-A +A
حمود أبو طالب
كتب الزميل الصحافي العكاظي الأستاذ عبدالله آل هتيلة تقريراً مهماً يوم الجمعة 15 رمضان حظي بقراءات وتعليقات كثيفة في مواقع التواصل وأشار له بعض الباحثين المهتمين بشؤون الخليج في مراكز دراسات وأبحاث سياسية عربية وأجنبية. ويعود سبب الاهتمام الخاص بالتقرير أنه سمى الأشياء بأسمائها الحقيقية دون مواربة أو تمويه، وذكر الأسماء بوضوح وصراحة، وناقش المشكلة بموضوعية وأسلوب مباشر، وبذلك يكون قد رمى حجراً صحافياً جريئاً في ماء قضية يريد بعض أصحابها استمراره راكداً لا يقترب منه أحد.

تحت عنوان «وزراء وإعلاميون يمنيون يهاجمون التحالف بأموال قطرية» أورد الأخ عبدالله أسماء (البعض) من الذين يمارسون هذه الازدواجية المشينة والخيانة للقضية اليمنية في المقام الأول قبل إساءتهم للتحالف وللمملكة على وجه التحديد، وعندما أقول البعض فإن هؤلاء يفعلون ما يفعلونه في العلن ومن خلال قنوات معروفة بتآمرها على كل ما هو عربي وليس اليمن فقط، ويجاهرون بذلك في مواقع التواصل بشكل استفزازي لكل يمني شريف ولكل عربي محب لليمن ومتعاطف مع مأساته التي تسببت فيها ميليشيا الحوثيين بدعم من أنظمة إيران وتركيا وقطر، بينما هناك آخرون يقترفون نفس الأفعال المشينة ولكن في الخفاء.


ولأنني قد كتبت مقالات عديدة عن الشأن اليمني تطرقت في كثير منها إلى المأزق الكبير الذي دخلته المشكلة اليمنية بسبب عوامل مختلفة من أهمها الخلل الذي يشوب حكومة الشرعية، والذي لا يمكنها إنكاره أو التقليل من أهميته، فإن التحقيق الصحفي العكاظي الأخير يعيد إشكالية الحكومة اليمنية إلى دائرة الضوء، ويدفعنا إلى إعادة تذكيرها بالأخطاء الجسيمة التي ترتكبها.

إنه لا يمكن لأحد أن يستوعب مهاجمة التحالف من قبل (وزراء) في حكومة يحميها ويدعمها التحالف، ولا يمكن لذي عقل أن يقبل خروج إعلاميين عينتهم حكومة الشرعية للإساءة لدول التحالف واستهداف المملكة بشكل خاص، ولا يمكن لذي لب أن يستوعب صمت الحكومة على كل هذا العبث الخطير الذي يتم جهاراً نهاراً، فإذا كان مصير اليمن لا يهم البعض من المسؤولين عنه في الحكومة اليمنية، فإنه غير معقول ولا مقبول أن يتهجم بعض مسؤوليها علينا بهذا الأسلوب السافر لصالح أطراف اشترت ولاءاتهم، والجميع يعرف هذه الحقيقة، في ظل صمت مريب من الذين يجب عليهم إيقاف هذه المهزلة.

لقد قيل: من مأمنه يؤتى الحذر. ونخشى أن يكون بعض المسؤولين عن إنقاذ اليمن من أبنائه أشد خطراً عليه من غيرهم.

habutalib@hotmail.com