لحسين أحمد أمين كتاب جميل ظريف بعنوان «شخصيات عرفتها» تناول فيها جانباً من سيرة أهم رموز الثقافة والأدب في مصر، على رأسهم والده أحمد أمين، وطه حسين، ومصطفى عبدالرازق، وعباس العقاد، وعبدالرحمن بدوي، وتوفيق الحكيم، وزكي نجيب محمود، وغيرهم. اقترب كثيراً من تفاصيل حياتهم الشخصية ورسم صورة دقيقة عنهم، وروى عنهم حكايات مفاجئة، وقصصاً تكشف جانباً من طموحاتهم، وإبداعاتهم، وعطاءاتهم، ونزواتهم، وأطماعهم، وغيرتهم، وتنافسهم، وتناقضهم.
حسين أمين هو كاتب ودبلوماسي مصري، اشتهر بكتابه «دليل المسلم الحزين»، وكانت مقالاته تثير ضجة وجدلاً في الثمانينات الميلادية، دخل في سجالات عنيفة مع الحركة الإسلامية، ورغم ذلك وصفه بعضهم بـ«المثقف الإسلامي المستنير»، لكن فهمي هويدي -أحد خصومه-، صنفه ضمن «متطرفي العلمانية» في كتابه «تزييف الوعي» واضعاً معه في نفس السلة «فؤاد زكريا، فرج فودة، محمد نور فرحات».
حسين أمين، هو ابن المفكر الكبير أحمد أمين صاحب موسوعة فجر الإسلام، وضحاه، وظهره، كان لشخصية والده حضور كبير في كتابه، وحضور كبير على شخصيته، دائماً ما كان يستدعي اسم والده في ثنايا كتابه، «فهذا المثقف الكبير التقيته عند والدي، كان يزور والدي وأنا طفل، وحين دخلت على ذلك الوزير قلت له أنا ابن أحمد أمين، وحين تحدثت مع فلان سألني عن والدي، وحين زرت فلاناً ذكرت اسم والدي ولم يتفاعل معي، وحين رأيت السادات قال لي أنا نشأت على كتب والدك»، وافتتح أولى صفحات كتابه بسيرة والده أحمد أمين، سيرة حين تقرأها تكشف لك خباياها عن علاقة معقدة بين الأب وابنه، فرغم تبجيل حسين لوالده، إلا أنه في بعض الأحيان لا يتورع عن تسديد انتقادات لاذعة نحوه، ويكشف تفاصيل خاصة ربما لا يعرفها معظم القراء، ويتندر منه أحياناً ويسخر. ويتحدث بصراحة عنه قائلاً: «هناك جوانب ضعف خطيرة في ثقافة والدي، فهو يذكرني بالمثل القائل (الثعلب يعرف أشياء صغيرة كثيرة، والقنفذ لا يعرف غير شيء كبير واحد) فرغم إلمامه بتاريخ حضارة الإسلام وعلومه، إلا أنه لا يعرف شيئاً عن الموسيقى الغربية، ولا يقرأ قصصاً أو مسرحيات، ولا يعرف شيئاً عن الأوبرا والباليه، وفي ظني أن أي شاب اليوم يعرف عن الماركسية والمذاهب الاقتصادية أكثر مما يعرفه والدي».
وحين تطرق لحكاية الخلاف بين أحمد أمين وطه حسين، حين تولى والده عمادة كلية الآداب عام ١٩٤٠، وبدأ الخصام والشقاق يضرب علاقة الطرفين، حتى انفصلا عن بعض بعد صداقة قوية متينة جمعتهما، وكانت أبرز مؤاخذات أمين على طه حسين هو تدخله في شؤون عمله في كلية الآداب، و«المحسوبية التي لا حد لها عنده»، يعلق حسين أمين قائلاً: «ورغم ما استنكره والدي من المحسوبية عند طه حسين، إلا أنه هو الذي رجاه في نوفمبر ١٩٤٣ أن يوفد أخي محمد في بعثة دراسية إلى إنجلترا، وأن يعين زوج أختي عبدالعزيز عتيق بالمعهد الثقافي المصري في لندن، فوعده طه خيراً، وأوفى بوعده في الاثنين».
ومما يروي أيضاً أن حسن البنا وجه دعوة عامة لأحمد أمين للانضمام لجماعة الإخوان المسلمين، لكن أمين تجاهلها ولم يرد، وذات يوم التقى البنا بحسين، فقال له: «أخبر والدك إن رفض الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين هو إعراض عن الإسلام بأسره»، يقول حسين أخبرت والدي، فهز رأسه هازئاً مرتين أو ثلاثاً ولم يعلق.
وفي موضوع آخر يعلق حسين أمين أن والده كان يستنكر التأنق والحذلقة في كتابات غيره، ويصف أسلوب طه حسين بأنه غزل بنات، يقول: «لكن ما زلت أذكر بشيء من العجب والإشفاق كيف أبهجه أشد البهجة أن يتحول العقاد إلى الاعتراف به أديباً بعد صدور كتابه (حياتي)، بعد أن ظل دوماً يصر على وصف نفسه بالبحاثة، أو المؤرخ العالم».
ورغم ذلك كله كتب حسين واصفاً والده: «لقد ترك في نفوس أبنائه وتلاميذه أثراً عميقاً لا يعرف حداً. وقد تأثرنا بمعاشرة هذا الإنسان العظيم حتى بات من الصعب علينا أن نحترم رئيساً وقد رأينا رئاسته، أو كاتباً وقد شهدنا موقفه الجاد في صنعة الكاتب، أو مسؤولاً وقد خبرنا إخلاصه وتفانيه»، لذلك لا عجب أن يكون أحمد أمين من المثقفين القلة الذين تسنم أبناؤه من بعد همة الفكر والثقافة أمثال حسين، وجلال، حيث كان لهم أثر فاعل في الحركة الثقافية المصرية، تحضر معهم سيرة والدهم في كل حين، كما يقول ابنه: «لم يرَ أولاده بعده من يَفْضُله».
