حين تتأمل توجيه الأمير خالد الفيصل، بالبدء على وجه السرعة في مشروعي تطوير غاري حراء وثور بالعاصمة المقدسة، فلا بد وأن يطوف بخاطرك شريط من المواقف والإنجازات والمشاريع الكبيرة التي شهدها الحرمان الشريفان، منذ ملحمة التوحيد على يد المغفور له بإذن الله، الملك المؤسس، طيّب الله ثراه، فقد أولت الدولة السعودية منذ فجرها الأول عناية فائقة بالحرمين الشريفين، بصمات إثر بصمات، ومشاريع تلو مشاريع، تبارى فيها أبناء الملك المؤسّس وتنافسوا في أشرف ميدان للمنافسة، وفي أقدس البقاع، فكانت لكل منهم بصمته المائزة في العناية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وتكفي المنصف لصنيع الرجال الأفذاذ في مباحث التاريخ أن يعقد المقارنة بين حال الحرمين في السابق، وما آلا إليه اليوم في سياق التطوير المستمر، والتوسعة التي تنشد راحة حجّاج وقاصدي بيت الله الحرام، والمسجد النّبوي الشريفين..
وعلى ذات النسق المستوفي لخدمة الحرمين الشريفين، شرفًا لا يدانيه شرف، جاءت جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين، الأمير محمّد، حفظهما الله، حيث توالت مشاريع التوسعة، وتسخير أحدث التقنيات من أجل راحة زوّار بيت الله والمسجد النّبوي الشريف.. إنها مسيرة تستلزم ممن يعتزم رصدها جهدًا مضنيًا، وعملاً دؤوبًا، ليحصي صفحاتها المشرقات، ويدوّن تاريخًا زاهرًا بالعطاء، ومورقًا بالمحبة للحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة.. وهل ثمة أشرف من هذا..؟ تقول أم المؤمنين السيدة عائشة (لولا الهجرة لسكنت مكة إني لم أر السماء بمكان أقرب إلى الأرض منها بمكة ولم يطمئن قلبي ببلد قط ما اطمأن بمكة ولم أر القمر بمكان أحسن منه بمكة).
إن مشروع تطوير غاري حراء وثور بالعاصمة المقدسة ينبع من ذات المشكاة الوامضة المبرقة، من ابن مكة المكرمة، وربيبها.. وأميرها الساهر على راحتها، فعلى ثراها الطاهر المقدس ولد ونشأ وترعرع الأمير خالد الفيصل، فهو من أبنائها البررة الكرام، فلا غرو أن يكون اهتمامه بها اهتمام محب، وخدمتها إياها خدمة من يدرك مواطن حاجتها، ومَن غير أهل مكّة المكرمة أدرى بشعابها. فتح لنا أبواب محبته تعلمنا منه معنى العطاء وكيف نكون قدوة، وقدم لنا أبناء مكة المكرمة مبادرات عدة لتطوير الإنسان والمكان وكيف نخدم حجاج بيت الله.
خالد الفيصل عاشق تراب الوطن معانق لسحابه أدرك أهمية هذا المشروع والتي تكمن في ارتباطه الوثيق بمفهوم السياحة الدينية، التي أولتها رؤية المملكة 2030 عناية فائقة في أجندتها الطموحة، ولكون هذين الموضعين المباركين يمثلان مرتكزًا مهمًا من مرتكزات العناية بالآثار الإسلامية، صونًا لهما على المستوى المادي من الطمس والتشويه، وعلى المستوى المعنوي من ارتكاب المحظورات والبدع المنهي عنها، حيث دأب البعض على الإتيان بأمور تخالف الشرع الحنيف، بما استوجب التدخّل، وضبط الأمور، وتسهيل الطريق نحو بلوغهما، والوقوف على أثرين من آثار الإسلام، في معرض التأسي والاعتبار، واستشعار روح التاريخ الوضئ في النفوس، بما يزيد الإيمان، ويقوي عزائم العقيدة الناصعة السليمة ففي مكة مولده وهذا كان طريق هجرته آثاره حية شاهدة على نبوته.
هذا ما يسعى إليه المشروعان، عبر مرحلتين؛ الأولى تنظيف الصخور والغارين والطريقين المؤديين إليهما مما ألصق بهما من كتابات ورسوم وتشويهات، على أن يتم ذلك بأحدث الأسس العلمية، مصحوبًا ذلك بإزالة الصبات الأسمنتية والمظلات المشرعة.. على أن ينجز خلال شهر، تتبعه المرحلة الأخرى، والتي ستشهد تطوير المواقع المحيطة بالغارين، وتذليل الطريقين المؤديين إليهما، مع توفير الخدمات الضرورية في هذه الرحلة، بما يمكّن زوّار الموقعين من أداء هذه الرحلة الإيمانية في تؤدة واطمئنان واستشعار لمعانيها الروحانية، بعيدًا عن البدع والخرافات..
