أنا من جيل مر عليه الكثير من التجارب والأحداث. كنت طفلا صغيرا جدا عندما حصلت نكسة 1967، ولكنها في النهاية «تحسب» علي في سرد سيرتي الذاتية. وعاصرت حادثة اغتيال الملك فيصل التي كانت بمثابة فاجعة عظيمة، ثم عاصرت حادثة احتلال الحرم المكي الشريف من قبل الإرهابي التكفيري جهيمان وزمرته المجرمة، التي زلزلت العالم الإسلامي بأسره، وعاصرت موجة التشدد والتضييق والتطرف التي احتلت المجتمع في تحول وإعادة هيكلة وهندسة انقلابية له فأخرجت التنمر والعنصرية والتمييز والتصنيف والتكفير والتخوين وصولا للإرهاب. وعاصرت الحرب العراقية الإيرانية بين الأحمق الخميني والمجرم صدام حسين الذي احتل الكويت بعد ذلك، وعشنا ظروف تبعات ذلك وصواريخ سكود المنطلقة صوبنا. وعايشت كارثة الحادي عشر من سبتمبر وتبعاتها علينا، وولادة القاعدة وحزب الله وداعش والحوثيين وأشكال الإرهاب المختلفة. عايشت أنا وجيلي الكثير إلا أنني وبكل شجاعة وثقة أقول إنني لم أخض أي تجربة سابقة أصعب من التجربة التي نعيشها اليوم مع فايروس كورونا. لأننا هنا نتعامل مع «المجهول» فايروس جديد، أرقام ضحاياه في ازدياد، وهناك نماذج مختلف عليها في التعامل معه، ولعل أهمها العزل الإجباري والعزل الحاسم، والمدرسة الأخرى توسيع دائرة الفحوصات الصحية المبكرة. أصبح المؤتمر الصحفي اليومي لوزارة الصحة أهم حدث ينتظره المتابعون كل يوم، وفيه قدر مهم من المعلومات التي يقيس بها الناس درجة اطمئنانهم وثقتهم، إلا أن الأمل أن يتضمن المؤتمر الصحفي معلومات مهمة أخرى مثل: هل توجد أعداد كافية من أجهزة التنفس الصناعي في البلاد؟ هل توجد أعداد كافية من الكمامات والققازات الصحية في البلاد؟ هل توجد عبوات كافية من دواء الملاريا الفرنسي الذي أثبت فعاليته في مكافحة أعراض كورونا؟ المعلومات الإضافية والإجابات عن الأسئلة الصعبة ستولد راحة وثقة في معركة طويلة الأجل.
* كاتب سعودي
hashobokshi@gmail.com
* كاتب سعودي
hashobokshi@gmail.com