قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في مقابلة بثتها الخميس الماضي قناة «فوكس نيوز» إن جائحة كورونا أنهت عصر العولمة، قاصداً بذلك توجه دول العالم إلى تخفيض التبادل التجاري بين بعضها البعض والاعتماد على قدراتها المحلية صناعياً وتجارياً.
وبالطبع مثل هذه التصريحات المثيرة لا علاقة لها بالمنطق وإنما تأتي في سياق سياسي هدفه الضغط على الصين وتحميلها المسؤولية، بجانب استمرار محاولات الإدارة الأمريكية الحالية استعادة مصانع الشركات إلى الداخل بشكل يسهم في تعزيز قوة الاقتصاد الأمريكي وخفض نسبة البطالة بين الأمريكيين.
الواقع يقول إن جائحة كورونا وضعت العالم برمته أمام ثورة جديدة يمكن تسميتها بثورة «الأونلاين» الثالثة، وإذا كان للعولمة بشكل عام سلاح فهو عالم «الأونلاين» الذي لا يمكن لأحد هزيمته في هذه العصر.
انطلقت ثورة «الأونلاين» الأولى مع بدء انتشار استخدام شبكة الإنترنت من قبل الأفراد في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، أما ثورة «الأونلاين» الثانية فقد دشنها عصر الهواتف الذكية وشبكات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، وخلال هاتين الثورتين سيطرت ثقافة الأونلاين على نسبة تصل إلى 30% من عوالم (الإدارة، والتجارة، والتعليم، والإعلام، وثقافة الاستهلاك، وسوق الدعاية والإعلان، وحتى ثقافة الحرب والدفاع والأمن الذي أصبح سيبرانياً).
ثم جاءت جائحة كورونا التي أجبرت العالم على التواري خلف الشاشات مطلقة ثورة الأونلاين الثالثة التي ستصل فيها نسبة سيطرة الأونلاين على الأعمال إلى 80% أو أكثر، فإن كنا قبل سنوات نتحدث عن ضعف الإقبال على صحافة الورق أو الكتب الورقية بسبب التقنية فنحن اليوم نتحدث عن قرب اختفاء العملات الورقية لذات السبب، ونتحدث كذلك عن قرب اختفاء المحال التجارية والأسواق وشركات تأجير السيارات والبنوك والشركات العقارية وغيرها بعد تحولها إلى منصات إلكترونية تمارس نشاطها بالكامل عبر الإنترنت، بل حتى ثقافة البث التلفزيونية الفضائية عبر الأقمار الصناعية بالشكل التقليدي أصبحت من التراث المهدد بالانقراض، ولا يمكن لأي قناة النجاح اليوم بدون بث عبر الإنترنت!
أدوات الحضارة الإنسانية تتغير بالكامل اليوم وعلينا التأقلم معها وتصدر ركبها دون تردد، فالعالم سينقسم بعد كورونا إلى قسمين رئيسيين؛ عالم حديث تسيطر عليه ثقافة الأونلاين ويسيطر على 80% من الاقتصاد العالمي، وعالم قديم يعيش على الموارد الشحيحة ويعبث به الفقر والمرض والجهل لفترة قبل أن يلحق بقطار الثورة الثالثة مجبراً للنجاة.
* كاتب سعودي
Hani_DH@
وبالطبع مثل هذه التصريحات المثيرة لا علاقة لها بالمنطق وإنما تأتي في سياق سياسي هدفه الضغط على الصين وتحميلها المسؤولية، بجانب استمرار محاولات الإدارة الأمريكية الحالية استعادة مصانع الشركات إلى الداخل بشكل يسهم في تعزيز قوة الاقتصاد الأمريكي وخفض نسبة البطالة بين الأمريكيين.
الواقع يقول إن جائحة كورونا وضعت العالم برمته أمام ثورة جديدة يمكن تسميتها بثورة «الأونلاين» الثالثة، وإذا كان للعولمة بشكل عام سلاح فهو عالم «الأونلاين» الذي لا يمكن لأحد هزيمته في هذه العصر.
انطلقت ثورة «الأونلاين» الأولى مع بدء انتشار استخدام شبكة الإنترنت من قبل الأفراد في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، أما ثورة «الأونلاين» الثانية فقد دشنها عصر الهواتف الذكية وشبكات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، وخلال هاتين الثورتين سيطرت ثقافة الأونلاين على نسبة تصل إلى 30% من عوالم (الإدارة، والتجارة، والتعليم، والإعلام، وثقافة الاستهلاك، وسوق الدعاية والإعلان، وحتى ثقافة الحرب والدفاع والأمن الذي أصبح سيبرانياً).
ثم جاءت جائحة كورونا التي أجبرت العالم على التواري خلف الشاشات مطلقة ثورة الأونلاين الثالثة التي ستصل فيها نسبة سيطرة الأونلاين على الأعمال إلى 80% أو أكثر، فإن كنا قبل سنوات نتحدث عن ضعف الإقبال على صحافة الورق أو الكتب الورقية بسبب التقنية فنحن اليوم نتحدث عن قرب اختفاء العملات الورقية لذات السبب، ونتحدث كذلك عن قرب اختفاء المحال التجارية والأسواق وشركات تأجير السيارات والبنوك والشركات العقارية وغيرها بعد تحولها إلى منصات إلكترونية تمارس نشاطها بالكامل عبر الإنترنت، بل حتى ثقافة البث التلفزيونية الفضائية عبر الأقمار الصناعية بالشكل التقليدي أصبحت من التراث المهدد بالانقراض، ولا يمكن لأي قناة النجاح اليوم بدون بث عبر الإنترنت!
أدوات الحضارة الإنسانية تتغير بالكامل اليوم وعلينا التأقلم معها وتصدر ركبها دون تردد، فالعالم سينقسم بعد كورونا إلى قسمين رئيسيين؛ عالم حديث تسيطر عليه ثقافة الأونلاين ويسيطر على 80% من الاقتصاد العالمي، وعالم قديم يعيش على الموارد الشحيحة ويعبث به الفقر والمرض والجهل لفترة قبل أن يلحق بقطار الثورة الثالثة مجبراً للنجاة.
* كاتب سعودي
Hani_DH@