ينقسم العالم، في قراءة الأحداث إلى قسمين: الأول يرى كل شيء مخططاً ومدروساً ويرى رابطاً حياً بين الوقائع والمصالح، وهؤلاء هم أصحاب نظرية المؤامرة، والفريق الثاني لا يرى ثمة قواسم مشتركة بين الأحداث والأهداف غير المعلنة وبالتالي لا يؤمنون بنظرية التآمر على الإطلاق.
منذ كتبت تغريدتي التي سخرت فيها من قطر وأن ثمة رابطاً بين عقلية الحمدين التآمرية وبين طريقة ظهور وانتشار فيروس كورونا، على وسم «قطر هي كورونا»، في الثاني من مارس الماضي، ثار الجدل عربياً أولاً ثم عالمياً بين من يؤيد نظرية التآمر في تصنيع أو نشر فيروس كورونا وبين من يفند وينفي احتمال وجود رائحة تآمر في انتشار هذه الجائحة التي عطلت البشرية.
واجهت قناة الجزيرة ومرتزقتها من المذيعين والإخوان ومن لف لفيفهم، لم تكن مسألة صعبة بالنسبة لي، على العكس، وجدت أن هجومهم عليّ أيضاً، بتلك الصورة، هو مؤامرة أخرى مخططة جيداً، يُحتمل هندستها في مكتب رئيس الاستخبارات القطرية، حيث دللت الشواهد وطريقة الهجوم، الذي بدأ في لحظة واحدة وانتهى في وقت محدد، على أن هناك عقلاً مدبراً واحداً، يدير الضغط الإعلامي، كما في كل واقعة أو نازلة، منذ إنشاء القناة الإرهابية ولغاية اليوم.
بالطبع وكما قلت سابقاً، فإن النتيجة الثانية لهجوم قناة الجزيرة، وبرامجها ومذيعيها ومن يؤيدهم، على تغريدة ساخرة، هي الدفع بنفي تهمة التآمر عن قطر، باعتبار أن قطر نفسها، أصغر بكثير من فيروس كورونا.
خلال الأسبوعين الماضيين، عادت نظرية المؤامرة في تصنيع أو نشر فيروس كورونا إلى السطح مرة أخرى، حيث وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أصابع الاتهام للصين بأن الفيروس لم يظهر عفوياً من سوق الحيوانات في ووهان بل من مختبر ووهان للسلامة الأحيائية، وانضمت فرنسا إلى الولايات المتحدة ثم أستراليا في تأكيد وجود شبهة حول هذا الفيروس، وعاد العالم، ينقسم مرة أخرى إلى فريقين أحدهما يتهم والآخر ينفي، ولكن العالم الفرنسي لوك مونتانييه، الحاصل على جائزة نوبل في الطب لسنة 2008 حسم هذا الجدل وأكد الأسبوع الماضي، في لقاء تلفزيوني، أنه قد درس البصمة الوراثية لفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) ووجد أنها تحمل جينوم فيروس السيدا «الإيدز» ما يعني أنه فيروس مركب وليس فيروساً كلاسيكياً.
من حق الناس أن تتساءل: هل وراء الأكمة ما وراءها؟ هذا سؤال مشروع، في زمن رأينا فيه الحمدين يتآمران بالمال وليس بالعقل الصغير، على الأمة العربية جميعاً، ولم يستوقفهم الخراب العظيم الذي حل بالأمة خلال الربيع العربي المشؤوم والخسارة الفادحة التي لحقت بدول كثيرة والتي ما زلنا جميعاً ندفع ثمنها الآن حيث يحتل سلطانهم أردوغان سوريا ويحاول السيطرة على ليبيا، وما زال الحوثيون، الذين احتلوا صنعاء، على وقع ربيع الحمدين، يعيثون فيها خراباً وفساداً!
إذا تأكد قطعياً أن كورونا هو فيروس مركب، وأن ثمة من استثمر في نشره عالمياً، فهل سيسأل العالم عن أصحاب المصالح الحقيقيين لما يحدث في العالم اليوم أم أن عيون العالم ستغض الطرف، كما يفعلون دائماً؟!
