في الوقت الذي تتزايد الدول التي تدعو مواطنيها للبقاء في منازلهم تجنبا لانتشار عدوى فايروس كورونا، دعا الرئيس حسن روحاني مواطنيه للعودة لممارسة أعمالهم، في ما يسمى بالشركات منخفضة المخاطر في جميع أنحاء البلاد اعتبارا من السبت الماضي، باستثناء العاصمة طهران التي سيعود العمل فيها يوم السبت القادم.
يأتي هذا القرار بعد تجاوز عدد المصابين حسب الأرقام المعلنة من إيران 70 ألفا، وبلوغ الوفيات أكثر من أربعة آلاف، هذا وقد كانت السلطات الصحية في إيران اشتكت مرارا من تجاهل الإيرانيين دعوات البقاء في المنازل، محذرين من موجة ثانية من تفشي المرض في إيران، وهي الدولة الأعلى في أرقام الإصابات في الشرق الأوسط.
ولفهم الدافع حول هذا القرار، صرح المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، بأن سيناريو تعطيل العمل لمدة طويلة، يعني فعليا خروج أربعة ملايين من سوق العمل، وهذا أمر بطبيعة الحال لا يتحمله الاقتصاد الإيراني المنهك.
هذا الاقتصاد الذي طلب للمرة الأولى منذ الستينات قرضا من صندوق النقد الدولي الشهر الماضي، بقيمة 5 مليارات دولار من مبادرة التمويل السريع التابعة لصندوق النقد الدولي، وهو برنامج لمساعدة الدول في مواجهة الكوارث والأزمات المفاجئة، وعادت طهران في التاسع من أبريل الجاري، لحث البنك على صرف القرض.
يأتي هذا في ظل تقارير بأن الولايات المتحدة تعارض منح إيران القرض، وهي العضو الأكبر في صندوق النقد، فيما قال مسؤولون أمريكيون إن بحوزة إيران تمويلاً كافياً، كما ذكر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بأن طهران في حقيقة الأمر تريد مزيدا من السيولة لتمويل ميليشياتها في المنطقة، كما أن إيران رفضت سابقا مساعدات طبية من واشنطن.
وبالتالي يأتي قرار حكومة روحاني المخاطرة بإعادة الموظفين لأعمالهم، حتى مع ما ذكره من الالتزام بالبروتوكول الصحي في مقار العمل، بالإضافة إلى الإلحاح للحصول على القرض من صندوق النقد، دليلا على الوضع الاقتصادي الهزيل الذي وصلته إيران، والذي انعكس على أذرعها في المنطقة خاصة حزب الله اللبناني.
وتأتي القراءة الأمريكية لهذا الوضع المتهالك عبر إعلان السفارة الأمريكية في اليمن، عن مكافأة قدرها 15 مليون دولار، لمن يدلي بمعلومات عن شبكات الحرس الثوري في اليمن، وأعلنت كذلك عن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار، مقابل معلومات عن ممثل «حزب الله» اللبناني في العراق الشيخ محمد الكوثراني، الذي كان مساعدا مقربا من قائد فيلق «القدس» قاسم سليماني، الذي صفته أمريكا مطلع هذا العام.
وبالتالي تعرف واشنطن أن الخيانات تصبح شهية، حين تكون الأمعاء فارغة، وربما هكذا صفت أهم إرهابي في العالم، قاسم سليماني.
أرادت إيران من كورونا أن يكون فرصة لإخراج الأمريكان إلى الأبد من العراق، والاستمرار في إطلاق الصواريخ من اليمن للقضاء على أي فرصة تهدئة، فأعادت واشنطن انتشار جنودها في قاعدتي حرير وعين الأسد ونشرت فيهما بطاريات باتريوت، وتعلن المكافآت لتصفية وجود الحرس الثوري في اليمن، مما ينضج حلا سياسياً .
* كاتب سعودي
Twitter: @aAltrairi
Email: me@aaltrairi.com
يأتي هذا القرار بعد تجاوز عدد المصابين حسب الأرقام المعلنة من إيران 70 ألفا، وبلوغ الوفيات أكثر من أربعة آلاف، هذا وقد كانت السلطات الصحية في إيران اشتكت مرارا من تجاهل الإيرانيين دعوات البقاء في المنازل، محذرين من موجة ثانية من تفشي المرض في إيران، وهي الدولة الأعلى في أرقام الإصابات في الشرق الأوسط.
ولفهم الدافع حول هذا القرار، صرح المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، بأن سيناريو تعطيل العمل لمدة طويلة، يعني فعليا خروج أربعة ملايين من سوق العمل، وهذا أمر بطبيعة الحال لا يتحمله الاقتصاد الإيراني المنهك.
هذا الاقتصاد الذي طلب للمرة الأولى منذ الستينات قرضا من صندوق النقد الدولي الشهر الماضي، بقيمة 5 مليارات دولار من مبادرة التمويل السريع التابعة لصندوق النقد الدولي، وهو برنامج لمساعدة الدول في مواجهة الكوارث والأزمات المفاجئة، وعادت طهران في التاسع من أبريل الجاري، لحث البنك على صرف القرض.
يأتي هذا في ظل تقارير بأن الولايات المتحدة تعارض منح إيران القرض، وهي العضو الأكبر في صندوق النقد، فيما قال مسؤولون أمريكيون إن بحوزة إيران تمويلاً كافياً، كما ذكر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بأن طهران في حقيقة الأمر تريد مزيدا من السيولة لتمويل ميليشياتها في المنطقة، كما أن إيران رفضت سابقا مساعدات طبية من واشنطن.
وبالتالي يأتي قرار حكومة روحاني المخاطرة بإعادة الموظفين لأعمالهم، حتى مع ما ذكره من الالتزام بالبروتوكول الصحي في مقار العمل، بالإضافة إلى الإلحاح للحصول على القرض من صندوق النقد، دليلا على الوضع الاقتصادي الهزيل الذي وصلته إيران، والذي انعكس على أذرعها في المنطقة خاصة حزب الله اللبناني.
وتأتي القراءة الأمريكية لهذا الوضع المتهالك عبر إعلان السفارة الأمريكية في اليمن، عن مكافأة قدرها 15 مليون دولار، لمن يدلي بمعلومات عن شبكات الحرس الثوري في اليمن، وأعلنت كذلك عن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار، مقابل معلومات عن ممثل «حزب الله» اللبناني في العراق الشيخ محمد الكوثراني، الذي كان مساعدا مقربا من قائد فيلق «القدس» قاسم سليماني، الذي صفته أمريكا مطلع هذا العام.
وبالتالي تعرف واشنطن أن الخيانات تصبح شهية، حين تكون الأمعاء فارغة، وربما هكذا صفت أهم إرهابي في العالم، قاسم سليماني.
أرادت إيران من كورونا أن يكون فرصة لإخراج الأمريكان إلى الأبد من العراق، والاستمرار في إطلاق الصواريخ من اليمن للقضاء على أي فرصة تهدئة، فأعادت واشنطن انتشار جنودها في قاعدتي حرير وعين الأسد ونشرت فيهما بطاريات باتريوت، وتعلن المكافآت لتصفية وجود الحرس الثوري في اليمن، مما ينضج حلا سياسياً .
* كاتب سعودي
Twitter: @aAltrairi
Email: me@aaltrairi.com