منذ أن خلق الله الدنيا وقدَّر للناس فيها أقواتهم وآجالهم، لم يكن سبحانه ليُنزل عليهم داءً أو وباءً إلا قد أوجد لهم من حولهم ما قد يكون فيه سرُّ شفائهم، أو أنه سبحانه يهديهم برحمةٍ منه إلى ما يقيهم ويحصنهم مما قد يصيبهم، ولحكمةٍ بالغةٍ منه قد يؤخر عنهم توصلهم إلى الدواء وتركيبة العلاج إلى أجلٍ مكتوبٍ ومعلوم.
ولم تكن جائحة فايروس كورونا المستجد هي الوحيدة والفريدة التي عصفت وألمّت بأهل الأرض وأقضَّت مضاجعهم وقطَّعت عُرى تواصلهم، وذلك على مر التاريخ، ولكن اللافت والجديد في هذه المحنة أنها قد وحدت جهود وقلوب البشرية جمعاء لمحاربة ومجابهة هذا الوباء القاتل والفتّاك، وحدتهم على قلب رجل واحد بمختلف أجناسهم وأعراقهم وتنوع دياناتهم وانتماءاتهم وبشكل غير مسبوق إلا قلوب أولئك الذين باعوا أوطانهم ونذروا معها أرواحهم وعقولهم وقدموها فداءً وقرباناً في سبيل الشيطان وإرضاءً لنزوات وشهوات وكلائه الدائمين في الدوحة وإسطنبول وطهران.
إذ كيف يعقل أن يلوي بعض المتأخونين رقاب بعض آيات كتاب الله وأطراف نصوص الشريعة وتصوير المصاب الذي أصاب البلاد والعباد بأنه ليس إلا غضباً وانتقاماً من الجبار، على آثام وكبائر لم يرها سواهم، وبأنه سبحانه لن يرفع عنهم الوباء والبلاء إلا إذا هم تابوا وأنابوا وسلكوا طريق الحق الذي هو حصري على طريقتهم، طريقة الهالكين وأشباه الهالكين من داهقنة الإخوان المفلسين، وما سوى ذلك الطريق الأعوج.. فكل السالكين له من عموم المسلمين حصبُ جهنم هم لها واردون.
كيف نرضى بأن يلتمس بعض المتأخونين الأعذار لمن يطلق الصواريخ على رؤوس الآمنين بجوار قبلة المسلمين في مثل هذه الظروف العصيبة، ثم إذا تباهى المجوس وأعوانهم بما فعلوه على قناة جزيرة إبليس في دوحة الخبث والخبائث كانوا لذلك من المعجبين.
ترى كيف يريد البعض أن نستسيغ وجوده بين أظهرنا متنعماً بخيرات بلادنا ونجده لا يفتر أبداً من التذمّر والاستنقاص والتشكيك في أي جهودٍ تبذلها الدولة ورجالها المخلصون لصالح الوطن والمواطنين، ثم إذا فتشت عن ولائه ولمن سيكون بالغيب دعاؤه، لوجدته خالصاً لخليفة العراة والمفسدين وقائد جيوش الإرهاب والمرتزقة والمجرمين، ولا تستغرب بأن أمثاله من الجاحدين كثير بطول وعرض بلاد المسلمين.
وبما أن الآمال عريضةٌ بعرض السماوات والأرض بأن يفلح العلماء في إيجاد وإنتاج اللقحات الناجعة لمعالجة مرضى كورونا خلال الأشهر القليلة القادمة، فإنه من المحزن أيضاً والمبكي أن مرضى الفايروسات الإخوانية لا بواكي لهم ولا مراكز بحثية تهتم لأجلهم ولا توجد أجهزة للرصد أو التشخيص المبكر لأوجاعهم، ولا أحد غير الله سبحانه يعلم مدة استمرار معاناتنا ومعاناة المسلمين من عدوى أمراضهم وسلالات أسقامهم.
