لطالما كتبت عدة مقالات سابقة عن استيائي من الدورات التدريبية التي تستهدف المادة أكثر من المحتوى الهادف واقتناص المدرب المتكمن، لذلك أتفق مع ما تناقلته الصحف عن الدكتور عبدالله الفوزان في إعلانه عن دورته الجديدة بعنوان «دورة الفوزان في اللف والدوران.. دورة تدريبية في كيفية الضحك على ذقنك وسحب قريشاتك وأنت تضحك مرخصة من مكتب الفوزان للضحك على الذقون»، وأتفق في كل ماذهب إليه؛ فمؤخرًا مع ظروف أزمة كورونا انطلقت دورات تدريبية كان همها الأول المادة وأسعارها المبالغة بعيدًا عن العناية بالمحتوى المقدم للمتدرب وأغلبها يحمل مضمونًا تقليديًا تجاوزته المعرفة الحديثة ومرحلة الاحتياج ولكن ظل أصحاب المادة كأفراد ومراكز مصرين على تقديمها تحت عناوين براقة جاذبة يقع ضحيتها المخدوع في أمرها.
والجميل في الظروف الأخيرة المبادرات التي قدمتها الوزارات والمؤسسات الحكومية في فتح أبواب التدريب عن بعد ليقضي أغلبنا وقتًا مفيدًا معها، ويتلمس حاجاته المعرفية والمهنية ويسد من خلالها ثغرات مواطن ضعفه دون أن يكلفه ذلك عبئًا ماديًا، حيث يعيق أكثرنا من الالتحاق بالدورات التدريبية التكلفة المادية المبالغة للدورات التدريبية وفي الوقت نفسه صعوبة المواصلات والالتزام والظروف الزمانية والمكانية للفرد منا أحيانا، ولكن مع التدريب عن بعد استطاع أكثرنا أن يستفيد ويتخطى عائق الظرف الزماني والمكاني له.
ويُحسب لأزمة كورونا كذلك بأنها كشفت لنا أمورًا تنموية عديدة تحتاجها المرحلة التطويرية المقبلة لبلادنا منها قيمة التدريب عن بعد في صناعة الإنسان، والمكان؛ فالدورات عن بعد بمقدورها استهداف تطوير المهارات المعرفية والمهنية لدى المواطن أكثر سرعة وانتشارًا وأقل تكلفة، كما بمقدورها استكشاف الفاقد التدريب ومواطن الضعف، وذلك من خلال الإقبال على برنامج دون غيره، ومن جهة أخرى، يمكن للوزارات والمؤسسات الحكومية والدولة نفسها أن تحدد حاجاتها من المهارات والكوادر وتختصر ذلك بتهيئتهم من خلال طرح البرامج التدريبية المستهدفة للجميع عن بعد.
ومما لاحظته في تجربة التدريب عن بعد خلال أزمة كورونا ظهور بعض المراكز التدريبية وظهور بعض الأفراد كمدربين متصدرين مراكز لاوجود لها على أرض الواقع ولم أسمع بها من قبل، هذه المراكز وهؤلاء الأفراد أطلقوا عددًا من الدورات عن بعد ومبالغ مادية لبرامج تدريبية متوفرة وبالمجان في العديد من الوزارات ومتاحة للجميع وليست محصورة على فئة دون غيرها!
وتصطاد بعض هذه المراكز وهؤلاء الأفراد الذين يتخذون التدريب كمهمة تجارية عملاءهم من خلال اختيار العناوين الجذابة الذي يتورط بها المتدرب ويكتشف بأن الدورة خالية من الاحترافية ومن المحتوى الذي يبحث عنه وقد يجدها قد خرجت لأفكار أخرى قد تكون «شيطانية» وفي الأخير يجد نفسه ضحية عنوان خرج منه بخفي حنين.
* كاتبة سعودية
monaotib@
Mona.Mz.Al@Gmail.Com
والجميل في الظروف الأخيرة المبادرات التي قدمتها الوزارات والمؤسسات الحكومية في فتح أبواب التدريب عن بعد ليقضي أغلبنا وقتًا مفيدًا معها، ويتلمس حاجاته المعرفية والمهنية ويسد من خلالها ثغرات مواطن ضعفه دون أن يكلفه ذلك عبئًا ماديًا، حيث يعيق أكثرنا من الالتحاق بالدورات التدريبية التكلفة المادية المبالغة للدورات التدريبية وفي الوقت نفسه صعوبة المواصلات والالتزام والظروف الزمانية والمكانية للفرد منا أحيانا، ولكن مع التدريب عن بعد استطاع أكثرنا أن يستفيد ويتخطى عائق الظرف الزماني والمكاني له.
ويُحسب لأزمة كورونا كذلك بأنها كشفت لنا أمورًا تنموية عديدة تحتاجها المرحلة التطويرية المقبلة لبلادنا منها قيمة التدريب عن بعد في صناعة الإنسان، والمكان؛ فالدورات عن بعد بمقدورها استهداف تطوير المهارات المعرفية والمهنية لدى المواطن أكثر سرعة وانتشارًا وأقل تكلفة، كما بمقدورها استكشاف الفاقد التدريب ومواطن الضعف، وذلك من خلال الإقبال على برنامج دون غيره، ومن جهة أخرى، يمكن للوزارات والمؤسسات الحكومية والدولة نفسها أن تحدد حاجاتها من المهارات والكوادر وتختصر ذلك بتهيئتهم من خلال طرح البرامج التدريبية المستهدفة للجميع عن بعد.
ومما لاحظته في تجربة التدريب عن بعد خلال أزمة كورونا ظهور بعض المراكز التدريبية وظهور بعض الأفراد كمدربين متصدرين مراكز لاوجود لها على أرض الواقع ولم أسمع بها من قبل، هذه المراكز وهؤلاء الأفراد أطلقوا عددًا من الدورات عن بعد ومبالغ مادية لبرامج تدريبية متوفرة وبالمجان في العديد من الوزارات ومتاحة للجميع وليست محصورة على فئة دون غيرها!
وتصطاد بعض هذه المراكز وهؤلاء الأفراد الذين يتخذون التدريب كمهمة تجارية عملاءهم من خلال اختيار العناوين الجذابة الذي يتورط بها المتدرب ويكتشف بأن الدورة خالية من الاحترافية ومن المحتوى الذي يبحث عنه وقد يجدها قد خرجت لأفكار أخرى قد تكون «شيطانية» وفي الأخير يجد نفسه ضحية عنوان خرج منه بخفي حنين.
* كاتبة سعودية
monaotib@
Mona.Mz.Al@Gmail.Com