-A +A
عبده خال
الحقد والضغينة ليس لها دواء، والأسوياء من البشر في زمن الكوارث قفزوا على أي خلافات حدثت بينهم وبين الآخرين، سواء كانوا أفرادا أو دولا، وفي زمن كورونا الذي استشرى في كل مكان حاصدا الأرواح وكاشفا عجز الأنظمة الطبية في الكثير من الدول لمواجهة هذا الغول.

ومع تفشي الفايروس تكشفت أمور كثيرة، كان أبطالها دولا عمدت على المتاجرة، وبعضها أظهرت تخليا وتفلتا من الاتفاقات الدولية، وبعضها رفعت شعار (نفسي نفسي)، وكان أقسى الدول تلك التي دفعت بشعبها إلى الاختلاط والمعاودة للحياة الطبيعية تحت حجة إسعاف الاقتصاد المحلي غير مبالين بمن يموت، وهذه الدول تخرق الالتزام الدولي بمحاربة هذا الفايروس، وهو اختراق لا أخلاقي، كون هذه الدول سوف تستقبل أناسا، سياحة أو تجارة، ومن ثم يعود هؤلاء الناس إلى بلدانهم حاملين الفايروس معهم (ولو كانت النسبة ضئيلة)، وهذا ضرر كبير على الدول الملتزمة بعدم الاختلاط.


وهناك دول لبسها الحقد والضغينة على بلادنا فانشغلت بنا بحثا عن إيذائنا حربا مسلحة أو حربا إعلامية عما يحدث في بلادنا، وليتها كانت صادقة، فالعالم يشهد بأننا من أوائل الدول التي اتخذت قرارات حازمة لمواجهة هذا الفايروس، وتحملت التكاليف الباهظة جدا لكي تحمي شعبها إلا أن الحقد يعمي أصحابه، يكفينا وسائل إعلام دول العالم التي تشيد بمجهودات بلادنا للمحافظة على شعبها والمقيمين على أرضها.

ولا عجب من الجماعات الإرهابية من خلال قنواتهم الإخوانية التي تخلت عن معارضتها لبلدانهم، وصبوا جام غضبهم علينا ومعهم المعارضة الإخوانية هنا أو الجماعة الإرهابية كخصم عطل وقضى على جماليات الحياة، وهذه الجماعات لا يمكن أن تقوم لها قائمة إن شاء الله، كون مخططها السلطوي (الخلافة) تكشف أمام الجميع.

ولو كان هناك إنصاف في زاوية واحدة.. زاوية واحدة فقط لتمت الإشادة بالأطباء السعوديين المتواجدين حول العالم ويساهمون في علاج المصابين بالفايروس بأعداد كبيرة ورفعة سمعة بلادنا وأسهموا في الدور الإنساني وترجموا رسالة مملكة الإنسانية.

على أية حال سيمضي فايروس كورونا مثله مثل الجائحات العالمية السابقة، وسوف تخرج السعودية أكثر صلابة وأكثر ثقة وأكثر استعادة لخسائرها الاقتصادية التي تكبدتها في حرب كورونا.

وإذ اعتبرنا أن هذا الفايروس هو من قوم الحرب العالمية الثالثة ستخرج إن شاء الله المملكة منتصرة وفي قمة دول الـ20.

* كاتب سعودي

abdookhal2@yahoo.com