نحن الآن في العام 2025 ولايزال القتال يدور في جنوب سرت الليبية حيث الحقول الغنية بالنفط ومكامن الغاز، صحيفة الغارديان البريطانية تتحدث عن وصول آلاف من المقاتلين السعوديين عن طريق الدوحة وإسطنبول وصنعاء.
الصحيفة تقول: من كان يصدق أن الشباب السعوديين الذين كان يقدر عددهم قبل العام 2010 بمئتي ألف طالب يتعلمون في أفضل الجامعات الغربية يتم شحنهم اليوم في طائرات قطرية وتركية للقتال في ليبيا التي لا تزال أزمتها مستمرة منذ العام 2011، مضيفة: منذ نجاح المخطط الإيراني القطري التركي في تفتيت السعودية وتحويلها إلى دولة مفككة استبدل الأتراك والقطريون المرتزقة السوريين بمقاتلين سعوديين.
لا تزال الصحيفة تروي عن شهود عيان أن الكثير منهم جاء بسبب الشحن العاطفي وتشتتهم بين التيارات الحزبية، إلا أن ما يدفع أولئك الشباب في نهاية الأمر هو تعثر سبل الحياة في بلادهم، فحقول النفط ومكامنه استولت عليها دول غربية كانت تخشى من انهيار دورة الاقتصاد العالمي.
الغارديان أكدت أن عدم التصدي المبكر للمؤامرات وعدم التفاف الشعب حول قيادته أدى إلى تحول دراماتيكي في حياة السعوديين، وأضحوا منقسمين في بلادهم، وسلب منهم أمنهم وثرواتهم وحياتهم الرغيدة.
صحيفة ليبية تقول أيضاً إن معظم القادمين من السعودية لا يعودون حيث يقتلون هنا، كما أنهم لا يجدون وسيلة لإرسال القليل من الأموال التي يحصلون عليها إلى أسرهم التي تئن من وطأة الحاجة وانعدام فرص الحياة والعمل.
ما سبق كان حُلماً سيئاً رأيته ليلة البارحة وصحوت منه مفزوعاً بعدما أعدت الاستماع لمؤامرة القطريين مع القذافي والتي لحقها أيضاً مؤامرات أخرى ممن يزعمون أنهم أشقاء للأسف، وبقيت أراجع حجم المؤامرات والفخاخ التي جهزت للمملكة منذ التسعينات وحتى اليوم، بدءاً من تأسيس الفقيه وزمرته ما سمي بلجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية بحضور السفير الأمريكي.
وسألت نفسي ماذا كان سيحدث لو أن المخطط - الإيراني القطري التركي المدعوم من قوى اليسار والديموقراطيين في أمريكا وكندا وألمانيا - نجح لا سمح الله في هدم الدولة السعودية..
كيف كان سيكون الحال اليوم، وأي مستقبل سيخوضه السعوديون في خضم تنازع وفشل وانقسام حاد، بلا شك أن المخطط سقط من خلال مجموعة من الضربات الاستراتيجية السعودية التي سنوردها فيما يلي:
أولاً: التصدي لمؤامرة 11 سبتمبر ومحاولة توريط الرياض فيها لضرب السعودية بالأمريكان، وما تلاها من جلب تنظيم القاعدة للمملكة ودعم أعمالها القتالية لتحطيم البلاد من داخلها.
ثانياً: إسقاط مشروع خط الغاز القطري التركي، الذي خطط له قبل «الخريف العربي»، ولو قبلت الرياض عبور خطوط الغاز لكان يعني تحولها لدولة تابعة للاتحاد الاوروبي ومرتهنة للقطريين والإيرانيين والأتراك.
ثالثاً: القرار الشجاع بإنقاذ البحرين من الاستيلاء الفارسي عليها، وهو الأمر الذي أحدث جلبة كبرى في أوساط البيت الأبيض الأوبامي، قبل أن تحقق طهران حلمها في الاقتراب من الأرضي السعودية في سعيها للاستيلاء عليها.
رابعاً: إنقاذ مصر من مقاولي الشرق الأوسط الجديد - الإخوان -، والوقوف مع الإرادة الشعبية ضد المخطط الأممي المدعوم من الديموقراطيين واليسار الغربي.