لقد كان في توجيه الأمير خالد الفيصل بالتعجيل في بدء المشروع، غاية تستبطن النجاح المطلق باستثمار قرار منع التجول، بما يوفر البيئة المناسبة للعمل دون توقّف أو تعطيل، كما أن إسناد مهمة الإشراف على هذا المشروع لنائبه الأمير بدر بن سلطان، والهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، عامل إضافي يضمن للمشروع النجاح الباهر، والتنفيذ في المدة الزمنية المطلوبة دون تأخير، بما يجعله جاهزًا لاستقبال الزوّار بوجه جديد، وخدمات ميسرة، وبه تكتب المملكة سطرًا جديدًا من سطور العطاء والعناية بالمشاعر المقدسة.
* كاتب سعودي
nyamanie@hotmail.com
وعلى ذات النسق المستوفي لخدمة الحرمين الشريفين، شرفًا لا يدانيه شرف، جاءت جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين، الأمير محمّد، حفظهما الله، حيث توالت مشاريع التوسعة، وتسخير أحدث التقنيات من أجل راحة زوّار بيت الله والمسجد النّبوي الشريف.. إنها مسيرة تستلزم ممن يعتزم رصدها جهدًا مضنيًا، وعملاً دؤوبًا، ليحصي صفحاتها المشرقات، ويدوّن تاريخًا زاهرًا بالعطاء، ومورقًا بالمحبة للحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة.. وهل ثمة أشرف من هذا..؟ تقول أم المؤمنين السيدة عائشة (لولا الهجرة لسكنت مكة إني لم أر السماء بمكان أقرب إلى الأرض منها بمكة ولم يطمئن قلبي ببلد قط ما اطمأن بمكة ولم أر القمر بمكان أحسن منه بمكة).
إن مشروع تطوير غاري حراء وثور بالعاصمة المقدسة ينبع من ذات المشكاة الوامضة المبرقة، من ابن مكة المكرمة، وربيبها.. وأميرها الساهر على راحتها، فعلى ثراها الطاهر المقدس ولد ونشأ وترعرع الأمير خالد الفيصل، فهو من أبنائها البررة الكرام، فلا غرو أن يكون اهتمامه بها اهتمام محب، وخدمتها إياها خدمة من يدرك مواطن حاجتها، ومَن غير أهل مكّة المكرمة أدرى بشعابها. فتح لنا أبواب محبته تعلمنا منه معنى العطاء وكيف نكون قدوة، وقدم لنا أبناء مكة المكرمة مبادرات عدة لتطوير الإنسان والمكان وكيف نخدم حجاج بيت الله.
خالد الفيصل عاشق تراب الوطن معانق لسحابه أدرك أهمية هذا المشروع والتي تكمن في ارتباطه الوثيق بمفهوم السياحة الدينية، التي أولتها رؤية المملكة 2030 عناية فائقة في أجندتها الطموحة، ولكون هذين الموضعين المباركين يمثلان مرتكزًا مهمًا من مرتكزات العناية بالآثار الإسلامية، صونًا لهما على المستوى المادي من الطمس والتشويه، وعلى المستوى المعنوي من ارتكاب المحظورات والبدع المنهي عنها، حيث دأب البعض على الإتيان بأمور تخالف الشرع الحنيف، بما استوجب التدخّل، وضبط الأمور، وتسهيل الطريق نحو بلوغهما، والوقوف على أثرين من آثار الإسلام، في معرض التأسي والاعتبار، واستشعار روح التاريخ الوضئ في النفوس، بما يزيد الإيمان، ويقوي عزائم العقيدة الناصعة السليمة ففي مكة مولده وهذا كان طريق هجرته آثاره حية شاهدة على نبوته.
هذا ما يسعى إليه المشروعان، عبر مرحلتين؛ الأولى تنظيف الصخور والغارين والطريقين المؤديين إليهما مما ألصق بهما من كتابات ورسوم وتشويهات، على أن يتم ذلك بأحدث الأسس العلمية، مصحوبًا ذلك بإزالة الصبات الأسمنتية والمظلات المشرعة.. على أن ينجز خلال شهر، تتبعه المرحلة الأخرى، والتي ستشهد تطوير المواقع المحيطة بالغارين، وتذليل الطريقين المؤديين إليهما، مع توفير الخدمات الضرورية في هذه الرحلة، بما يمكّن زوّار الموقعين من أداء هذه الرحلة الإيمانية في تؤدة واطمئنان واستشعار لمعانيها الروحانية، بعيدًا عن البدع والخرافات..
لقد كان في توجيه الأمير خالد الفيصل بالتعجيل في بدء المشروع، غاية تستبطن النجاح المطلق باستثمار قرار منع التجول، بما يوفر البيئة المناسبة للعمل دون توقّف أو تعطيل، كما أن إسناد مهمة الإشراف على هذا المشروع لنائبه الأمير بدر بن سلطان، والهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، عامل إضافي يضمن للمشروع النجاح الباهر، والتنفيذ في المدة الزمنية المطلوبة دون تأخير، بما يجعله جاهزًا لاستقبال الزوّار بوجه جديد، وخدمات ميسرة، وبه تكتب المملكة سطرًا جديدًا من سطور العطاء والعناية بالمشاعر المقدسة.
* كاتب سعودي
nyamanie@hotmail.com