-A +A
مي خالد
كل دولة في العالم أقفلت بابها بالمعنى الحرفي للكلمة فلا خروج ولا دخول.

كل دولة حول العالم تقريباً تعاني من حالة الإغلاق. ومع ذلك، يبدو أن الجميع في حالة إغلاق «غير محددة»، مع عدم وجود خطة طويلة المدى منشورة في أي مكان. هل وضعت أي دولة بالفعل مثل هذه الخطة، مع معالم تفصيلية حول كيف ستبدو استراتيجية الخروج؟


إن مثل هذه الخطة يجب أن تكون متاحة بسهولة، بينما لا نعرف غير التجربة الصينية الضبابية وغير واضحة المعالم. حيث يبدو أنهم يخفون أكثر بكثير مما يعلنون وليسوا نموذجاً يمكن أن يحتذى في فتح البلدان وقد تسببوا في إغلاقها.

كل يوم من عمليات الإغلاق يكلف مليارات الدولارات مما يتسبب في محاولة فتح باب صغير هنا أوهناك حول العالم فتعبر موجات ارتدادية من الجائحة.

يبدو اليوم مشهد الحياة حول العالم كما لو كان مقطعاً طويلاً ومكرراً من أفلام الكوارث.

يبدأ الفيلم بشراء تذكرة على خطوط الطيران الصينية. نحن الآن في الهواء بين المطبات الهوائية نعبر خلال ضباب كثيف للبيانات غير الواضحة. نحاول ألا نصل إلى الجبل الذي نراه أمامنا وعلى شاشات المراقبة، لكننا لا نعرف كم يبلغ ارتفاع الجبل. بعض الناس يقولون إنها مجرد تلة وبعضهم يزعم أنه بركان. نحن لا نعرف حتى على أي ارتفاع نطير. اضطررنا لإغلاق محرك واحد لمنع حريق المقصورة لكن ليس لدينا أي رؤية على الأجنحة. المراقبون يصرخون علينا عبر الرادار بنصائح متناقضة. المقصورة في حالة من الفوضى، والأمتعة تتساقط على الناس، ووجبات الطائرة لا تكفي الجميع خاصة بعد هجوم بعض الركاب على المطبخ وسرقة بعض العربات ومناديل الحمام، وقد مات بعض كبار السن بالفعل، والصغار يصرخون طوال الرحلة كعادتهم، وأفراد الطاقم تائهون. لا نعلم ما إذا كان لدينا وقود كافٍ للوصول إلى مطار يمكننا الهبوط فيه. الآن نحاول ببساطة تحقيق الاستقرار في الطائرة ومعرفة مكاننا. جميعنا يراقب إشارات «الرجاء ربط حزام الأمان». ننتظر إطفاءها لنخرج من طائرات الخطوط الصينية وتنتهي رحلتنا البشرية البائسة باستقبال ذوينا وأهالينا في المطار وننطلق بسياراتنا حول مدننا وبيوتنا وحدائقنا وشوارعنا ونحن نشعر بمشاعر العائد من غربة طويلة وممضّة.

* كاتبة سعودية

may_khaled@hotmail.com

mayk_0_0@