خامساً: تبني سياسة الحزم والعزم التي وضع خطوطها العريضة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتي بدأت بالانقضاض على القاعدة الإيرانية المتقدمة في صعدة اليمنية حيث المليشيا الحوثية التي استغرق بناؤها أكثر من 25 سنة، ما أدى لتدمير المشروع الفارسي والقضاء على خطة جلب عشرات الآلاف من المرتزقة لاقتطاع أجزاء من المملكة.
سادساً: تدمير البنية التحتية التي دُعمت وبُنيت في الداخل السعودي من عملاء، كانوا طابوراً خامساً يتقاضون مكافآت ورواتب تودع في حسابات خارجية، فضلاً عن شقق فاخرة وعطايا أميرية قطرية، كان دورهم تجهيز أرضية صالحة للثورات والاحتجاجات، وتحويل السعوديين إلى ساخطين منقسمين متناحرين قبلياً وطائفياً وبث روح الإحباط واليأس بينهم، وشيطنة الحكم وتشويه القيادة والأسرة الحاكمة واغتيالهم معنوياً والترويج بأن الدولة شاخت، كذلك إسقاط كبار العلماء والوزراء والكتاب والمثقفين والأعيان الوطنيين شعبياً.
سابعاً: التحول من السياسة الناعمة والمهادنة إلى سياسة حازمة شجاعة مع كل المنخرطين في المشروع المعادي، ولو دققنا لوجدنا أن السعودية قسمت الخصوم إلى مجموعتين..
عدو مباشر، هم «قطر - تركيا - إيران - الإخوان - الحوثيون - حزب الله»، وأعداء داعمين «قوى اليسار والمنظمات والمؤسسات الإعلامية الغربية وبعض الأجهزة الأمنية والدولة العميقة في كندا - ألمانيا».
اليوم وبعد سنوات من الحروب «السعودية» المتتالية وتفكيك الفخاخ والتصدي للخيانات للحفاظ على البلاد ومكتسباتها، بل والتحول لبناء رؤية اقتصادية وتعظيم التنمية، يحق لنا أن نفخر بقيادتنا السعودية وشعبنا اللذين التحما مع بعضهما لهزيمة المشروع الخائن والقضاء عليه في كل مكان، لكن علينا أن نعي جميعاً أن الحرب لم تنته والأعداء لم ييأسوا وما زالوا غير مصدقين أن حلمهم اندثر.
كاتب سعودي
الصحيفة تقول: من كان يصدق أن الشباب السعوديين الذين كان يقدر عددهم قبل العام 2010 بمئتي ألف طالب يتعلمون في أفضل الجامعات الغربية يتم شحنهم اليوم في طائرات قطرية وتركية للقتال في ليبيا التي لا تزال أزمتها مستمرة منذ العام 2011، مضيفة: منذ نجاح المخطط الإيراني القطري التركي في تفتيت السعودية وتحويلها إلى دولة مفككة استبدل الأتراك والقطريون المرتزقة السوريين بمقاتلين سعوديين.
لا تزال الصحيفة تروي عن شهود عيان أن الكثير منهم جاء بسبب الشحن العاطفي وتشتتهم بين التيارات الحزبية، إلا أن ما يدفع أولئك الشباب في نهاية الأمر هو تعثر سبل الحياة في بلادهم، فحقول النفط ومكامنه استولت عليها دول غربية كانت تخشى من انهيار دورة الاقتصاد العالمي.
الغارديان أكدت أن عدم التصدي المبكر للمؤامرات وعدم التفاف الشعب حول قيادته أدى إلى تحول دراماتيكي في حياة السعوديين، وأضحوا منقسمين في بلادهم، وسلب منهم أمنهم وثرواتهم وحياتهم الرغيدة.
صحيفة ليبية تقول أيضاً إن معظم القادمين من السعودية لا يعودون حيث يقتلون هنا، كما أنهم لا يجدون وسيلة لإرسال القليل من الأموال التي يحصلون عليها إلى أسرهم التي تئن من وطأة الحاجة وانعدام فرص الحياة والعمل.
ما سبق كان حُلماً سيئاً رأيته ليلة البارحة وصحوت منه مفزوعاً بعدما أعدت الاستماع لمؤامرة القطريين مع القذافي والتي لحقها أيضاً مؤامرات أخرى ممن يزعمون أنهم أشقاء للأسف، وبقيت أراجع حجم المؤامرات والفخاخ التي جهزت للمملكة منذ التسعينات وحتى اليوم، بدءاً من تأسيس الفقيه وزمرته ما سمي بلجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية بحضور السفير الأمريكي.
