تضافرت الجهود الحكومية بمختلف وزاراتها للتعامل مع جائحة كورونا، وذلك باتخاذ الإجراءات الوقائية المختلفة للحد من انتشار الوباء، واستشعرت كل وزارة المسؤولية وواجبها تجاه الجائحة فأصدرت التعاميم التي تتعلق بها وبشكل مميز واستباقي فرأينا حظر التجول وتعليق الدراسة وتعليق الرحلات الداخلية والخارجية وتعليق العمرة وتعليق صلوات الفريضة بالمساجد بما في ذلك صلاة الجمعة، وكانت تلك الإجراءات الوقائية والاحترازية في التصدي لفايروس كورونا محط أنظار وإعجاب العالم ومصدراً لارتياح المواطن والمقيم، ومع قرب شهر رمضان المبارك بدأ الحديث عن إقامة صلاة التراويح والشعور بروحانية رمضان، فاقترح الكثير إقامتها بدون مصلين حتى يتسنى لنا استشعار الروحانية، ففي كل سنة تعودنا بأن تصدح المساجد بالصلاة التي تضفي خصوصية على شهر العبادة وقراءة القرآن والعتق من النار.
وهذا رأي له علاقة كبيرة بالارتياح النفسي الذي نشعر به في هذا الشهر الفضيل، ولكن هنالك جوانب أخرى يتطلب ألا نغفل عنها:
الارتباط الشرطي ما بين أداء صلاة التراويح بالمسجد في شهر رمضان وشعورنا بالروحانية بمجرد سماعها، وأخشى مع إقامة صلاة التراويح دون مصلين واستشعار روحانية ذلك بمجرد سماعها أن يفقد الكثير أداء الصلاة ليكتفي بالاستماع إليها ليعيش تلك الروحانية دون العبادة.
افتقدنا خلال الجائحة الكثير من السلوكيات المحببة إلى قلوبنا وبدأنا بالتأقلم معها إلى حد ما، وفي إقامة الصلاة وسماعها وبشكل يومي مع عدم القدرة على الذهاب إلى المسجد بسبب قيود الحظر قد يقلل ذلك من قدرتنا على التكيف والاقتناع بأن رمضان هذه السنة للأسف مختلف بسبب ظروف الجائحة.
لو افترضنا جدلاً بأن صلاة التراويح أقيمت دون مصلين والتزم الأغلبية بحظر التجول، ولكن قد يدفع البعض سماع الصلاة بالقرب من منزله ومحافظته عليها لسنوات طويلة بأن يذهب إلى الصلاة ولو في فناء المسجد، فيصبح القبض عليه لمخالفته نظام الحظر بسبب الصلاة بالمسجد أمراً موجعاً ويسبب اللبس وخصوصاً لو كان شخصاً كبيراً في السن.
قد يدفع إقامة صلاة التراويح بالمسجد دون مصلين إلى ابتداع الصلاة مع الإمام من المنزل، وبالتأكيد أن الكثير بعيد عن مثل هذه البدع ولكن إقامتها مع فرض عدم الذهاب إلى المسجد قد يفتح مجالاً لذلك وهي الصلاة التي تحدث علماؤنا بجواز أدائها بالمنزل.
الكثير منا يجد الروحانية في سماع صلاة التراويح وحتى لا نفتقد ذلك الشعور فبإمكاننا سماعها عن طريق تشغيل الصلوات المسجلة للأعوام السابقة، ونحن متأملين وراجين أن يمد الله في أعمارنا لنعيشها في رمضان العام القادم ونحن بصحة وعافية.
