-A +A
فواز الشريف
يبدو أن الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم تلتئم في اجتماع افتراضي «عن بعد» كما هو المتعارف عليه حاليا لمناقشة خيارات متعددة لما ستؤول إليه مسابقة الدوري لهذا العام على خلفية الجائحة العالمية التي غيرت وبدلت الكثير من المخططات والبرامج المعدة سلفا.

قد لا أكون مهتما بالكثير من الخيارات من الناحية التنافسية ونتائجها وتأثيرها نظرا لحالة الطوارئ التي حلت بالعالم ولامست حياتهم وحياة أحبابهم ومعيشتهم ورغيف خبزهم بل وحالة الذعر التي دبت في الكثير من المجتمعات لأن هذه الجائحة هي الأولى من نوعها وقوتها وضراوتها على الأقل في القرن الواحد والعشرين إذا اعتبرنا القرن العشرين مر بالكثير من الأوبئة والحروب وتفشي عدد متنوع وخطير من الأمراض كما أن الوقت المقدر لاستمرارها مجهول وإن كانت هناك بعض التطمينات لزوالها مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف ولكن الصيف أيضا ليس حلا دائما ما لم يصل العالم إلى عقار جديد يقوم بمواجهتها ومع ذلك فكل المتداول لا يزال ضربا من التكهنات.


إن اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد القدم وهي القبة البرلمانية لاتحاد اللعبة يمكن لها تقديم العديد من المقترحات والتشريعات والقوانين لهذه المرحلة ولمراحل مشابهة بل يمكن لها استغلال هذا التوقف لإعادة صياغة برامجها وأجندتها لثلاثة أعوام قادمة هي عمر هذا الاتحاد لأن هذه المحنة قد تكون منحة في العمل على التخطيط وأفكار البرمجة الجديدة بما يتوافق وتشريعات وأفكار كرة القدم في العالم لأنه حين استئناف المسابقات أو البدء بمسابقات جديدة سنكون على خط انطلاقة واحدة في ما بين الجميع.

أعتقد أن الشارع الرياضي الذي يراقب فيفا ويراقب الويفا ليس انتباها ومعرفة بالمستجدات بل يريد أن يأخذ تجربة ما ليقيسها على دورينا المحلي في سبيل استمرار نظرية ما يهم الهلال والنصر وهي ثقافة أصلتها قروبات الواتساب وهاشتاقات تويتر وليست من الرياضة في شيء سوى مجموعة من الأجيال التي مرت عليها المرحلة تحاول أن تبعثر أحلام وتطلعات أبناء الجيل وجمهور الحاضر.

كم أتمنى أن يتم هذا الاجتماع والاستماع لمرئيات ومقترحات الجميع خاصة والهدوء يعم الساحة حاليا بما هو أهم وعلى الأقل نجرب خاصية الاتصالات المرئية والتواصل المتطور أهليتها للعمل داخل هذه المنظومة التي يعتقد المهتمون والمتابعون أنهم يملكون الأفكار الكفيلة ليس بإدارة لعبة قائمة بل وبتطوير الأدوات اللازمة ورسم برامج القياسات.

لقد أتى هذا التوقف ليجعل الجميع على قدم المساواة وسينطلق بسرعة من هو مؤهل بكل ما يلزم لتنفيذ برامجه فرؤية الوطن قائمة ودائمة ومستمرة وتطلعات أبناء الجيل للكثير في سبيل الارتقاء بلعبتهم فالكرة السعودية فرضت وجودها واسمها وسمعة دوريها من خلال الموسمين الماضيين خاصة وهي تجد كل هذا الدعم والرعاية وتسهيل مهمة أداء الواجب.