شهد هذا الأسبوع حديثا عن محاولة انقلاب في قطر، والراوي لم يكن قناة سعودية أو صحيفة مصرية، بل كان نادي أصدقاء الدوحة في أنقرة وتل أبيب، وانتشرت مقاطع عن إطلاق نار في الوكرة، وحديث عن محاولة حمد بن جاسم بن جبر الدخول لقصر الوجبة على إثر جلطة أصابت الأب المنقلب أو كما يسمونه في قطر الأب الوالد حمد بن خليفة.
هذا الحديث يأتي بعد تداول غياب الأمير تميم عن قطر، إلى جزيرة خشية من فايروس كورونا، وربما تبين من كلمة ألقاها أنه ليس في مكتبه الذي اعتاد أن يلقي منه كلماته عن صمود جزيرة الغاز، أمام الدول الشقيقة التي قاطعتها على إثر دعمها للإرهاب وسعيها لزعزعة أمن الدول العربية، ودعم الأجندات التوسعية للفرس والعثمانيين.
الانقلاب في قطر ليس أمرا طارئا أو مستنكرا، بل هو أمر تكرر كثيرا، لدرجة أن انتقال الحكم بشكل سلس هو المستغرب، كما أن انتقال الحكم من حمد بن خليفة إلى ابنه تميم كان أمرا غير مقنع، تكشف مع مرور الوقت أنه غير حقيقي، فالشيخ تميم على أقصى تقدير يمثل منصب رئيس الوزراء في دولة ذات نظام رئاسي، وبالتالي الحل والعقد ليس في يده.
لكن من الملاحظ أيضا في فترة «حكم» تميم التشابه الكبير بينه وبين بشار الأسد، فالتباين بين بشار الأسد ووالده حافظ، يتبدى من إدارة العلاقة مع إيران، فحافظ أدار علاقة ندية مع طهران، أما بشار الأسد فأدار علاقة خضوع لإيران، تدير فيها شؤون دمشق كيف تشاء.
وتميم الذي تولى الحكم في 2013 بعد محاولة اغتيال الملك عبدالله، التي خرج تسجيل لها يبين حديث حمد بن جاسم مع القذافي، وبعد اغتيال السفير الأمريكي في ليبيا، وقع منذ عام 2014 علاقة تعاون أمني مع تركيا، انتهت بأن أصبحت منذ عامين القوات التركية هي الحامية لقصر الوجبة، الذي شهد معارك جده الشيخ قاسم لتحرير قطر من الاحتلال العثماني، بدعم من قوات خليجية.
نفي الانقلاب أتى على لسان فهد بن محمد العطية، سفير قطر لدى روسيا، حيث ذكر لوكالة تاس الروسية أن التفاصيل التي وردت على الشبكات الاجتماعية لا أساس لها من الصحة، وذلك ردا على فيديوهات لإطلاق نار قيل إنها في الوكرة وفي العاصمة الدوحة، بالإضافة لصور عن حركة طيران غير طبيعية.
ظهرت على تويتر أيضا تغريدات من شقيق الأمير جوعان بن حمد، ومن رئيس الوزراء الأسبق حمد بن جاسم بن جبر، تظهر وجود خلاف وتؤكد بشكل قاطع الاضطرابات التي حصلت، والتي أشارت مصادر إلى وجود خلافات مادية، قد لا ترقى إلى عملية انقلاب، خاصة أن حمد بن جاسم تحديدا يعرف المتطلبات الدولية التي يتطلبها الاعتراف بالانقلاب كما حدث مع رفيق دربه حمد بن خليفة.
وبالنتيجة فقد كان لافتا هشاشة الموقف القطري، وشلل الآلات الإعلامية التابعة له وعلى رأسها الجزيرة، التي اعتادت أن تنقل أخبار كل العالم إلا ما يحصل على الجزيرة القطرية، تبين كيف أن الصوت المرتفع للمستأجرين في قطر، لا يخفي أنها إمارة واهنة تشبه عش العنكبوت.
* كاتب سعودي
Twitter: @aAltrairi
Email: me@aaltrairi.com
هذا الحديث يأتي بعد تداول غياب الأمير تميم عن قطر، إلى جزيرة خشية من فايروس كورونا، وربما تبين من كلمة ألقاها أنه ليس في مكتبه الذي اعتاد أن يلقي منه كلماته عن صمود جزيرة الغاز، أمام الدول الشقيقة التي قاطعتها على إثر دعمها للإرهاب وسعيها لزعزعة أمن الدول العربية، ودعم الأجندات التوسعية للفرس والعثمانيين.
الانقلاب في قطر ليس أمرا طارئا أو مستنكرا، بل هو أمر تكرر كثيرا، لدرجة أن انتقال الحكم بشكل سلس هو المستغرب، كما أن انتقال الحكم من حمد بن خليفة إلى ابنه تميم كان أمرا غير مقنع، تكشف مع مرور الوقت أنه غير حقيقي، فالشيخ تميم على أقصى تقدير يمثل منصب رئيس الوزراء في دولة ذات نظام رئاسي، وبالتالي الحل والعقد ليس في يده.
لكن من الملاحظ أيضا في فترة «حكم» تميم التشابه الكبير بينه وبين بشار الأسد، فالتباين بين بشار الأسد ووالده حافظ، يتبدى من إدارة العلاقة مع إيران، فحافظ أدار علاقة ندية مع طهران، أما بشار الأسد فأدار علاقة خضوع لإيران، تدير فيها شؤون دمشق كيف تشاء.
وتميم الذي تولى الحكم في 2013 بعد محاولة اغتيال الملك عبدالله، التي خرج تسجيل لها يبين حديث حمد بن جاسم مع القذافي، وبعد اغتيال السفير الأمريكي في ليبيا، وقع منذ عام 2014 علاقة تعاون أمني مع تركيا، انتهت بأن أصبحت منذ عامين القوات التركية هي الحامية لقصر الوجبة، الذي شهد معارك جده الشيخ قاسم لتحرير قطر من الاحتلال العثماني، بدعم من قوات خليجية.
نفي الانقلاب أتى على لسان فهد بن محمد العطية، سفير قطر لدى روسيا، حيث ذكر لوكالة تاس الروسية أن التفاصيل التي وردت على الشبكات الاجتماعية لا أساس لها من الصحة، وذلك ردا على فيديوهات لإطلاق نار قيل إنها في الوكرة وفي العاصمة الدوحة، بالإضافة لصور عن حركة طيران غير طبيعية.
ظهرت على تويتر أيضا تغريدات من شقيق الأمير جوعان بن حمد، ومن رئيس الوزراء الأسبق حمد بن جاسم بن جبر، تظهر وجود خلاف وتؤكد بشكل قاطع الاضطرابات التي حصلت، والتي أشارت مصادر إلى وجود خلافات مادية، قد لا ترقى إلى عملية انقلاب، خاصة أن حمد بن جاسم تحديدا يعرف المتطلبات الدولية التي يتطلبها الاعتراف بالانقلاب كما حدث مع رفيق دربه حمد بن خليفة.
وبالنتيجة فقد كان لافتا هشاشة الموقف القطري، وشلل الآلات الإعلامية التابعة له وعلى رأسها الجزيرة، التي اعتادت أن تنقل أخبار كل العالم إلا ما يحصل على الجزيرة القطرية، تبين كيف أن الصوت المرتفع للمستأجرين في قطر، لا يخفي أنها إمارة واهنة تشبه عش العنكبوت.
* كاتب سعودي
Twitter: @aAltrairi
Email: me@aaltrairi.com