ولكن إن أردت أن تعرف بعضاً من عيّانتهم، فلتعرفنّهم في لحن أقوالهم وفي فَلتاتَ ألسنتهم وفي بعض تغريداتهم وكلمات خُطبهم.. وما تخفيه صدورهم من غلٍّ وقيحٍ وكرهٍ لهذه البلاد وحكامها وأهلها أكبر.
* كاتب سعودي
ولم تكن جائحة فايروس كورونا المستجد هي الوحيدة والفريدة التي عصفت وألمّت بأهل الأرض وأقضَّت مضاجعهم وقطَّعت عُرى تواصلهم، وذلك على مر التاريخ، ولكن اللافت والجديد في هذه المحنة أنها قد وحدت جهود وقلوب البشرية جمعاء لمحاربة ومجابهة هذا الوباء القاتل والفتّاك، وحدتهم على قلب رجل واحد بمختلف أجناسهم وأعراقهم وتنوع دياناتهم وانتماءاتهم وبشكل غير مسبوق إلا قلوب أولئك الذين باعوا أوطانهم ونذروا معها أرواحهم وعقولهم وقدموها فداءً وقرباناً في سبيل الشيطان وإرضاءً لنزوات وشهوات وكلائه الدائمين في الدوحة وإسطنبول وطهران.
إذ كيف يعقل أن يلوي بعض المتأخونين رقاب بعض آيات كتاب الله وأطراف نصوص الشريعة وتصوير المصاب الذي أصاب البلاد والعباد بأنه ليس إلا غضباً وانتقاماً من الجبار، على آثام وكبائر لم يرها سواهم، وبأنه سبحانه لن يرفع عنهم الوباء والبلاء إلا إذا هم تابوا وأنابوا وسلكوا طريق الحق الذي هو حصري على طريقتهم، طريقة الهالكين وأشباه الهالكين من داهقنة الإخوان المفلسين، وما سوى ذلك الطريق الأعوج.. فكل السالكين له من عموم المسلمين حصبُ جهنم هم لها واردون.
كيف نرضى بأن يلتمس بعض المتأخونين الأعذار لمن يطلق الصواريخ على رؤوس الآمنين بجوار قبلة المسلمين في مثل هذه الظروف العصيبة، ثم إذا تباهى المجوس وأعوانهم بما فعلوه على قناة جزيرة إبليس في دوحة الخبث والخبائث كانوا لذلك من المعجبين.
ترى كيف يريد البعض أن نستسيغ وجوده بين أظهرنا متنعماً بخيرات بلادنا ونجده لا يفتر أبداً من التذمّر والاستنقاص والتشكيك في أي جهودٍ تبذلها الدولة ورجالها المخلصون لصالح الوطن والمواطنين، ثم إذا فتشت عن ولائه ولمن سيكون بالغيب دعاؤه، لوجدته خالصاً لخليفة العراة والمفسدين وقائد جيوش الإرهاب والمرتزقة والمجرمين، ولا تستغرب بأن أمثاله من الجاحدين كثير بطول وعرض بلاد المسلمين.
وبما أن الآمال عريضةٌ بعرض السماوات والأرض بأن يفلح العلماء في إيجاد وإنتاج اللقحات الناجعة لمعالجة مرضى كورونا خلال الأشهر القليلة القادمة، فإنه من المحزن أيضاً والمبكي أن مرضى الفايروسات الإخوانية لا بواكي لهم ولا مراكز بحثية تهتم لأجلهم ولا توجد أجهزة للرصد أو التشخيص المبكر لأوجاعهم، ولا أحد غير الله سبحانه يعلم مدة استمرار معاناتنا ومعاناة المسلمين من عدوى أمراضهم وسلالات أسقامهم.
ولكن إن أردت أن تعرف بعضاً من عيّانتهم، فلتعرفنّهم في لحن أقوالهم وفي فَلتاتَ ألسنتهم وفي بعض تغريداتهم وكلمات خُطبهم.. وما تخفيه صدورهم من غلٍّ وقيحٍ وكرهٍ لهذه البلاد وحكامها وأهلها أكبر.
* كاتب سعودي