الجدل المثار دولياً هذه الأيام حول سوء أداء وإدارة منظمة الصحة العالمية لأزمة جائحة كورونا جدل منطقي ومهم ويستحق أن تُفتح معه ملفات هذه المنظمة التي ما زالت تواصل التخبط والتناقض منذ أشهر. وإن كان الرئيس الأمريكي دناولد ترمب أول من فتح النار عليها واصفاً إياها بأنها مجرد جهاز علاقات عامة يعمل لخدمة الصين، فإن على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي تشارك في تمويل هذه المنظمة أن تسأل نفسها «هل هذه المنظمة تستحق التمويل بعد هذا الأداء الهزيل والمتناقض الذي تفاقمت معه أزمة كورونا حتى ضربت كل شيء في العالم؟».
الاقتصاد الدولي ينهار والأنظمة الصحية في دول كثيرة سقطت أو تعاني من أزمة حادة.. وملايين الناس حول العالم فقدوا أحباءهم، لأن هذه المنظمة قللت من شأن الوباء في بداية ظهوره في الصين ولم تكن بحجم الحدث لدرجة أنها قالت في منتصف شهر يناير الماضي إن «التحقيقات الأولية لم تقترح دليلاً واضحاً على انتقال الفايروس من شخص لآخر»، وكان ذلك استنادا إلى تقارير وتصريحات بعض المسؤولين الصينيين.
حينها اتهم نائب رئيس الوزراء الياباني تارو أسو، منظمة الصحة العالمية بمجاملة الصين وقال متهكماً إنه «يجب إعادة تسمية هذه المنظمة لتصبح منظمة الصحة الصينية»، خلال خطاب ألقاه في مجلس النواب في طوكيو.
ورغم تحذيرات اليابان وتايوان والهند من خطورة الفايروس منذ يناير لم تعلن منظمة الصحة العالمية أن كوفيد ١٩ جائحة إلا في ١١ مارس بعد أن بقيت لأكثر من ٣ أشهر تشجع على استمرار الرحلات الجوية مشككة في جدوى منعها لتقليل انتشار العدوى، وهو ما تسبب في نقل الفايروس إلى جميع بقاع العالم.
ولعل من أهم التناقضات المثيرة للسخرية أن هذه المنظمة أصرت طوال أشهر على عدم جدوى استخدام الكمام من قبل الأصحاء، مؤكدة أن الفايروس لا ينتقل عبر الهواء وإنما ينقله رذاذ المصاب فقط.. حتى ثبت خطأ ذلك وبينت دراسات أمريكية أُعلن عنها في شهر أبريل أن الفايروس يبقى عالقاً في الهواء لعدة ساعات، فما كان من المنظمة إلا أن طالبت كل سكان الكوكب باستخدام الكمامات بعد ٥ أشهر من ظهور الفايروس!
وقبل أيام أعلنت هذه المنظمة أن الفايروس وياللعجب لا ينتقل عبر ملامسة الأسطح.. هكذا فجأة بعد أشهر من تحذيرها اليومي من انتقاله عبر الأسطح وبيع مئات الملايين من عبوات المعقمات و«القفازات» التي تنتجها المصانع الصينية لمختلف دول العالم!
لكن الحقيقة التي اتضحت من هذه الأزمة أن منظمة الصحة العالمية التي تمولها الدول بمئات الملايين من ميزانياتها «أكذوبة كبرى» وليست سوى مركز علاقات عامة كسول ينقل متأخرا نتائج الدراسات المنشورة في وسائل الإعلام أساساً، وليس لديه ما يقدمه للبشرية بل إن الاعتماد عليه هو سبب من أسباب نكبة البشرية بهذا الوباء حالياً، فهل من المنطق أن يستمر تمويلها؟!
كاتب سعودي
الاقتصاد الدولي ينهار والأنظمة الصحية في دول كثيرة سقطت أو تعاني من أزمة حادة.. وملايين الناس حول العالم فقدوا أحباءهم، لأن هذه المنظمة قللت من شأن الوباء في بداية ظهوره في الصين ولم تكن بحجم الحدث لدرجة أنها قالت في منتصف شهر يناير الماضي إن «التحقيقات الأولية لم تقترح دليلاً واضحاً على انتقال الفايروس من شخص لآخر»، وكان ذلك استنادا إلى تقارير وتصريحات بعض المسؤولين الصينيين.
حينها اتهم نائب رئيس الوزراء الياباني تارو أسو، منظمة الصحة العالمية بمجاملة الصين وقال متهكماً إنه «يجب إعادة تسمية هذه المنظمة لتصبح منظمة الصحة الصينية»، خلال خطاب ألقاه في مجلس النواب في طوكيو.
ورغم تحذيرات اليابان وتايوان والهند من خطورة الفايروس منذ يناير لم تعلن منظمة الصحة العالمية أن كوفيد ١٩ جائحة إلا في ١١ مارس بعد أن بقيت لأكثر من ٣ أشهر تشجع على استمرار الرحلات الجوية مشككة في جدوى منعها لتقليل انتشار العدوى، وهو ما تسبب في نقل الفايروس إلى جميع بقاع العالم.
ولعل من أهم التناقضات المثيرة للسخرية أن هذه المنظمة أصرت طوال أشهر على عدم جدوى استخدام الكمام من قبل الأصحاء، مؤكدة أن الفايروس لا ينتقل عبر الهواء وإنما ينقله رذاذ المصاب فقط.. حتى ثبت خطأ ذلك وبينت دراسات أمريكية أُعلن عنها في شهر أبريل أن الفايروس يبقى عالقاً في الهواء لعدة ساعات، فما كان من المنظمة إلا أن طالبت كل سكان الكوكب باستخدام الكمامات بعد ٥ أشهر من ظهور الفايروس!
وقبل أيام أعلنت هذه المنظمة أن الفايروس وياللعجب لا ينتقل عبر ملامسة الأسطح.. هكذا فجأة بعد أشهر من تحذيرها اليومي من انتقاله عبر الأسطح وبيع مئات الملايين من عبوات المعقمات و«القفازات» التي تنتجها المصانع الصينية لمختلف دول العالم!
لكن الحقيقة التي اتضحت من هذه الأزمة أن منظمة الصحة العالمية التي تمولها الدول بمئات الملايين من ميزانياتها «أكذوبة كبرى» وليست سوى مركز علاقات عامة كسول ينقل متأخرا نتائج الدراسات المنشورة في وسائل الإعلام أساساً، وليس لديه ما يقدمه للبشرية بل إن الاعتماد عليه هو سبب من أسباب نكبة البشرية بهذا الوباء حالياً، فهل من المنطق أن يستمر تمويلها؟!
كاتب سعودي