صحيح أن الصين باتت في عين العاصفة بسبب جائحة فايروس كورونا المستجد الذي ضرب دول العالم منطلقاً من مدينة ووهان، مما جعلها بمرمى الانتقاد، واللوم، من أوروبا إلى الداخل الأمريكي، لكنها ليست ورطة الصين وحدها، بل هي ورطة خصومها أيضاً.
الانتقادات التي توجه للصين بسبب الجائحة باتت في ازدياد بعد إعلان بكين عن مراجعتها لأرقام الوفيات مما عزز الشكوك حول مصداقيتها، وجعلها مثار انتقادات واتهامات وجهها لها قادة غربيون، مشككين بشفافية بكين بشأن منشأ الوباء وحصيلته، وكذلك مدى جديتها بالتعاون المعلوماتي.
والجدل، أو المعركة، مع الصين، يمتد من بريطانيا، مروراً بفرنسا، إلى الداخل الأمريكي. بريطانيا، بدورها، قالت على لسان وزير خارجيتها دومينيك راب، إن على المجتمع الدولي التحقيق بأسباب تفشي المرض، وأن «يكون هناك غوص عميق في الدروس، بما في ذلك تفشي الفايروس». مضيفاً أنه: «لا يمكن أن يكون لدينا عمل كالمعتاد معها -الصين- بعد هذه الأزمة.. علينا أن نطرح أسئلة صعبة».
وفي فرنسا وجه الرئيس إيمانويل ماكرون انتقادات للصين قائلاً في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن هناك «مناطق غامضة» بطريقة تعاطي الصين مع الوباء، ومضيفاً أنه يتبين «بوضوح أن أشياء حصلت ونحن نجهلها». داعياً الصين للابتعاد عن «سذاجة» الاعتقاد بأنها قد أدارت ازمة التعامل مع الوباء بطريقة أفضل مما قامت به الدول الغربية.
أما أمريكياً، فإن الجدل أخذ منحى آخر، وهو المنحى الانتخابي، فبعد أن شن الرئيس، وآخرون في إدارته، هجوماً متلاحقاً على الصين اختار المرشح الديموقراطي جو بايدن انتقاد ترمب، واتهامه بالتساهل مع الصين، رغم أن بايدن نفسه اعترض على أمر أصدره ترمب أواخر يناير لفرض قيود على المسافرين غير الأمريكيين القادمين من الصين، كما اعترض الديموقراطيون عندما قال ترمب إن الفايروس صيني!
وعليه فليست الصين وحدها التي في ورطة، بل حتى من قرروا الاشتباك معها الآن، عن حق، أو لأسباب أخرى، مثل بايدن. ورطة الصين تكمن بشيطنتها أمام الرأي العام، وهذه مسألة يصعب قياس تبعاتها الآن، إلا إذا ثبتت الشكوك بأن الفايروس كان نتاج خطأ بمختبر، وهذا ما يلمح له ترامب، والبعض بأوروبا.
بينما ورطة الغرب، وتحديداً أوروبا، تكمن بعدم وجود آليات محاسبة للصين عدا عن توجيه اللوم علناً حيث تحتاج أوروبا الآن للمعدات الطبية الصينية، والتعاون لمكافحة الجائحة، كما تحتاج أوروبا الصين، لاحقاً، لأسباب تجارية.
أما أمريكياً، فإن المعركة الحقيقية بين أمريكا والصين، كانت ولا تزال، معركة نفوذ تجارية-سياسية، وهي معركة مستمرة، وفصولها طويلة. وبالتالي فإن الورطة الصينية تطال الجميع، الصين وخصومها.
tariq@al-homayed.com
الانتقادات التي توجه للصين بسبب الجائحة باتت في ازدياد بعد إعلان بكين عن مراجعتها لأرقام الوفيات مما عزز الشكوك حول مصداقيتها، وجعلها مثار انتقادات واتهامات وجهها لها قادة غربيون، مشككين بشفافية بكين بشأن منشأ الوباء وحصيلته، وكذلك مدى جديتها بالتعاون المعلوماتي.
والجدل، أو المعركة، مع الصين، يمتد من بريطانيا، مروراً بفرنسا، إلى الداخل الأمريكي. بريطانيا، بدورها، قالت على لسان وزير خارجيتها دومينيك راب، إن على المجتمع الدولي التحقيق بأسباب تفشي المرض، وأن «يكون هناك غوص عميق في الدروس، بما في ذلك تفشي الفايروس». مضيفاً أنه: «لا يمكن أن يكون لدينا عمل كالمعتاد معها -الصين- بعد هذه الأزمة.. علينا أن نطرح أسئلة صعبة».
وفي فرنسا وجه الرئيس إيمانويل ماكرون انتقادات للصين قائلاً في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن هناك «مناطق غامضة» بطريقة تعاطي الصين مع الوباء، ومضيفاً أنه يتبين «بوضوح أن أشياء حصلت ونحن نجهلها». داعياً الصين للابتعاد عن «سذاجة» الاعتقاد بأنها قد أدارت ازمة التعامل مع الوباء بطريقة أفضل مما قامت به الدول الغربية.
أما أمريكياً، فإن الجدل أخذ منحى آخر، وهو المنحى الانتخابي، فبعد أن شن الرئيس، وآخرون في إدارته، هجوماً متلاحقاً على الصين اختار المرشح الديموقراطي جو بايدن انتقاد ترمب، واتهامه بالتساهل مع الصين، رغم أن بايدن نفسه اعترض على أمر أصدره ترمب أواخر يناير لفرض قيود على المسافرين غير الأمريكيين القادمين من الصين، كما اعترض الديموقراطيون عندما قال ترمب إن الفايروس صيني!
وعليه فليست الصين وحدها التي في ورطة، بل حتى من قرروا الاشتباك معها الآن، عن حق، أو لأسباب أخرى، مثل بايدن. ورطة الصين تكمن بشيطنتها أمام الرأي العام، وهذه مسألة يصعب قياس تبعاتها الآن، إلا إذا ثبتت الشكوك بأن الفايروس كان نتاج خطأ بمختبر، وهذا ما يلمح له ترامب، والبعض بأوروبا.
بينما ورطة الغرب، وتحديداً أوروبا، تكمن بعدم وجود آليات محاسبة للصين عدا عن توجيه اللوم علناً حيث تحتاج أوروبا الآن للمعدات الطبية الصينية، والتعاون لمكافحة الجائحة، كما تحتاج أوروبا الصين، لاحقاً، لأسباب تجارية.
أما أمريكياً، فإن المعركة الحقيقية بين أمريكا والصين، كانت ولا تزال، معركة نفوذ تجارية-سياسية، وهي معركة مستمرة، وفصولها طويلة. وبالتالي فإن الورطة الصينية تطال الجميع، الصين وخصومها.
tariq@al-homayed.com