-A +A
حسين شبكشي
وكأن السعودية بقراراتها المختلفة التي أعلنت عنها مبكرا وبالتوالي بعد ذلك، منذ انطلاق أزمة فايروس كورونا، وكأنها تسطر صفحات مهمة في كتاب إدارة الأزمات. خطوات استباقية تم اتخاذها بشكل قوي وفوري ساهمت في منح سكان البلاد من مواطنين ومقيمين الطمأنينة والإحساس بالأمان والتركيز على «إنسانية» الإجراءات بلا تفرقة (على عكس ما حصل في دول أخرى من تمييز عنصري فجٍّ وبغيض)، وهذا ساهم بشكل لافت في تقليص عدد الإصابات واستطاعت الدولة بأجهزتها المختلفة استغلال التقنية الحديثة بشكل مثالي في مجالات العدل والداخلية والصحة والتجارة والنقل على سبيل المثال.

من الواضح أن الوضع الاستثنائي من قرارات المنع المقيد والبقاء في المنزل والتباعد الاجتماعي مستمرة معنا إلى بعد رمضان، وهذا الشهر الفضيل الكريم له مكانة خاصة لدى السعوديين كغيرهم من المسلمين حول العالم، فهو بالإضافة لكونه شهر الصيام هو أيضا شهر العطاء والخير بشتى أنواعه. ولأن الظرف الطارئ سيعيق تقديم أعمال الخير بالأسلوب الذي تعود عليه الناس، فالآن هو الوقت المناسب لأن تقوم وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالتعاون مع تطبيقات موصلي الخدمات لتأمين خدمات توصيل الصدقات المالية والغذائية والعينية بمختلف أشكالها.التقنية الحديثة تقدم الحلول لتجاوز فجوة الظرف الحالي الطارئ، فالهواتف الجوالة موجودة بحوزة الناس وبإمكانهم أن يرسلوا «مواقعهم» من خلالها للوصول لهم.


الفئة المحرومة تنتظر شهر الخير سنوياً للحصول على ما تجود به الأنفس، وإذا استطاع كورونا إبقاءنا في بيوتنا فلا يجب السماح له بعدم الوصول إلى بيوتهم.

الخير والتقنية ورمضان والمحتاجون عنوان جميل لمبادرة مطلوبة وإدارتها بين الأيادي ويبقى الإقدام عليها لتكون (خانة مهمة في صفحات الكتاب السعودي في إدارة الأزمات).

* كاتب سعودي

hashobokshi@gmail.com