ربما يتفق مع هذا الرأي البعض ويختلف الآخر، وتظل رؤيتنا للموضوع من زوايا مختلفة وجميعها يعد رأياً وقد تكون نظرتنا قاصرة لجوانب أخرى، ولكن على يقين بأن صاحب القرار والجهات المختصة قد درست هذا الشأن باستفاضة ومن جميع الجهات لتحسم اختلاف وجهات النظر وتحقق المقاصد الشرعية وتحفظ مصالح العباد، وقد أصدرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية بالاستعداد لشهر رمضان مع التقيد التام بالإجراءات الاحترازية والوقائية عند أداء العبادة بأنواعها وتجنب التجمعات، وأسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يعيننا على صيامه وقيامه ويكتبنا من المقبولين، وأن يعيده علينا ونحن دون قيود تمنعنا من أداء التراويح والعمرة والإفطار مع العائلة والأحبة.
* كاتب سعودي
alaqeelme@
وهذا رأي له علاقة كبيرة بالارتياح النفسي الذي نشعر به في هذا الشهر الفضيل، ولكن هنالك جوانب أخرى يتطلب ألا نغفل عنها:
الارتباط الشرطي ما بين أداء صلاة التراويح بالمسجد في شهر رمضان وشعورنا بالروحانية بمجرد سماعها، وأخشى مع إقامة صلاة التراويح دون مصلين واستشعار روحانية ذلك بمجرد سماعها أن يفقد الكثير أداء الصلاة ليكتفي بالاستماع إليها ليعيش تلك الروحانية دون العبادة.
افتقدنا خلال الجائحة الكثير من السلوكيات المحببة إلى قلوبنا وبدأنا بالتأقلم معها إلى حد ما، وفي إقامة الصلاة وسماعها وبشكل يومي مع عدم القدرة على الذهاب إلى المسجد بسبب قيود الحظر قد يقلل ذلك من قدرتنا على التكيف والاقتناع بأن رمضان هذه السنة للأسف مختلف بسبب ظروف الجائحة.
لو افترضنا جدلاً بأن صلاة التراويح أقيمت دون مصلين والتزم الأغلبية بحظر التجول، ولكن قد يدفع البعض سماع الصلاة بالقرب من منزله ومحافظته عليها لسنوات طويلة بأن يذهب إلى الصلاة ولو في فناء المسجد، فيصبح القبض عليه لمخالفته نظام الحظر بسبب الصلاة بالمسجد أمراً موجعاً ويسبب اللبس وخصوصاً لو كان شخصاً كبيراً في السن.
قد يدفع إقامة صلاة التراويح بالمسجد دون مصلين إلى ابتداع الصلاة مع الإمام من المنزل، وبالتأكيد أن الكثير بعيد عن مثل هذه البدع ولكن إقامتها مع فرض عدم الذهاب إلى المسجد قد يفتح مجالاً لذلك وهي الصلاة التي تحدث علماؤنا بجواز أدائها بالمنزل.
الكثير منا يجد الروحانية في سماع صلاة التراويح وحتى لا نفتقد ذلك الشعور فبإمكاننا سماعها عن طريق تشغيل الصلوات المسجلة للأعوام السابقة، ونحن متأملين وراجين أن يمد الله في أعمارنا لنعيشها في رمضان العام القادم ونحن بصحة وعافية.
ربما يتفق مع هذا الرأي البعض ويختلف الآخر، وتظل رؤيتنا للموضوع من زوايا مختلفة وجميعها يعد رأياً وقد تكون نظرتنا قاصرة لجوانب أخرى، ولكن على يقين بأن صاحب القرار والجهات المختصة قد درست هذا الشأن باستفاضة ومن جميع الجهات لتحسم اختلاف وجهات النظر وتحقق المقاصد الشرعية وتحفظ مصالح العباد، وقد أصدرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية بالاستعداد لشهر رمضان مع التقيد التام بالإجراءات الاحترازية والوقائية عند أداء العبادة بأنواعها وتجنب التجمعات، وأسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يعيننا على صيامه وقيامه ويكتبنا من المقبولين، وأن يعيده علينا ونحن دون قيود تمنعنا من أداء التراويح والعمرة والإفطار مع العائلة والأحبة.
* كاتب سعودي
alaqeelme@