-A +A
عبده خال
تحول العالم إلى كاهن يبث التوقعات وإن كانت رسائل تشاؤمية في الغالب.

وتحولت الأذان إلى أجهزة التقاط باحثة عن أمرين: التوصل إلى لقاح لفايروس كورونا، وانتظار كساد عالمي يفوق ما سبقه -من تردٍ- عبر التاريخ.


وتحول منع التجول إلى مخبأ تحاكي فيه الوساوس السوداء، وكل رسالة إعلامية تخلق وساوسها، حتى تحول البشر إلى صناديق اقتراحات، كل فرد يوصي، وتعددت الوصايا:

- اربط الحزام

- ليتنا احتفظنا بقرشنا الأبيض لغدنا الأسود..

- ليتنا تقشفنا وتركنا الفشخرة..

وتحولت أحاديثنا إلى أحاديث (خفاشية) نتسلى بها في ليلنا الطويل.!

ومنذ أن أطل هذا الفايروس، وأنا احتفظ بشحنة إيجابية، وأدعو إلى بث الروح الإيجابية مهما كان الظرف قاسيا.

وفي ضجيج قنوات العالم المهتمة بنشر خفافيش الأخبار السوداء، يحاول المرء الإيجابي غسل تلك الأخبار لكي يقلل من تلطخها بكل تلك القتامة.

نعم، الوضع يستوجب التحذير، إلا أن لغة الخطاب تحتاج إلى صياغة، بحيث يمكنها إبقاء الحالة النفسية بين الأمل والحذر.

ومن الأخبار المنعشة لنفسياتنا الجزعة لما يمكن أن تكون عليه أوضاعنا بعد الأزمة مقال لمؤسس مركز سياسة الطاقة في جامعة كولومبيا نشر في مجلة أمريكية (تصدر كل شهرين لتحليل الأوضاع والأسواق العالمية) بأن السعودية ستخرج من الأزمة الحالية أقوى اقتصاديا وجيوسياسيا.

وفي ثنايا المقال تحليلات اقتصادية للمذبحة العالمية اقتصاديا توصلنا إلى حالة استكانة ورضا بأن وضعنا ليس متدهورا كما تحاول القنوات العدائية تصوير الوضع، نعم سوف نتأثر بما هو حادث في أسواق النفط وتكاليف الحرب ومحاصرة فايروس كورونا، إلا أن قوانا الاقتصادية متعددة، وأن النفط سوف يعاود ارتفاعه و(سينتهي الأمر مع السعودية بارتفاع عائدات النفط وحصولها على حصة أكبر من سوق النفط بمجرد استقرار السوق، وذلك بفضل تخفيضات الإنتاج والإغلاق الذي تسبب بتراجع الاقتصاد العالمي، ويؤسس الوضع النفطي الحالي لطفرة أسعار في السنوات المقبلة، مصحوبة بازدهار في الإيرادات للسعودية.).

مرت بالبلاد العديد من المطبات وفي كل مرة نخرج في حالة أقوى، وهذه الأزمة سوف نتحملها قليلا لنعاود التحليق كما نشتهي.

abdookhal2@yahoo.com