كانت الصين تهرول لتكون الاقتصاد الأول في العالم، بمصانع لا تتوقف عن إيذاء الطبيعة، وطرق تمتد بالقطارات لتكون طريقاً جديداً للحرير، لأن الوصول إلى الأسواق الأوروبية والأفريقية هو الكفيل بتسيّد الصين على السوق العالمي، من جهتها لم تكن أمريكا لتسمح لذلك بالحدوث، فاستمرت أيضاً مصانعها بنفس الوتيرة المدمرة للطبيعة، والمسببة لثقب الأوزون.
ولا عجب أن الدولتين كانتا من أكثر الدول تملصا من اتفاقية المناخ، ففي النفس الأناني يكون البحث عن المكاسب الشخصية، ولتذهب الطبيعة إلى الجحيم، وكأن هناك شعوراً أن ضرر الطبيعة قد يؤذي الآخرين، ولدى كائن من كان القدرة لينوء بنفسه عن هذا الضرر.
كان هناك إسراف في استنزاف موارد الأرض، حتى أوشكت أن تقوم حروب على المياه، ونشهد في جوارنا المشاحنات حول سد النهضة ونسب المياه بين مصر والسودان وأثيوبيا، كما نرى دولاً أوروبية غنية لا تهتم بالاستثمار في التنمية داخل أفريقيا، فقط يزعجها قوارب المتعلقين بالأمل الأوروبي، حين تصل خلسة إلى شواطئ إيطاليا أو مالطا.
خروج بريطانيا من أوروبا «البريكست»، ووصول اليمين أو اقترابه من الوصول في عدة عواصم أوروبية، دليل على نزعة معايدة للتعاون والتكامل، بل حتى ألمانيا الدولة الأكثر أوروبية، لم تسلم من ظهور ضد الاتحاد الأوروبي، وهو البديل من أجل ألمانيا، والذي كان صادماً لكثير من السياسيين الألمان في الانتخابات الأخيرة.
اليوم مع ركون الطائرات إلى الأرض، ووصول القطار لمحطته الأخيرة، واستظلال السيارات أمام المنازل، هدأت حرارة هذا الكوكب الذي كان موعوداً بزيادة جديدة في درجات الحرارة، وقد كان هذا المسار مستمراً دون أن نلتفت له، فمثلاً دول أوروبا ودول حوض البحر المتوسط، لم يكن هناك وجود لكلمة «مكيف» قبل ثلاثة عقود، لأن درجة الحرارة 30 لم تكن في القاموس، ناهيك عن 40 التي وصلت لها باريس ولندن الصيف الماضي.
على مستوى التلوث، لاشك أن مدناً مثل القاهرة ودلهي، تشعر اليوم بأنها رزقت برئة جديدة، بل حتى فوق القارة القطبية الجنوبية، التأم ثقب الأوزون، وتشير ناشينوال غيوقرافيك، إلى تحسن جودة الهواء في 337 مدينة حول العالم بأكثر من 12%.
حين جلس الإنسان في منزله، أسهم في التقليل من انبعاثات الكربون، حيث إن وسائل النقل مسؤولة عن 23% من الانبعاثات، وقد شهدنا خلال السنوات الماضية حرصاً من المملكة على الحد من انبعاثات الكربون، والتزاماً كبيراً باتفاقية المناخ، لتحقيق الاستدامة وتحسن جودة الحياة.
كذلك ما قامت به المملكة في سنة رئاستها لقمة العشرين، لهو دور كبير، يؤكد على أن سلامة الكوكب هي مسؤولية مشتركة، وخير الكوكب هو منفعة مشتركة، فلا يوجد أحد يستطيع أن ينجو بنفسه، فلا الصين التي خرج منها الفايروس سلمت منه، وأمريكا التي تقع أبعد ما يكون من الصين، هي أكثر المتضررين منه.
