للتو شربتُ قهوتي، لا هي بيضاء ولا هي سوداء، بل هي بين بين، أي لها ألوان متعددة حسب طعمها ومذاقها، فإذا هي كانت مُرّةً كثيراً فهي إلى (الأصفر) لوناً أقرب، وإن كانت عذبة قليلاً مع بعض لذة تشبه اللذعة فهي أقرب إلى احمرار اللون وقرمزيته قليلاً.
المهم أنني أستيقظ في #كاوست مبكراً، مع العصافير التي تنشد صباح كل يوم احتفالها بيوم جديد. بالطبع لا أستطيع الذهاب إلى مكتبي لممارسة عملي اليومي، على الرغم من أن عملي هذا لا يتطلب حضوري إلى أي مكتب، فأنا صحافي، ومهنتي هي الكتابة وإضافة العلاقات العامة لمصلحة المؤسسة التي أنتمي إليها وفق معايير الحق والعدل والنظام والنزاهة الحقيقية التي تبدو عليها الجامعة التي أنتمي إليها كمسؤول عن إعلام المملكة في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في بلدة ثول التي تستريح وتنام هادئة على ساحل البحر الأحمر.
قبل قليل أعلنت سلطاتنا السعودية الحظر الكامل في عدد من المحافظات والمناطق في المملكة، هاتفت أستاذنا سليمان الثنيان، نائب الرئيس للشؤون الحكومية في كاوست، سألته: هل كاوست ضمن هذا الحظر؟ ابتسم مثل المسؤول العارف، ثم قال: نحن جزء من هذا البلد العظيم، وما يقره ولاة الأمر يسري على الجميع، كاوست هي في المملكة وتسري عليها قوانين السعودية، ثم إن كاوست هي أول المؤسسات الوطنية - حتى وإن كانت عالمية - يجب أن تكون سيدة الصورة بالتزامها بقرارات قيادة البلد العظيم المملكة التي هي موجودة على أراضيها.
تستيقظ كاوست على أذان الفجر قبل الساعة الخامسة صباحاً بقليل، من خلال 7 مساجد تنتشر في أرجائها، ثم بعد ذلك ينتشر ساكنوها للمشي والرياضة في جنباتها خاصة على شاطئ البحر، لكن الجميل أنه مع أعداد الناس الوفيرة التي تمارس الرياضة هناك، لا يبدون متزاحمين كما يحدث في كل مكان، بل يلتزمون بالنظام، حيث بين كل واحد يمشي وآخر مسافة مترين تفصلهما عن بعضهما، ومثل هذا يحدث في التسوق في أسواقها ومطاعمها تماماً، ما دفع أحد المتسوقين أن يعلن بصوته عالياً: ليت مثل هذا التنظيم يحدث بهذا الترتيب وتلك الوقاية في كل أسواق #السعودية تماماً!
في كاوست وثول قصص جميلة ورائعة من حياتها داخل هذا الحظر، سأسلط الضوء عليها حتماً، في سلسلة مشوقة بدءاً من الغد، في التقاطات وقصص جديدة أرجو أن تنال رضا قراء #عكاظ!