* روائية وباحثة سياسية
Noura_almoteari@yahoo.com
منذ كتبت تغريدتي التي سخرت فيها من قطر وأن ثمة رابطاً بين عقلية الحمدين التآمرية وبين طريقة ظهور وانتشار فيروس كورونا، على وسم «قطر هي كورونا»، في الثاني من مارس الماضي، ثار الجدل عربياً أولاً ثم عالمياً بين من يؤيد نظرية التآمر في تصنيع أو نشر فيروس كورونا وبين من يفند وينفي احتمال وجود رائحة تآمر في انتشار هذه الجائحة التي عطلت البشرية.
واجهت قناة الجزيرة ومرتزقتها من المذيعين والإخوان ومن لف لفيفهم، لم تكن مسألة صعبة بالنسبة لي، على العكس، وجدت أن هجومهم عليّ أيضاً، بتلك الصورة، هو مؤامرة أخرى مخططة جيداً، يُحتمل هندستها في مكتب رئيس الاستخبارات القطرية، حيث دللت الشواهد وطريقة الهجوم، الذي بدأ في لحظة واحدة وانتهى في وقت محدد، على أن هناك عقلاً مدبراً واحداً، يدير الضغط الإعلامي، كما في كل واقعة أو نازلة، منذ إنشاء القناة الإرهابية ولغاية اليوم.
بالطبع وكما قلت سابقاً، فإن النتيجة الثانية لهجوم قناة الجزيرة، وبرامجها ومذيعيها ومن يؤيدهم، على تغريدة ساخرة، هي الدفع بنفي تهمة التآمر عن قطر، باعتبار أن قطر نفسها، أصغر بكثير من فيروس كورونا.
خلال الأسبوعين الماضيين، عادت نظرية المؤامرة في تصنيع أو نشر فيروس كورونا إلى السطح مرة أخرى، حيث وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أصابع الاتهام للصين بأن الفيروس لم يظهر عفوياً من سوق الحيوانات في ووهان بل من مختبر ووهان للسلامة الأحيائية، وانضمت فرنسا إلى الولايات المتحدة ثم أستراليا في تأكيد وجود شبهة حول هذا الفيروس، وعاد العالم، ينقسم مرة أخرى إلى فريقين أحدهما يتهم والآخر ينفي، ولكن العالم الفرنسي لوك مونتانييه، الحاصل على جائزة نوبل في الطب لسنة 2008 حسم هذا الجدل وأكد الأسبوع الماضي، في لقاء تلفزيوني، أنه قد درس البصمة الوراثية لفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) ووجد أنها تحمل جينوم فيروس السيدا «الإيدز» ما يعني أنه فيروس مركب وليس فيروساً كلاسيكياً.
من حق الناس أن تتساءل: هل وراء الأكمة ما وراءها؟ هذا سؤال مشروع، في زمن رأينا فيه الحمدين يتآمران بالمال وليس بالعقل الصغير، على الأمة العربية جميعاً، ولم يستوقفهم الخراب العظيم الذي حل بالأمة خلال الربيع العربي المشؤوم والخسارة الفادحة التي لحقت بدول كثيرة والتي ما زلنا جميعاً ندفع ثمنها الآن حيث يحتل سلطانهم أردوغان سوريا ويحاول السيطرة على ليبيا، وما زال الحوثيون، الذين احتلوا صنعاء، على وقع ربيع الحمدين، يعيثون فيها خراباً وفساداً!
إذا تأكد قطعياً أن كورونا هو فيروس مركب، وأن ثمة من استثمر في نشره عالمياً، فهل سيسأل العالم عن أصحاب المصالح الحقيقيين لما يحدث في العالم اليوم أم أن عيون العالم ستغض الطرف، كما يفعلون دائماً؟!
* روائية وباحثة سياسية
Noura_almoteari@yahoo.com