عبدالرحمن القاسم أو (الشيف بن قاسم) شاب سعودي أول ما تراه في محتواه الذي يقدمه هو الأدب الجم والإبداع والتميز، متابعة هذا المحتوى جديرة بالتقدير لأسباب عديدة أهمها أن التذمر من مشاهير الفلس لا يلغي أهمية الإشادة بمن سخروا محتواهم على أعلى مستوى وقدموا مهارات وأفكارا بطريقة متميزة، عبدالرحمن ابن بار بوالدته أتذكر جيدا حينما جاءه عرض لبرنامج تدريبي كان ينتظره ولكنه قدم بره ومحبته لوالدته حفظها الله على أن يذهب لأنها كانت قلقة وهذا قلب الأم، وبعدها بعام عاد والتحق ببرنامج متخصص في الطهي على أيدي خبراء ومتخصصين، ولم يكتفِ بالتعلم منهم بل قدم العديد من الأطباق السعودية التي نعتز بها للعالم وبطريقة مختلفة، يستمر في يومياته التي تعكس ذوقه الرفيع وحسه الإنساني الرائع بمن حوله، كذلك العلاقة الأسرية التي تبين جمال العلاقات الأسرية في المجتمع السعودي وهذه بحد ذاتها تستحق أن نتحدث أننا بحاجة لمن يوصل الحياة الهادئة والمستقرة وليست قصص العنف والترهيب التي لا نرى غيرها!
يختار بن قاسم في كل مرة أطباقا ويعيد تقديمها بشكل غير معتاد، وهنا تأتي أهمية الاختلاف والتركيز على صناعات الطعام، فنحن ننشأ على أنماط غذائية ثرية ومختلفة بالتأكيد أن الكثير من أكلاتنا مشبعة بالدهون والسكريات، لكن لعل الأيام القادمة تشهد تحولات واعية في نمط الأكل خاصة في ظل أزمة كورونا وكيف يمكن أن يجتهد الطهاة السعوديون والسعوديات في تقديم رسائل توعوية حول الكميات التي نتناولها، والآن في ظل التقنية أصبح من السهل حساب السعرات الحرارية والكميات التي نحتاجها من الغذاء، بل وزارة الصحة أتاحت عبر موقعها العديد من الحاسبات الصحية التي تساعد في تحديد ما نحتاج خاصة مع إقبالنا على شهر رمضان المبارك.
نعود لعبدالرحمن وكيف يمكن أن نوظف محتواه الذي يأتي في إطار الثقافة والقوة الناعمة، فالشعوب تتعارف على بعضها البعض ليس فقط من خلال الحدود الجغرافية والاقتصاد والسياسة بل الطعام من أكثر الأدوات التي قد تحكي الكثير عن ثقافة الشعوب وربما ألذها وأكثرها إنسانية! فلا يمكن أن تتناول البيتزا دون أن تلوح إيطاليا، أو تشرق فرنسا في ذهنك إذا تناولت الأجبان والأمثلة كثيرة، والمطبخ السعودي ثري ويقدم أروع وألذ المأكولات وحتى المشروبات ويمكنكم أن تسألوا المبتعثين عن هوس العالم بالقهوة العربية وشغفهم بها واللاعب الرائع غوميز خير مثال لعشاقها.
ببساطة ما أجمل التسويق لوطننا بما لدينا من ثروات ثقافية وعقول شابة وأنامل مبدعة، دعم هؤلاء الطاقات أولوية لدي وأهم من مواجهة المفلسين على المدى البعيد، فحتى أمحو المحتوى السيئ مهم أن أصنع شيئا جيدا؛ بمعنى أكبر أن المحك هو صناعة محتوى جدير بالمشاهدة، صناعة المحتوى المهذب الذي يرفع اسم الوطن عالياً سواء بفكرة أو برأي أو بطبق! العقل والروح والجسد ثلاثية الحضور الإنساني لا يمكنك إلغاء أحدها، فنحن نتذوق بالعين قبل اللسان ونستشعر بالأرواح ما لا ندركه بالحواس، والعالم يهتم بشدة بهذه الثقافات ويقرأون الكثير عنا دون أن نشعر، حتى نتحدث للعالم مهم أن نفهم لغتهم وأن نتوقف عن الإفراط في الحديث لبعضنا البعض عما نريد أن نكون! ولنري العالم من نحن! ونفتخر بأنفسنا ومجتمعنا دائما وأبدا.
* كاتبة سعودية
areejaljahani@gmail.com
يختار بن قاسم في كل مرة أطباقا ويعيد تقديمها بشكل غير معتاد، وهنا تأتي أهمية الاختلاف والتركيز على صناعات الطعام، فنحن ننشأ على أنماط غذائية ثرية ومختلفة بالتأكيد أن الكثير من أكلاتنا مشبعة بالدهون والسكريات، لكن لعل الأيام القادمة تشهد تحولات واعية في نمط الأكل خاصة في ظل أزمة كورونا وكيف يمكن أن يجتهد الطهاة السعوديون والسعوديات في تقديم رسائل توعوية حول الكميات التي نتناولها، والآن في ظل التقنية أصبح من السهل حساب السعرات الحرارية والكميات التي نحتاجها من الغذاء، بل وزارة الصحة أتاحت عبر موقعها العديد من الحاسبات الصحية التي تساعد في تحديد ما نحتاج خاصة مع إقبالنا على شهر رمضان المبارك.
نعود لعبدالرحمن وكيف يمكن أن نوظف محتواه الذي يأتي في إطار الثقافة والقوة الناعمة، فالشعوب تتعارف على بعضها البعض ليس فقط من خلال الحدود الجغرافية والاقتصاد والسياسة بل الطعام من أكثر الأدوات التي قد تحكي الكثير عن ثقافة الشعوب وربما ألذها وأكثرها إنسانية! فلا يمكن أن تتناول البيتزا دون أن تلوح إيطاليا، أو تشرق فرنسا في ذهنك إذا تناولت الأجبان والأمثلة كثيرة، والمطبخ السعودي ثري ويقدم أروع وألذ المأكولات وحتى المشروبات ويمكنكم أن تسألوا المبتعثين عن هوس العالم بالقهوة العربية وشغفهم بها واللاعب الرائع غوميز خير مثال لعشاقها.
ببساطة ما أجمل التسويق لوطننا بما لدينا من ثروات ثقافية وعقول شابة وأنامل مبدعة، دعم هؤلاء الطاقات أولوية لدي وأهم من مواجهة المفلسين على المدى البعيد، فحتى أمحو المحتوى السيئ مهم أن أصنع شيئا جيدا؛ بمعنى أكبر أن المحك هو صناعة محتوى جدير بالمشاهدة، صناعة المحتوى المهذب الذي يرفع اسم الوطن عالياً سواء بفكرة أو برأي أو بطبق! العقل والروح والجسد ثلاثية الحضور الإنساني لا يمكنك إلغاء أحدها، فنحن نتذوق بالعين قبل اللسان ونستشعر بالأرواح ما لا ندركه بالحواس، والعالم يهتم بشدة بهذه الثقافات ويقرأون الكثير عنا دون أن نشعر، حتى نتحدث للعالم مهم أن نفهم لغتهم وأن نتوقف عن الإفراط في الحديث لبعضنا البعض عما نريد أن نكون! ولنري العالم من نحن! ونفتخر بأنفسنا ومجتمعنا دائما وأبدا.
* كاتبة سعودية
areejaljahani@gmail.com