حسين أمين هو كاتب ودبلوماسي مصري، اشتهر بكتابه «دليل المسلم الحزين»، وكانت مقالاته تثير ضجة وجدلاً في الثمانينات الميلادية، دخل في سجالات عنيفة مع الحركة الإسلامية، ورغم ذلك وصفه بعضهم بـ«المثقف الإسلامي المستنير»، لكن فهمي هويدي -أحد خصومه-، صنفه ضمن «متطرفي العلمانية» في كتابه «تزييف الوعي» واضعاً معه في نفس السلة «فؤاد زكريا، فرج فودة، محمد نور فرحات».
حسين أمين، هو ابن المفكر الكبير أحمد أمين صاحب موسوعة فجر الإسلام، وضحاه، وظهره، كان لشخصية والده حضور كبير في كتابه، وحضور كبير على شخصيته، دائماً ما كان يستدعي اسم والده في ثنايا كتابه، «فهذا المثقف الكبير التقيته عند والدي، كان يزور والدي وأنا طفل، وحين دخلت على ذلك الوزير قلت له أنا ابن أحمد أمين، وحين تحدثت مع فلان سألني عن والدي، وحين زرت فلاناً ذكرت اسم والدي ولم يتفاعل معي، وحين رأيت السادات قال لي أنا نشأت على كتب والدك»، وافتتح أولى صفحات كتابه بسيرة والده أحمد أمين، سيرة حين تقرأها تكشف لك خباياها عن علاقة معقدة بين الأب وابنه، فرغم تبجيل حسين لوالده، إلا أنه في بعض الأحيان لا يتورع عن تسديد انتقادات لاذعة نحوه، ويكشف تفاصيل خاصة ربما لا يعرفها معظم القراء، ويتندر منه أحياناً ويسخر. ويتحدث بصراحة عنه قائلاً: «هناك جوانب ضعف خطيرة في ثقافة والدي، فهو يذكرني بالمثل القائل (الثعلب يعرف أشياء صغيرة كثيرة، والقنفذ لا يعرف غير شيء كبير واحد) فرغم إلمامه بتاريخ حضارة الإسلام وعلومه، إلا أنه لا يعرف شيئاً عن الموسيقى الغربية، ولا يقرأ قصصاً أو مسرحيات، ولا يعرف شيئاً عن الأوبرا والباليه، وفي ظني أن أي شاب اليوم يعرف عن الماركسية والمذاهب الاقتصادية أكثر مما يعرفه والدي».
وحين تطرق لحكاية الخلاف بين أحمد أمين وطه حسين، حين تولى والده عمادة كلية الآداب عام ١٩٤٠، وبدأ الخصام والشقاق يضرب علاقة الطرفين، حتى انفصلا عن بعض بعد صداقة قوية متينة جمعتهما، وكانت أبرز مؤاخذات أمين على طه حسين هو تدخله في شؤون عمله في كلية الآداب، و«المحسوبية التي لا حد لها عنده»، يعلق حسين أمين قائلاً: «ورغم ما استنكره والدي من المحسوبية عند طه حسين، إلا أنه هو الذي رجاه في نوفمبر ١٩٤٣ أن يوفد أخي محمد في بعثة دراسية إلى إنجلترا، وأن يعين زوج أختي عبدالعزيز عتيق بالمعهد الثقافي المصري في لندن، فوعده طه خيراً، وأوفى بوعده في الاثنين».
ومما يروي أيضاً أن حسن البنا وجه دعوة عامة لأحمد أمين للانضمام لجماعة الإخوان المسلمين، لكن أمين تجاهلها ولم يرد، وذات يوم التقى البنا بحسين، فقال له: «أخبر والدك إن رفض الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين هو إعراض عن الإسلام بأسره»، يقول حسين أخبرت والدي، فهز رأسه هازئاً مرتين أو ثلاثاً ولم يعلق.
وفي موضوع آخر يعلق حسين أمين أن والده كان يستنكر التأنق والحذلقة في كتابات غيره، ويصف أسلوب طه حسين بأنه غزل بنات، يقول: «لكن ما زلت أذكر بشيء من العجب والإشفاق كيف أبهجه أشد البهجة أن يتحول العقاد إلى الاعتراف به أديباً بعد صدور كتابه (حياتي)، بعد أن ظل دوماً يصر على وصف نفسه بالبحاثة، أو المؤرخ العالم».
ورغم ذلك كله كتب حسين واصفاً والده: «لقد ترك في نفوس أبنائه وتلاميذه أثراً عميقاً لا يعرف حداً. وقد تأثرنا بمعاشرة هذا الإنسان العظيم حتى بات من الصعب علينا أن نحترم رئيساً وقد رأينا رئاسته، أو كاتباً وقد شهدنا موقفه الجاد في صنعة الكاتب، أو مسؤولاً وقد خبرنا إخلاصه وتفانيه»، لذلك لا عجب أن يكون أحمد أمين من المثقفين القلة الذين تسنم أبناؤه من بعد همة الفكر والثقافة أمثال حسين، وجلال، حيث كان لهم أثر فاعل في الحركة الثقافية المصرية، تحضر معهم سيرة والدهم في كل حين، كما يقول ابنه: «لم يرَ أولاده بعده من يَفْضُله».