التلفزيون جهاز فعال ومؤثر، ومنذ اختراعه ودخوله البيوت حول العالم منذ الأربعينات من القرن الماضي والتنافس على أشده بين المنتجين للحصول على أعلى نسب المشاهدة للبرامج المختلفة التي يقدمونها. ومنذ فترة ليست بالقليلة تحول شهر رمضان المبارك إلى الشهر الأهم في كثافة الأعمال التلفزيونية المختلفة. ولا يقتصر الأمر هنا على الدرامية منها فحسب، ولكن الأعمال التلفزيونية بكافة أشكالها. ووسط هذا الزخم الكبير والازدحام الضخم في كم الأعمال المقدمة، ظهرت بعض البرامج المميزة، والتي تمكنت من الثبات على جودتها واحترام المشاهد في ما تقدمه لأكثر من موسم متتالٍ. تذكرت ذلك وأنا أتابع حلقة جميلة جدا من برنامج «الراحل» الذي يقدمه محمد الخميسي بشكل جذاب وسلسل. كانت الحلقة تتناول الإعلامي الشامل خالد زارع، الشخصية متعددة المواهب، والذي جمع بين موهبة إذاعية وتمكن في الإلقاء وبراعة في التمثيل وإبداع في التأليف الغنائي وتمكن من فن الإخراج، وعادت بي الحلقة لنستعيد معها محطات لأيام مضت كان خالد زارع جزءا من حياتنا فيها ببرامجه التلفزيونية والإذاعية الناجحة وأغانيه التي ألفها وأدواره التي أدهاه وحضوره الإنساني الجميل وروحه الصافية المرحة. ولعل الوصف الجميل للرجل الذي جاء في الحلقة بحقه كان بليغا حينما وصفه بأنه رجل كان سابقا لوقته، رحمه الله. برنامج الراحل فكرة بسيطة في معناها ولكن نبيلة في أهدافها، فهو يسعى إلى إحياء ذكرى شخصيات استثنائية وجميلة رحلت عن دنيانا، ومن المهم توثيق ما قدموا لنا حتى يبقى ذلك في أرشيف القلب قبل الذاكرة. واستطاع البرنامج الموسم تلو الآخر من تكوين نسبة مشاهدة عالية ومحترمة كدلالة على نجاح البرنامج وتميزه. وهناك برنامج آخر يقدم للموسم الثالث على التوالي وبات يحقق النجاح العريض نظرا لفكرته وأسلوب إخراجه وتقديمه لفكرة العون والعمل الخيري بأسلوب إنساني مؤثر جدا. البرنامج المقصود هنا هو «قلبي اطمأن» وشخصية غيث الذي يجوب العالم العربي للبحث عن شخصيات محتاجة لتقديم العون المادي لها من خلال حوار وموقف إنساني، لا يمكن لمن يتابعه إلا أن تنهمر دموعه متأثرا. البرنامج الذي ينتج من قبل الهلال الأحمر بالإمارات العربية المتحدة تحول وبذكاء عظيم إلى أداة ناجحة للترويج للعمل الخيري وللهلال الأحمر وللإمارات، وساهم في النشر العملي بأهمية العمل الخيري وتأثيره الإيجابي في المجتمع. البرامج التلفزيونية الناجحة تصل إلى القلوب وتخاطب الوجدان وخيار الريموت كونترول باليد وللمشاهد مطلق الحرية في حسن الاختيار.
* كاتب سعودي
hashobokshi@gmail.com
* كاتب سعودي
hashobokshi@gmail.com