقيمته في نظر ساستها وقادتها، فلم يعد يقبل من أحد أن يكون ضحية لهذه الدعايات المضللة، أما الأعداء الذين انطوت قلوبهم على الكيد المبين والمكر الكبار لهذا البلد وقادته ومواطنيه فسيظلون في تلبيس مستمر وإنكار دائم حتى لو أريناهم الشمس في رابعة النهار فسيعمون عنها حسداً من عند أنفسهم، وهذا في الحقيقة لا يعنينا كثيراً، لكن الذي يعنينا هو هذا الجيل من الشباب الواعد الذي يمثل أغلبية الشعب السعودي اليوم، فهو ما يستحق أن نتوجه إليه، يجب أن نستثمر كل الأحداث والمواقف والمناسبات لنجعله يمتلئ إيماناً بمشروعية هذه الدولة المباركة وحرصها الدائم عليه، كما نجعله دوماً منحازاً لمواقفها واختياراتها، ولا يكون ذلك إلا بأن نحول بينه وبين تلك الأفكار والعقول التي تجعل منه ضحية لفكرة المؤامرة، وأسيراً لأوهامها.
إن هذا «الماراثون» الطويل في خدمة الإنسان السعودي من جميع الجهات وعلى كافة المستويات يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذه القيادة الرشيدة التي تسوس هذا البلد وتدبر أمره تفعل ذلك بدافعين اثنين لا ثالث لهما: أولهما: شعورها بالمسؤولية الشرعية الراشدة الذي يدفعها دوما للعمل الصالح الذي ترجو جزاءه من الله الكريم دون أن تنظر لحسابات المصالح السياسية والمكاسب الدنيوية، وهذا الشعور لدى قادتنا هو منة من الله الكريم تستحق الشكر والحمد، إنه شعور يبعث على الطمأنينة والراحة، فلا يمكن لقادة يحملون هذا الشعور ويملكون هذا الإحساس أن يعرضوا حياة الناس للخطر أو أن يرهنوا مستقبلهم ومستقبل أولادهم لحسابات المصالح والمكاسب السياسية، أو المغامرات البطولية. لقد رأينا دولاً من حولنا كانت كثيراً ما ترفع شعاراتها الدينية البراقة لكنها لم تلبث أن رسبت في أول امتحان لها، فتخلت عن شعاراتها وتنكرت لها بأسرع ما يكون عندما تعارضت مع مصالحها العاجلة.
وثاني هذه الدوافع: هو إيمانها الراسخ بالمثل والقيم والمبادئ -وهو فرع عن الدافع الأول- فلقد التزمت هذه الدولة منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أن تتمثل المبادئ الصادقة وتلتزم القيم الصحيحة تمثلاً صادقاً لا كذب معه، والتزاما صحيحاً لا زيف فيه، وعبر التاريخ المجيد لهذا الكيان ولله الحمد لم تتعارض مبادئ الدولة مع مصالحها إلا انحازت إلى مبادئها مهما كان الثمن، والأمثلة والشواهد على هذه أكثر من أن تذكر وتحصر.
حرس الله بلادنا وحفظ ولاتنا وأدام على ساكني هذه الأرض الطيبة العافية والطمأنينة والسلام.
* كاتب سعودي
Khaled4321@gmail.com