لم يُصَبْ الرئيس ترمب من فايروس كورونا جسدياً، كما أُصِيْبَ به رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسن، لكن ربما أُصِيْبَ به سياسياً. رئيس وزراء بريطانيا، قد يتعافى من الفايروس، ويعود لـ(١٠ داونج ستريت)، بينما الرئيس ترمب، قد لا يُنتخب لولايةٍ ثانية.
لم يحدث رئيسٌ جدلاً ولا صخباً، في واشنطن والعالم، مثل الرئيس ترمب. لقد نجح في مواجهةِ عقباتٍ وصعابٍ، وصلت حدَ عزلِه من قِبَلِ مجلسِ النواب.. وأضحى قَابَ قوسين أو أدنى، من الفوز بولاية ثانية.
اقتصادياً، حققت الولايات المتحدة نمواً تاريخياً، في عهدِ الرئيسِ ترمب، لم تحققه أيةُ إدارةٍ أمريكية، منذ وقتٍ طويل. بغضِ النظرِ عن الجدلِ حولَ إرجاعِ ذلك لإدارته، إلا أن الرئيسَ ترمب عَرَفَ أن آفةَ الاقتصادِ الأمريكي كانت تاريخياً مغامرات الولايات المتحدة الخارجية العنيفة. تفادى قَدرَ الإمكان، أيَّ تورطٍ للجيشِ الأمريكي في الخارج، بل سعى جاهداً لعودةِ الجنودِ الأمريكيين، من مختلفِ بؤر التوترِ الساخنةِ، مثل: سوريا، العراق وأفغانستان.
جاء فايروس كورونا المستجد، لينجحَ في ما فشلَ فيه خصومُ الرئيس ترمب السياسيين في واشنطن. كان عدد العاطلين عن العملِ، قبل الفايروس لا يتجاوز ٢٥٠ ألفا، وهو رقم قياسي، يكاد يصل لمعدلات التشغيل الكامل. بعد شهرين فقط من هذا الإنجاز الاقتصادي غير المسبوقِ في الاقتصاديات الرأسمالية، بسبب فايروس كورونا، تجاوز عدد المسجلين لإعانةِ البطالةِ في البلاد ٢٢ مليوناً، وفق آخر إحصاءات وزارة العمل الأمريكية.
أيضاً: بعد أن كان الرئيسُ ترمب يتفادى أيَّ تورطٍ لقواتِه في الخارج، يتسبب في تدفقِ نعوشِ الجنودِ الأمريكيين للبلاد، تسبب الفايروس في كشف عجز المقابر من استيعاب الآلاف من ضحايا الفايروس يومياً.. مع فشل غير مسبوق للبنى التحتية الصحية، في مواجهة شراسة الفايروس، حيث تجاوز المصابون به مئات الألوف، بنسبة هي الأعلى عالمياً.
لم يجد الرئيس ترمب من وسيلةٍ لمواجهةِ عدٍو غيرَ تقليديٍ لم يحسب له حساباً، سوى إستراتيجية التركيز على إنجازات إدارته المتأخرة في مواجهة الفايروس.. ولومُ خصومِه السياسيين في الداخل، وأطراف خارجية على صُنع المشكلة، بِمَنْ فيهم منظمة الصحة العالمية، لتلكؤها، كما قال: في الإعلان المبكر عن الوباء.. وانحيازها للصين!
الرئيسُ ترمب يضعُ اللوم َعلى الآخرين ليتفادى الإقرارَ بفشلِ إدارته التعامل مع الأزمة، بمستوى خطورتها، منذ البداية، لدرجة الاستهانة بها والإصرار على أولية الاقتصاد، متجاهلاً أرواح الناس، كما يقول معارضوه، مما تسبب في خلافات كبيرة في داخل منظومة الاتحاد الفيدرالي، قد تتسبب في تداعياتٍ خطيرةٍ على وحدةِ الولايات المتحدة، نفسها.
في النهاية: مستقبل الرئيسِ ترمب السياسي يحدده الناخبُ الأمريكي، في الثالثِ من نوفمبر القادم. عندها فقط نعرفُ مدى الضرر السياسي، الذي ألحقه الفايروس بالرئيسِ ترمب.. أم تراه ينجح حينها في التغلبِ على الفايروس، كما سبقَ وفعلَ بخصومِه السياسيين.