علمنا (كوفيد-19) الكثير، علمنا قيمة العلم وقيمة الصناعة، وتوطين المحتوى المحلي، والاستثمار في البحث العلمي، كلها أمور وردت في الرؤية، وأتى اليوم لنعض عليها بالنواجذ.
* كاتب سعودي
Twitter: @aAltrairi
Email: me@aaltrairi.com
ولا عجب أن الدولتين كانتا من أكثر الدول تملصا من اتفاقية المناخ، ففي النفس الأناني يكون البحث عن المكاسب الشخصية، ولتذهب الطبيعة إلى الجحيم، وكأن هناك شعوراً أن ضرر الطبيعة قد يؤذي الآخرين، ولدى كائن من كان القدرة لينوء بنفسه عن هذا الضرر.
كان هناك إسراف في استنزاف موارد الأرض، حتى أوشكت أن تقوم حروب على المياه، ونشهد في جوارنا المشاحنات حول سد النهضة ونسب المياه بين مصر والسودان وأثيوبيا، كما نرى دولاً أوروبية غنية لا تهتم بالاستثمار في التنمية داخل أفريقيا، فقط يزعجها قوارب المتعلقين بالأمل الأوروبي، حين تصل خلسة إلى شواطئ إيطاليا أو مالطا.
خروج بريطانيا من أوروبا «البريكست»، ووصول اليمين أو اقترابه من الوصول في عدة عواصم أوروبية، دليل على نزعة معايدة للتعاون والتكامل، بل حتى ألمانيا الدولة الأكثر أوروبية، لم تسلم من ظهور ضد الاتحاد الأوروبي، وهو البديل من أجل ألمانيا، والذي كان صادماً لكثير من السياسيين الألمان في الانتخابات الأخيرة.
اليوم مع ركون الطائرات إلى الأرض، ووصول القطار لمحطته الأخيرة، واستظلال السيارات أمام المنازل، هدأت حرارة هذا الكوكب الذي كان موعوداً بزيادة جديدة في درجات الحرارة، وقد كان هذا المسار مستمراً دون أن نلتفت له، فمثلاً دول أوروبا ودول حوض البحر المتوسط، لم يكن هناك وجود لكلمة «مكيف» قبل ثلاثة عقود، لأن درجة الحرارة 30 لم تكن في القاموس، ناهيك عن 40 التي وصلت لها باريس ولندن الصيف الماضي.
على مستوى التلوث، لاشك أن مدناً مثل القاهرة ودلهي، تشعر اليوم بأنها رزقت برئة جديدة، بل حتى فوق القارة القطبية الجنوبية، التأم ثقب الأوزون، وتشير ناشينوال غيوقرافيك، إلى تحسن جودة الهواء في 337 مدينة حول العالم بأكثر من 12%.
حين جلس الإنسان في منزله، أسهم في التقليل من انبعاثات الكربون، حيث إن وسائل النقل مسؤولة عن 23% من الانبعاثات، وقد شهدنا خلال السنوات الماضية حرصاً من المملكة على الحد من انبعاثات الكربون، والتزاماً كبيراً باتفاقية المناخ، لتحقيق الاستدامة وتحسن جودة الحياة.
كذلك ما قامت به المملكة في سنة رئاستها لقمة العشرين، لهو دور كبير، يؤكد على أن سلامة الكوكب هي مسؤولية مشتركة، وخير الكوكب هو منفعة مشتركة، فلا يوجد أحد يستطيع أن ينجو بنفسه، فلا الصين التي خرج منها الفايروس سلمت منه، وأمريكا التي تقع أبعد ما يكون من الصين، هي أكثر المتضررين منه.
علمنا (كوفيد-19) الكثير، علمنا قيمة العلم وقيمة الصناعة، وتوطين المحتوى المحلي، والاستثمار في البحث العلمي، كلها أمور وردت في الرؤية، وأتى اليوم لنعض عليها بالنواجذ.
* كاتب سعودي
Twitter: @aAltrairi
Email: me@aaltrairi.com