-A +A
عبده خال
مع هذا السكون داخل المنازل، ثمة خلايا نشطة في كل وزارة من وزاراتنا لحماية البلد وتوفير كل اللوازم المعيشية للمواطنين واستدراك ما لم يكن ضمن الأولويات في السابق.

العالم مجتمعاً تداخلت حدوده، وكل رقعة جغرافية استوطنها الفايروس، في هذه الحرب الشاملة اختلفت وسائل المجابهة حتى غدت كل دولة تسلك ما يجنبها السقوط صحياً واقتصادياً.. والصمت حاضر في المنازل والكل معلق أذنه لأخبار هذا الفايروس اللعين، بحثاً عن أي خبر يبعث الأمل في النفوس الراكدة.


بالأمس ارتفعت نسبة الإصابة بالفايروس، وكان من نصيب المتابعين للأرقام الهلع لتلك الزيادة.

وهذا الهلع ناتج من عدم الدراية بأن الزيادة جاءت من العملية الاستباقية التى لجأت إليها وزارة الصحة من خلال المسح النشط، وهي خطوة متقدمة في المواجهة فبدل انتظار الفايروس ومتابعة تنقلاته كما يشاء، اختارت الوزارة مداهمته قبل استفحاله بتلك العملية الاستباقية، حيث يتم التغلغل في العشوائيات والمساكن العمالية والمواقع التي يمكن لها أن تكون البؤرة لتوليد إصابات مرتفعة.

وكما يقول العارفون في مواجهة أي وباء إن زيادة الأعداد تعني تكثيف عملية الكشف والوصول إلى إجراءات هجومية للتقليل من الإصابة ومعرفة المصابين في المراحل الأولى قبل الوصول إلى المراحل الحرجة.

وأستطيع القول إن من حسنات هذا الفايروس أن جعل المسؤولين يتعرفون على مشاكل لم تؤخذ بالجدية الحقيقية في مجالات مختلفة.

فتح بطن الواقع، كشف معضلات تستوجب إحداث اكتفاء ذاتي في جميع المجالات كالأمن الطبي والأمن الغذائي والعمالي..

ومن حسنات هذا الفايروس ظهور الثروة البشرية في سد الثغرات، وأكدت الأزمة أن هذه الثروة هي من تقوي ساعد الوطن، وأن الاعتماد عليها كلياً هو الحل الأمثل لحماية البلد في جميع مستوياته، وأعني تحديداً خلق العمالة الوطنية في جميع المهن الحرفية وإعادة توطين الزراعة والصيد وتربية الماشية..

أعلم أنني أشرق وأغرب في هذه المقالة إلا أن جوهرها هو التأكيد على أهمية أن يكون لدينا اكتفاء ذاتي في الموارد والثروة البشرية التي تعتبر قاعدة أمان لأي دولة تتعرض لأي أزمة عالمية كالحروب أو الأوبئة.. والاكتفاء الذاتي البشري يمكّن الدولة أن تطفو على سطح أي معضلة.

abdookhal2@yahoo.com