-A +A
حمود أبو طالب
سادت الطمأنينة بين الناس واحتفت مواقع التواصل بكلمة وزير الصحة فجر أمس، وتصدرت عبارته «اطمئنوا أنتم في المملكة العربية السعودية تحت ظل قيادة حكيمة» تغريدات المغردين ورسائل المجموعات، رغم أن كلمة الوزير لم تقلل من الخطر أو تهوّن من حقيقته، السر في ذلك أن الوزير عرف كيف يضع الحقائق والتحذيرات والتوصيات المطلوبة في قالب مقبول نفسياً لدى المتلقي، ولربما نستشهد هنا بالمثل الشعبي القائل: (الملافظ سَعْد) فهناك ألفاظ منفرة حتى لو كانت معلوماتها صحيحة، وألفاظ مقبولة حتى لو كانت معلوماتها مقلقة. فالوزير استطاع أن يشرح زيادة الأعداد التي أقلقت الناس، وبذكاء استخدم معلومة نسبية الوفيات لدينا مقارنة بالمعدل العالمي ليبث الطمأنينة.

ما قاله الوزير تؤكده الحقائق، فكل المتخصصين في المجال الصحي وخبراء الأوبئة يتحدثون بإعجاب كبير عن أداء الجهاز الصحي لدينا في مواجهة كورونا واحتوائه بخطط علمية محكمة تشرف عليها كوادر وطنية عالية الكفاءة تتواصل على مدار الساعة مع كل المراكز المتخصصة العالمية. ورغم تطمينات الوزير إلا أنه أعاد التأكيد على ضرورة الالتزام بتوصيات الوزارة للمجتمع لأنها هي السلاح الحقيقي الفعال للتغلب على الوباء، وقد سبق كلمة وزير الصحة إعلان وزارة الداخلية عن الأحكام وعقوبات مخالفي التدابير الوقائية المتخذة لمواجهة كورونا، وهي عقوبات مشددة نأمل تطبيقها بصرامة على من يتعمدون المخالفة.


وللمعلومية فإن كل شيء متوقف على الوعي بالالتزام بهذه التدابير، اقتصادنا وحركتنا وعودة الحياة الطبيعية تتوقف على الوضع الصحي، أي أننا نحن وليس الدولة أو أي جهة أخرى من يضع الحد الفاصل للوباء، فدعونا نفعل دون الحاجة لعقوبات حتى نثبت وعينا ومسؤوليتنا.

habutalib@hotmail.com