أكرر كورونا هي الحرب العالمية الثالثة.. وتجربة الحربين الأولى والثانية كانت لها نتائج غيرت تضاريس القرار السياسي، ومن دخان المدافع وقنابل الطائرات وزحف الجنود، انتصار الحلفاء وهزيمة المحور، ووضعت الحرب أوزارها، ومنذ معاهدة سايكس بيكو، استقر العالم على ترؤس أمريكا لزعامة العالم وتحديدا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في الثمانينات، وألف العالم على تبطر (الزعيم) حتى أن دول الفيتو في مجلس الأمن أصابهم رذاذ غضب الأمريكي، كان هذا إلى قبل إعلان فايروس كورونا شن حربه العالمية الثالثة التي ما زالت في غمار حرب ضروس لم يتم إعلان المنتصر.. وفي هذه الجائحة أخذت أمريكا (الزعيم) تترنح، فولاياتها فقدت المؤشر، فقدت روح الزعيم بينما ظل ترمب (يرقع) أخطاءه، ومن أخطائه إمعانه في توجيه اللوم للصينيين واتهمهم صراحة بأنهم هم المصدر لفايروس كورونا، وظلت الصين تتلقى التلميح والتصريح، إلا أنها انتقلت من الردود الإعلامية المهادنة إلى الهجوم المباغت من خلال تصريحات وزارة الخارجية، وهي بتلك الردود نقلت المعركة من جانبها الاقتصادي والإعلامي إلى المكاشفة السياسية، وهذا الوضع سوف يكون أحد ملامح الحرب العالمية الثالثة التي ستحقق انتقال أمريكا من الشرق الأوسط إلى اختيارات جديدة، حيث سوف تتمركز في بحر الصين متخذة من حلفائها (الهند، كوريا الجنوبية تحديدا) سندا لمقاومة الصين في جميع المجالات حتى لو وصل الأمر للتحركات المسلحة..
الصين تعلم ذلك جيدا، تعلم أن أمريكا تدخلت في الشأن السيادي الصيني بمحاولتها الدؤوبة حول تايوان وهونغ كونغ، وإذا كانت الحرب الاقتصادية قد بدأت من قبل (كورونا) فإن الاستفزاز الأمريكي يدفع كراسة العلاقات الثنائية إلى المواجهة العسكرية أو حرب باردة قابلة للتطور بحثا عن الزعامة، خصوصا أن الصين تمتلك القوة الاقتصادية والبشرية والتصنيع الذي مكنها من ربط شبكة عنكبوتية مع معظم دول العلم.
ويبدو أن تصريحات ترمب التويترية، وتأخر الحصول على لقاح لكورونا عجلا بإعلان موازين القوى بين الصين وأمريكا، والثقل الآن يسجل لصالح الصين.
كاتب سعودي
abdookhal2@yahoo.com
الصين تعلم ذلك جيدا، تعلم أن أمريكا تدخلت في الشأن السيادي الصيني بمحاولتها الدؤوبة حول تايوان وهونغ كونغ، وإذا كانت الحرب الاقتصادية قد بدأت من قبل (كورونا) فإن الاستفزاز الأمريكي يدفع كراسة العلاقات الثنائية إلى المواجهة العسكرية أو حرب باردة قابلة للتطور بحثا عن الزعامة، خصوصا أن الصين تمتلك القوة الاقتصادية والبشرية والتصنيع الذي مكنها من ربط شبكة عنكبوتية مع معظم دول العلم.
ويبدو أن تصريحات ترمب التويترية، وتأخر الحصول على لقاح لكورونا عجلا بإعلان موازين القوى بين الصين وأمريكا، والثقل الآن يسجل لصالح الصين.
كاتب سعودي
abdookhal2@yahoo.com