وسألت نفسي ماذا كان سيحدث لو أن المخطط - الإيراني القطري التركي المدعوم من قوى اليسار والديموقراطيين في أمريكا وكندا وألمانيا - نجح لا سمح الله في هدم الدولة السعودية..
كيف كان سيكون الحال اليوم، وأي مستقبل سيخوضه السعوديون في خضم تنازع وفشل وانقسام حاد، بلا شك أن المخطط سقط من خلال مجموعة من الضربات الاستراتيجية السعودية التي سنوردها فيما يلي:
أولاً: التصدي لمؤامرة 11 سبتمبر ومحاولة توريط الرياض فيها لضرب السعودية بالأمريكان، وما تلاها من جلب تنظيم القاعدة للمملكة ودعم أعمالها القتالية لتحطيم البلاد من داخلها.
ثانياً: إسقاط مشروع خط الغاز القطري التركي، الذي خطط له قبل «الخريف العربي»، ولو قبلت الرياض عبور خطوط الغاز لكان يعني تحولها لدولة تابعة للاتحاد الاوروبي ومرتهنة للقطريين والإيرانيين والأتراك.
ثالثاً: القرار الشجاع بإنقاذ البحرين من الاستيلاء الفارسي عليها، وهو الأمر الذي أحدث جلبة كبرى في أوساط البيت الأبيض الأوبامي، قبل أن تحقق طهران حلمها في الاقتراب من الأرضي السعودية في سعيها للاستيلاء عليها.
رابعاً: إنقاذ مصر من مقاولي الشرق الأوسط الجديد - الإخوان -، والوقوف مع الإرادة الشعبية ضد المخطط الأممي المدعوم من الديموقراطيين واليسار الغربي.
خامساً: تبني سياسة الحزم والعزم التي وضع خطوطها العريضة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتي بدأت بالانقضاض على القاعدة الإيرانية المتقدمة في صعدة اليمنية حيث المليشيا الحوثية التي استغرق بناؤها أكثر من 25 سنة، ما أدى لتدمير المشروع الفارسي والقضاء على خطة جلب عشرات الآلاف من المرتزقة لاقتطاع أجزاء من المملكة.
سادساً: تدمير البنية التحتية التي دُعمت وبُنيت في الداخل السعودي من عملاء، كانوا طابوراً خامساً يتقاضون مكافآت ورواتب تودع في حسابات خارجية، فضلاً عن شقق فاخرة وعطايا أميرية قطرية، كان دورهم تجهيز أرضية صالحة للثورات والاحتجاجات، وتحويل السعوديين إلى ساخطين منقسمين متناحرين قبلياً وطائفياً وبث روح الإحباط واليأس بينهم، وشيطنة الحكم وتشويه القيادة والأسرة الحاكمة واغتيالهم معنوياً والترويج بأن الدولة شاخت، كذلك إسقاط كبار العلماء والوزراء والكتاب والمثقفين والأعيان الوطنيين شعبياً.
سابعاً: التحول من السياسة الناعمة والمهادنة إلى سياسة حازمة شجاعة مع كل المنخرطين في المشروع المعادي، ولو دققنا لوجدنا أن السعودية قسمت الخصوم إلى مجموعتين..
عدو مباشر، هم «قطر - تركيا - إيران - الإخوان - الحوثيون - حزب الله»، وأعداء داعمين «قوى اليسار والمنظمات والمؤسسات الإعلامية الغربية وبعض الأجهزة الأمنية والدولة العميقة في كندا - ألمانيا».
اليوم وبعد سنوات من الحروب «السعودية» المتتالية وتفكيك الفخاخ والتصدي للخيانات للحفاظ على البلاد ومكتسباتها، بل والتحول لبناء رؤية اقتصادية وتعظيم التنمية، يحق لنا أن نفخر بقيادتنا السعودية وشعبنا اللذين التحما مع بعضهما لهزيمة المشروع الخائن والقضاء عليه في كل مكان، لكن علينا أن نعي جميعاً أن الحرب لم تنته والأعداء لم ييأسوا وما زالوا غير مصدقين أن حلمهم اندثر.
كاتب سعودي