في مفاجأة غير متوقعة بعد مكابرة ورفض واستعلاء وافقت الصين عبر رئيسها يوم قبل أمس على إجراء مراجعة بقيادة منظمة الصحة العالمية للتحقيق في أصل فايروس كورونا الجديد، وتأتي هذه الموافقة بعد أن وجدت الصين نفسها في موقف لا يمكنها من الرفض أمام دعم 116 دولة في جمعية الصحة العامة لمشروع أوروبي للتحقيق في أصل الجائحة، أي أنها وافقت مرغمة وليس طواعية، بعد شهور من المراوغة ومحاولة التنصل من أي مسؤولية.
وفي نفس اليوم أيضاً أعلنت لجنة الرقابة بمنظمة الصحة العالمية تأييدها لمراجعة أدائها في ما يتعلق بجائحة كورونا، وأعلن مدير المنظمة أنه سيتم إطلاق تحقيق مستقل في الموضوع، ومثلما هو حال الصين فقد كانت المنظمة تنفي أي اتهام بالخلل والقصور في تعاملها مع الوباء منذ بدايته حتى تحول إلى كارثة عالمية، وتصر على سلامة أدائها والتزامها ببروتوكولاتها ومعاييرها، لكنها الآن تعترف ضمنياً بالحاجة إلى مراجعة ما قامت به، وفتح تحقيق في ملف كورونا.
ولتوضيح أهمية الأمر الذي استدعي تكرار الحديث عن طبيعة تعاطي منظمة الصحة العالمية مع فايروس كورونا منذ شرارته في ووهان ثم تحوله إلى وباء ثم إلى جائحة غير مسبوقة فلأن أخطر ما يمكن أن تواجهه البشرية على هذا الكوكب هو الأوبئة العابرة للحدود والقارات مثل كورونا. هذه الأزمات لا تنفع معها قوات حفظ السلام أو المبعوثون الأمميون أو الوسطاء الدوليون لأن سلاح المعركة ليس القنابل والصواريخ والقاذفات، ولأنها ليست بين طرفين أو أطراف معروفة، ولأنه لا توجد قضية محددة محل نزاع، ولا مجال لهدنة أو فك اشتباك، الحرب هنا بين طرفين، أحدهما البشرية جمعاء والآخر مخلوق مجهري يريد الفتك بها بلا استثناء، والجهة الوحيدة المؤتمنة على قيادة جبهة البشرية وحمايتها في حرب كهذه هي منظمة الصحة العالمية، التي تصبح أخطاؤها قاتلة، وتقصيرها أو تهاونها كارثياً. ولأن العالم قد يكون معرضاً لوباء آخر فإنه لا يمكن القبول بالوضع الراهن للمنظمة، وعلى دول العالم تداركه وتصحيحه.
* كاتب سعودي
habutalib@hotmail.com
وفي نفس اليوم أيضاً أعلنت لجنة الرقابة بمنظمة الصحة العالمية تأييدها لمراجعة أدائها في ما يتعلق بجائحة كورونا، وأعلن مدير المنظمة أنه سيتم إطلاق تحقيق مستقل في الموضوع، ومثلما هو حال الصين فقد كانت المنظمة تنفي أي اتهام بالخلل والقصور في تعاملها مع الوباء منذ بدايته حتى تحول إلى كارثة عالمية، وتصر على سلامة أدائها والتزامها ببروتوكولاتها ومعاييرها، لكنها الآن تعترف ضمنياً بالحاجة إلى مراجعة ما قامت به، وفتح تحقيق في ملف كورونا.
ولتوضيح أهمية الأمر الذي استدعي تكرار الحديث عن طبيعة تعاطي منظمة الصحة العالمية مع فايروس كورونا منذ شرارته في ووهان ثم تحوله إلى وباء ثم إلى جائحة غير مسبوقة فلأن أخطر ما يمكن أن تواجهه البشرية على هذا الكوكب هو الأوبئة العابرة للحدود والقارات مثل كورونا. هذه الأزمات لا تنفع معها قوات حفظ السلام أو المبعوثون الأمميون أو الوسطاء الدوليون لأن سلاح المعركة ليس القنابل والصواريخ والقاذفات، ولأنها ليست بين طرفين أو أطراف معروفة، ولأنه لا توجد قضية محددة محل نزاع، ولا مجال لهدنة أو فك اشتباك، الحرب هنا بين طرفين، أحدهما البشرية جمعاء والآخر مخلوق مجهري يريد الفتك بها بلا استثناء، والجهة الوحيدة المؤتمنة على قيادة جبهة البشرية وحمايتها في حرب كهذه هي منظمة الصحة العالمية، التي تصبح أخطاؤها قاتلة، وتقصيرها أو تهاونها كارثياً. ولأن العالم قد يكون معرضاً لوباء آخر فإنه لا يمكن القبول بالوضع الراهن للمنظمة، وعلى دول العالم تداركه وتصحيحه.
* كاتب سعودي
habutalib@hotmail.com