تماماً مثل هذه الأيام وعلى غرار هذه التدابيرالتي اتخذها العالم خلال جائحة الكورونا، كان السير إسحاق نيوتن الطالب اليتيم الفقير الخامل عام 1665 في أوائل العشرينات من عمره عندما أُعيد إلى المنزل من جامعة كامبريدج العريقة التي كان يدرس فيها بعدما سرحت كل طلابها بسبب جائحة الطاعون العظيم التي ضربت بريطانيا، حيث كانت سياسة التباعد الاجتماعي هي السياسة الوحيدة التي تتبعها الدولة لمواجهة الجائحات، فعاد نيوتن إلى ممتلكات عائلته، وولستورب مانور، على بعد حوالى 60 ميلاً شمال غربي كامبريدج، ليصبح هذا الحادث بالنسبة لنيوتن نعمة في طي نقمة، إذ أتاح له الفرصة للقيام بكشفين من أعظم كشوفه.
السير إسحاق نيوتن، لمن لا يعرف عنه الكثير، ولد قبل 380 عاماً، وهو عالم إنجليزي يعد من أبرز العلماء مساهمة في الفيزياء والرياضيات عبر العصور وأحد أهم رموز الثورة العلمية في التاريخ. بقي السير «نيوتن» في منزل عائلته وخلال عزلته حقق بعضاً من أعظم اكتشافاته وأهمها نظرية الجاذبية، فهو أول من صاغ قوانين الحركة وقانون الجذب العام التي سيطرت على رؤية العلماء للكون المادي للقرون الثلاثة التالية في نظرية الجاذبية التي صاغها حتى حلت محلها نظرية النسبية في 1902 على يد أينشتاين، وكان ذلك بفضل شجرة التفاح التي كانت خارج نافذته في Woolsthorpe Manor والتي أدت إلى اكتشاف الجاذبية.. قصة التفاحة الشهيرة التي وقعت على رأسه، فأثارت فيه فكرة قانون الجاذبية.
بغض النظر عن مدى صحة قصة التفاحة وإذا هي أسطورة أم حقيقة فقد أطلق التاريخ على سنة 1666، التي قضاها نيوتن في الحجر، لقب «سنة العجب» لنيوتن و«عامه العجيب»!، 1666 هي السنة التي بدأ العمل على اكتشافاته في مجالات التفاضل والتكامل والحركة والبصريات والجاذبية لتستمر الأوراق الرياضية التي كتبها خلال هذا الوقت لتشكل الأسس المبكرة للحساب وبعد نظرية الجاذبية. قام إسحاق نيوتن خلال حالة التباعد الاجتماعي الذي يعيشه بتجربة بعض المنشورات أمام ثقب صغير يدخل شعاع الشمس لتسقط على جدار حجرة نومه.. والتي أدت إلى وصوله إلى نظريات مهمة في علم البصريات.
انتهى الطاعون العظيم بعد 18 شهراً من العزلة، وعاد نيوتن إلى جامعة ترينتي بكامبريدج لاستكمال دراسته، حيث حصل على الزمالة فيما بعد ومن ثم أصبح بروفيسوراً ليتم انتخابه بعدها كزميل في الجمعية الفلكية الملكية؛ وهو شرف لا يعطى إلا للعلماء الذين تضيف بحوثهم رصيداً جديداً إلى كنز المعارف العلمية في العالم، حيث أصبحت استكشافاته في فترة الحجر بعيداً عن الجامعة، الأساس الذي بنى عليه مسيرته المهنية في السنوات التالية ولبقي العالم يفتش عن البكتيريا التي تسبب الطاعون 200 عام بعدها حتى تم اكتشاف العلاج.
