-A +A
ماجد قاروب
كتاب معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة (التجربة – تفاعلات الثقافة والسياسة والإعلام) وكذلك كتاب سعادة الدكتور صالح بن ناصر (قصة حياتي - 50 عاما بين الإعلام والرياضة والشباب).

كاتبان صديقان وزميلان تجمع بينهما محبة وعلاقة وتشابه تجعل منهما شقيقين فكلاهما من أبناء مكة، وحارة جرول، عملا في طفولتهما في بيع البليلة، وجمعت بينهما نفس المدارس والآمال والتطلعات والطموحات، وكلاهما انطلقا للدراسة الجامعية في مصر.


وجمع بينهما حب العلم والنجاح والنادي الأهلي المصري وأم كلثوم وعبدالحليم وجامعة فؤاد الأول وافترقا في التعليم العالي بين إنجلترا لمعالي الدكتور وأمريكا لسعادة الدكتور وعادا لأعمالهما مع نفس الأصدقاء والأحباب والاحترام والتقدير من الجميع حتى قصص فقدان الأم وهي راضية عنهما والدعاء لهما بالتوفيق والنجاح والسداد وتسخير الناس الطيبة لهما في مسيرتهما، وهي التي تحققت من خلال رجل من المخلصين لدينهم ووطنهم العلامة الشيخ الدكتور محمد عبده يماني الذي استقطبهما للعمل في وزارة الإعلام بعد أن أصبح وزيرا لها في عهد المغفور له الملك خالد، فأصبحا وكلاء لوزارة الإعلام الأول. الدكتور عبدالعزيز خوجة وكيلا لوزارة الإعلام، والثاني الدكتور صالح بن ناصر وكيلا مساعدا لشؤون الإذاعة والتلفزيون.

وهنا جمعهما الإعلام وخدمة الوطن في هذا الجهاز الحساس لسنوات طويلة تظهر في مسمى الكتاب لكل منهما.

حملا قصصا مشتركة رائعة عن الوطن وقيادته والدعم والاحترام والثقة من ولاة الأمر في رجال الدولة، وكل منهما خص الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، بالكثير من المواقف التي تؤكد على مناقبه، رحمه الله، وأنه يتمتع بحس إعلامي كبير ورقة قلب كبيرة له، ومن الشواهد الشيء الكثير الكثير مما ذكر الكاتبان.

وكذلك الأمير في حينه الملك سلمان الآن، حفظه الله ورعاه وأمده بالصحة وطول العمر.

وكيف انتهت مسيرتهما في الإعلام بعد تولي الأستاذ علي الشاعر، رحمه الله، الوزارة فعاد كل منهما إلى موقعه السابق؛ معاليه للتدريس الجامعي، وسعادته لرعاية الشباب. ولي مع الدكتور صالح ذكريات جميلة ورائعة لقيت فيها كل الدعم والعون والرعاية، فهو أستاذ وقائد وإداري متجدد القلب والروح وحب العطاء وتقدير الرجال كان محل تقدير واحترام الجميع. وما جاء في كتابه عن الأمير فيصل بن فهد يستحق أن تفرد له محاضرات عما قدمه الأمير الراحل للشباب والرياضة والثقافة ليس فقط على الصعيد الوطني بل والعربي والإسلامي والدولي، وأكمل عليه وطوره وجه السعد الأمير سلطان بن فهد، ومن بعده الأمير الشاعر رجل القانون الأمير نواف بن فيصل بن فهد، حيث استمر عطاؤه بعد ذلك مع الرئيس الأمير عبدالله بن مساعد، ومعالي المستشار تركي آل الشيخ، ومن بعده الأمير عبدالعزيز بن تركي، الذي أحسن في اختياره لسعادة الدكتور في مجلس إدارة معهد إعداد القادة للاستفادة من خبراته وطاقاته وحبه للعمل والعطاء. وكم أنا سعيد باستمرار هذه العلاقة بين من أعتبره والدا وقائدا وأخا أكبر وصديقا صدوقا لكل من ارتبط معه في حياته.

ومعالي الدكتور عبدالعزيز خوجة تجددت انطلاقته كسفير بتوجيه من الملك فهد، رحمه الله، وتعددت محطاته الدبلوماسية في أهم العواصم العربية، وقدم الكثير عن صفات العمل والقيادة للأمير سعود الفيصل، رحمه الله، وأوضح بصمات القوة الناعمة السعودية عملا وواقعا في معظم محطات عمله الدبلوماسي. صادفته اجتماعيا في لقاءات عابرة، بعضها كان مع صديق عمره معالي الدكتور محمد عبده يماني، ولم أجد منهما إلا كل الاحترام والتقدير لي ولوالدي، وكان المرحوم لا يترك اللقاء إلا بإحدى مداعباته وقفشاته المكية الرائعة بكل وقار، ويترك لي دائما مشاعر الحب والتقدير التي توارثتها مع الأبناء ياسر والقانوني محمد، وفي السنوات الأخيرة توطدت علاقتي مع معالي الدكتور في أسفاري للأعمال والمؤتمرات القانونية إلى المملكة المغربية وكنت أسعد بزيارته ودعمه لأعمالي ودعوات العشاء المميزة بداره، واستمرت بإهداء كتابه الذي صدر في وقت متزامن مع كتاب صديق عمره سعادة الدكتور صالح بن ناصر. كتابان يستحقان أن تفرد لهما الصفحات بالشرح والتحليل من قبل الغرف التجارية والأندية الرياضية والأدبية ومعهد الإدارة والمعهد الدبلوماسي والصوالين الاجتماعية مثل إثنينية عبدالمقصود خوجة، لنعلم أن للوطن رجالا مخلصين، وأن ما نعيشه اليوم من رغد الحياة سببه قيادة من ملوك الوطن سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله، رحمهم الله، ورجالهم المخلصين، رحمهم الله، لكي تستمر المسيرة تحت راية سلمان الخير والحزم والعزم وسيادة القانون نحو رؤية 2030 ولقرون قادمة بخير وعز ورفاه إلى يوم الدين.

* كاتب سعودي

majedgaroub@