من عظيم الابتلاء أن يكون محكوماً على الناس بالبقاء في منازلهم اتقاءً لشر المرض ثم يأتي شهر رمضان الكريم لتتفنن وتبدع بعض القنوات الفضائية في إذاقتهم صنوف الأذى بغثاء ما تقدمه من تفاهات وخواء في مبنى ومعنى برامجها، خصوصاً المسلسلات وبرامج الإثارة أو غيرها مما يحاكي تلفزيون الواقع الغربي ولكن بصورة مشوهة، بل إن بعض البرامج التي يراد لها أن تكون تثقيفية ومعلوماتية لم تسلم من السطحية وسذاجة الطرح، وبذلك يكون المشاهد أمام خلطة رديئة تصيبه بالتسمم إذا ما تناولها، ولولا أفضال التقنية بتوفير خيارات أخرى لكانوا في معاناة شاقة.
والذين يقولون إن الوباء لم يسمح بإنتاج مواد جيدة نظراً للحصار وضيق الوقت فإنهم يلومون الوباء المستجد ويضعون فشلهم عليه، ويتغافلون عن الوباء المزمن في العقلية الإعلامية التجارية العربية التي لا تؤمن بأدوات قياس صلاحية إنتاجها ولا إخضاعه لمعايير التقييم ودراسات القبول والرضا لدى شرائح المتابعين، ثم إنه في كل عام يتم طبخ وسلق كثير من البرامج والمسلسلات الرديئة في مدة قصيرة قبل رمضان وهذا العام ليس استثناء، لكنه زاد الأمر سوءاً، ولا ندري لماذا كل هذا الحرص والإصرار على ذلك فرمضان لن يفسد بدونها، وإنما قد يفسد بها.
ولكن مع كل هذا الزخم من الرداءة يبقى عدد قليل جداً من البرامج الهادفة الممتعة ذات الفائدة القيمة، والمعلومات الجيدة، تمثل عزاءً للمشاهد الذي ينصرف بعدها إلى خياراته الواسعة هرباً من التلوث الطافح من الشاشات.
habutalib@hotmail.com
والذين يقولون إن الوباء لم يسمح بإنتاج مواد جيدة نظراً للحصار وضيق الوقت فإنهم يلومون الوباء المستجد ويضعون فشلهم عليه، ويتغافلون عن الوباء المزمن في العقلية الإعلامية التجارية العربية التي لا تؤمن بأدوات قياس صلاحية إنتاجها ولا إخضاعه لمعايير التقييم ودراسات القبول والرضا لدى شرائح المتابعين، ثم إنه في كل عام يتم طبخ وسلق كثير من البرامج والمسلسلات الرديئة في مدة قصيرة قبل رمضان وهذا العام ليس استثناء، لكنه زاد الأمر سوءاً، ولا ندري لماذا كل هذا الحرص والإصرار على ذلك فرمضان لن يفسد بدونها، وإنما قد يفسد بها.
ولكن مع كل هذا الزخم من الرداءة يبقى عدد قليل جداً من البرامج الهادفة الممتعة ذات الفائدة القيمة، والمعلومات الجيدة، تمثل عزاءً للمشاهد الذي ينصرف بعدها إلى خياراته الواسعة هرباً من التلوث الطافح من الشاشات.
habutalib@hotmail.com