هذه قصة نيوتن وعزلته، قرائي، وعزلتنا اليوم قد تخرج لنا قصصاً وقصصاً أكثر جمالاً، هذه العزلة التي اختارتها الجائحة لنا ولكن ما نخرج منه من هذه الجائحة هو راجع لنا، فلا شيء أهم من الوقت ونحن اليوم نملكه بكل تفاصيله للتأمل وللتجربة وللتفكير والإبداع في مساحة راحة غير منظمة وفي لبس النوم أحياناً... هو نوع من جمال ومتعة مختلفة لم نتعود عليها ولكنها قد تكون فرصاً لسبب يغير حياة البشرية ومستقبلها.
تفاءلوا...
* كاتبة سعودية
WwaaffaaA@
السير إسحاق نيوتن، لمن لا يعرف عنه الكثير، ولد قبل 380 عاماً، وهو عالم إنجليزي يعد من أبرز العلماء مساهمة في الفيزياء والرياضيات عبر العصور وأحد أهم رموز الثورة العلمية في التاريخ. بقي السير «نيوتن» في منزل عائلته وخلال عزلته حقق بعضاً من أعظم اكتشافاته وأهمها نظرية الجاذبية، فهو أول من صاغ قوانين الحركة وقانون الجذب العام التي سيطرت على رؤية العلماء للكون المادي للقرون الثلاثة التالية في نظرية الجاذبية التي صاغها حتى حلت محلها نظرية النسبية في 1902 على يد أينشتاين، وكان ذلك بفضل شجرة التفاح التي كانت خارج نافذته في Woolsthorpe Manor والتي أدت إلى اكتشاف الجاذبية.. قصة التفاحة الشهيرة التي وقعت على رأسه، فأثارت فيه فكرة قانون الجاذبية.
بغض النظر عن مدى صحة قصة التفاحة وإذا هي أسطورة أم حقيقة فقد أطلق التاريخ على سنة 1666، التي قضاها نيوتن في الحجر، لقب «سنة العجب» لنيوتن و«عامه العجيب»!، 1666 هي السنة التي بدأ العمل على اكتشافاته في مجالات التفاضل والتكامل والحركة والبصريات والجاذبية لتستمر الأوراق الرياضية التي كتبها خلال هذا الوقت لتشكل الأسس المبكرة للحساب وبعد نظرية الجاذبية. قام إسحاق نيوتن خلال حالة التباعد الاجتماعي الذي يعيشه بتجربة بعض المنشورات أمام ثقب صغير يدخل شعاع الشمس لتسقط على جدار حجرة نومه.. والتي أدت إلى وصوله إلى نظريات مهمة في علم البصريات.
انتهى الطاعون العظيم بعد 18 شهراً من العزلة، وعاد نيوتن إلى جامعة ترينتي بكامبريدج لاستكمال دراسته، حيث حصل على الزمالة فيما بعد ومن ثم أصبح بروفيسوراً ليتم انتخابه بعدها كزميل في الجمعية الفلكية الملكية؛ وهو شرف لا يعطى إلا للعلماء الذين تضيف بحوثهم رصيداً جديداً إلى كنز المعارف العلمية في العالم، حيث أصبحت استكشافاته في فترة الحجر بعيداً عن الجامعة، الأساس الذي بنى عليه مسيرته المهنية في السنوات التالية ولبقي العالم يفتش عن البكتيريا التي تسبب الطاعون 200 عام بعدها حتى تم اكتشاف العلاج.
هذه قصة نيوتن وعزلته، قرائي، وعزلتنا اليوم قد تخرج لنا قصصاً وقصصاً أكثر جمالاً، هذه العزلة التي اختارتها الجائحة لنا ولكن ما نخرج منه من هذه الجائحة هو راجع لنا، فلا شيء أهم من الوقت ونحن اليوم نملكه بكل تفاصيله للتأمل وللتجربة وللتفكير والإبداع في مساحة راحة غير منظمة وفي لبس النوم أحياناً... هو نوع من جمال ومتعة مختلفة لم نتعود عليها ولكنها قد تكون فرصاً لسبب يغير حياة البشرية ومستقبلها.
تفاءلوا...
* كاتبة سعودية
WwaaffaaA@