* كاتب سعودي
talalbannan@icloud.com
لم يحدث رئيسٌ جدلاً ولا صخباً، في واشنطن والعالم، مثل الرئيس ترمب. لقد نجح في مواجهةِ عقباتٍ وصعابٍ، وصلت حدَ عزلِه من قِبَلِ مجلسِ النواب.. وأضحى قَابَ قوسين أو أدنى، من الفوز بولاية ثانية.
اقتصادياً، حققت الولايات المتحدة نمواً تاريخياً، في عهدِ الرئيسِ ترمب، لم تحققه أيةُ إدارةٍ أمريكية، منذ وقتٍ طويل. بغضِ النظرِ عن الجدلِ حولَ إرجاعِ ذلك لإدارته، إلا أن الرئيسَ ترمب عَرَفَ أن آفةَ الاقتصادِ الأمريكي كانت تاريخياً مغامرات الولايات المتحدة الخارجية العنيفة. تفادى قَدرَ الإمكان، أيَّ تورطٍ للجيشِ الأمريكي في الخارج، بل سعى جاهداً لعودةِ الجنودِ الأمريكيين، من مختلفِ بؤر التوترِ الساخنةِ، مثل: سوريا، العراق وأفغانستان.
جاء فايروس كورونا المستجد، لينجحَ في ما فشلَ فيه خصومُ الرئيس ترمب السياسيين في واشنطن. كان عدد العاطلين عن العملِ، قبل الفايروس لا يتجاوز ٢٥٠ ألفا، وهو رقم قياسي، يكاد يصل لمعدلات التشغيل الكامل. بعد شهرين فقط من هذا الإنجاز الاقتصادي غير المسبوقِ في الاقتصاديات الرأسمالية، بسبب فايروس كورونا، تجاوز عدد المسجلين لإعانةِ البطالةِ في البلاد ٢٢ مليوناً، وفق آخر إحصاءات وزارة العمل الأمريكية.
أيضاً: بعد أن كان الرئيسُ ترمب يتفادى أيَّ تورطٍ لقواتِه في الخارج، يتسبب في تدفقِ نعوشِ الجنودِ الأمريكيين للبلاد، تسبب الفايروس في كشف عجز المقابر من استيعاب الآلاف من ضحايا الفايروس يومياً.. مع فشل غير مسبوق للبنى التحتية الصحية، في مواجهة شراسة الفايروس، حيث تجاوز المصابون به مئات الألوف، بنسبة هي الأعلى عالمياً.
لم يجد الرئيس ترمب من وسيلةٍ لمواجهةِ عدٍو غيرَ تقليديٍ لم يحسب له حساباً، سوى إستراتيجية التركيز على إنجازات إدارته المتأخرة في مواجهة الفايروس.. ولومُ خصومِه السياسيين في الداخل، وأطراف خارجية على صُنع المشكلة، بِمَنْ فيهم منظمة الصحة العالمية، لتلكؤها، كما قال: في الإعلان المبكر عن الوباء.. وانحيازها للصين!
الرئيسُ ترمب يضعُ اللوم َعلى الآخرين ليتفادى الإقرارَ بفشلِ إدارته التعامل مع الأزمة، بمستوى خطورتها، منذ البداية، لدرجة الاستهانة بها والإصرار على أولية الاقتصاد، متجاهلاً أرواح الناس، كما يقول معارضوه، مما تسبب في خلافات كبيرة في داخل منظومة الاتحاد الفيدرالي، قد تتسبب في تداعياتٍ خطيرةٍ على وحدةِ الولايات المتحدة، نفسها.
في النهاية: مستقبل الرئيسِ ترمب السياسي يحدده الناخبُ الأمريكي، في الثالثِ من نوفمبر القادم. عندها فقط نعرفُ مدى الضرر السياسي، الذي ألحقه الفايروس بالرئيسِ ترمب.. أم تراه ينجح حينها في التغلبِ على الفايروس، كما سبقَ وفعلَ بخصومِه السياسيين.
* كاتب سعودي
talalbannan@icloud.com