-A +A
حسين شبكشي
في الخامس من شهر أبريل غيرت وزارة الصحة طريقة نمط مؤتمرها الصحفي. وبعد ذلك تم إعلان الإصابات الجديدة مساء، وليس كما هي العادة في العصر من كل يوم، ثم جاء لقاء المتحدث الرسمي لوزارة الصحة مع أحد البرامج الحوارية ليقول فيه «لم نصل لمرحلة الذروة في انتشار كورونا حتى الآن، والعالم كله لا يتوقع أن نصل إلى مرحلة «تحكم» أو مرحلة «القمة» في انتشار الفايروس ثم الهبوط منها في مدى قريب»، لتتغير اللغة الرسمية لوزارة الصحة وصولا للكلمة التي ألقاها بنفسه وزير الصحة في اليوم التالي، الذي أقر فيه بأن هناك قصورا من الكثيرين في تطبيق إجراءات العزل الاجتماعي وهذا يسبب الاستمرار في ارتفاع التسجيل للإصابات الجديدة، ووضح أن عدد الإصابات قد يصل إلى رقم كبير جدا، ووضح أن هناك تحديا يواجه الوزارة كغيرها من وزارات الصحة حول العالم في هذه الأزمة، هو عدم وجود معروض كاف من الأجهزة والمستلزمات الطبية يلبي المطلوب، إذا ارتفعت أعداد الإصابات، والثانية: التهاون في اتباع ما يعلن من تعليمات بحيث يصبح عدد الإصابات كبيرا لمستوى لا يمكن مواجهته. وفي نفس اليوم فرضت إجراءات حظر تجوال أكثر صرامة. خطاب الوزارة نقل الموضوع والأزمة من حال السيطرة إلى حال الخوف. والحقيقة أن أداء وزارات كثيرة بوتيرة فوق الممتازة هو مبعث اطمئنان وشهادة عملية لقوة الهيكل الإداري الرسمي. فمن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات التي تفاعلت وبقوة مع الوضع، وطورت الآلية لتكون على أهبة الاستعداد، للتحول المطلوب للعمل عن بعد والتعليم عن بعد والترفيه المنزلي، وقوت شبكة الإنترنت بشكل واضح. وزارة الزراعة دعمت آلية وصول المنتج المحلي على أكمل وجه بلا أي انقطاع. وزارة التجارة حافظت على ثقة المستهلك بضمان توفر وسلامة السلع بأسعار ثابتة. وزارة المالية ومؤسسة النقد حافظتا على سلاسة التدفق النقدي للأفراد والمؤسسات حتى لا يحدث اضطراب. وزارة الداخلية سيطرت على الشارع للانضباط وبث روح الجدية. هناك قصص بطولية رائعة ستروى ذات يوم عن أداء السعوديين المشرف في أكبر أزمة عالمية مرت على البشر. التحدي سيستمر حتى تنتهي الأزمة.

* كاتب سعودي


hashobokshi@gmail.com