قال وزير الطاقة التركي فاتح دونماز، الجمعة الماضية لوكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية، إن بلاده تخطط لبدء عمليات التنقيب عن النفط داخل الحدود البحرية، التي تم تحديدها بموجب اتفاق مع حكومة الوفاق في ليبيا، في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر.
ويأتي هذا الاتفاق ليوضح النوايا الحقيقية للتدخل التركي في ليبيا، والذي فعل بشكل كبير نوفمبر الماضي عبر «مذكرة تفاهم للتعاون الأمني والعسكري بين حكومة جمهورية تركيا وحكومة الوفاق الوطني- دولة ليبيا»، والتي أرفقت حينها باتفاقية أخرى تتعلق بترسيم الحدود البحرية، وقانونيا كلتاهما باطلتان بحسب «اتفاق الصخيرات» والذي يمنع حكومة السراج من إبرام أي اتفاقيات دولية.
والمطامع التركية في ثروات الغاز لم تكن نحو ليبيا فقط، حيث أعلنت العام الماضي الحكومة التركية عزمها على التنقيب عن النفط والغاز قبالة قبرص، وهي التي تحتل الجزء الشمالي من الجزيرة منذ العام 1974، الإعلان التركي أضاف ملفا جديدا للتوتر بين مصر وتركيا وبين تركيا والاتحاد الأوروبي كذلك.
وعندما تدخل على ملف الطاقة فأنت تستدعي قلقا من المنتجين، وإذا حددنا الغاز خاصة وأن غاز شرق المتوسط من المرشح أن يكون زبونه الأول هو أوروبا، فإن هذا يمثل تهديدا للمصالح الروسية، والمتداخلة بالفعل مع تركيا في سوريا، بل إن نقل المقاتلين السوريين لليبيا، لا يمكن أن يحصل إلا بمفاهمة روسية - تركية.
نقل المقاتلين بالنسبة لتركيا هو محاولة للاستجابة للطلب الإيراني الروسي بغلق ملف إدلب، وبالتالي ارتأى أردوغان تصدير المشكلة لملعب آخر، يخدم مصالحه ويحقق التوازن الذي كان أن يميل لصالح حفتر قبل التدخل العسكري التركي، وبالتالي إمعانا في مناكفة داعمي حفتر الإقليميين والدوليين.
لكن الغريب في الأمر أن روسيا من المفترض أنها من داعمي حفتر، وبالتالي السماح لتعزيز صفوف خصوم حليفها لم يكن مفهوما، لكن نقل المقاتلين من سوريا والدعم العسكري، لم يحظ بانتقاد حقيقي لا من روسيا ولا من الغرب، ولم تقم واشنطن أو أي عاصمة أوروبية بإقرار عقوبات على سبيل المثال، مما يشير إلى نجاح سياسة الابتزاز عبر تصدير المهاجرين والتي مارسها أردوغان من سوريا أكثر من مرة، ويستطيع تكرارها في ليبيا كذلك، كما أن كورونا منح فرصة لهذا التحرك التركي دون ردع.
ولكن يبدو أن القرار الروسي تغير، حيث أعلن رئيس القيادة العسكرية الأمريكية لشمال أفريقيا ستيفن تونسيند عبر تويتر للرأي العام بالقول، إن مقاتلات روسيا حلقت من روسيا إلى ليبيا. هذه الطائرات توقفت مؤقتا في سوريا حيث تمت إعادة طلائها «لتمويه أصلها الروسي».
هذه الممارسة قامت بها روسيا في سوريا أيضا قبل التدخل المباشر، وهو ما يعني أنها قد تطور تدخلها بشكل أكبر، لردع تركيا في ليبيا إذا ما أثرت على مصالح الغاز الروسية، ولكن في ليبيا اللاعبين أكثر بكثير من سوريا، فهناك المصالح الإيطالية - الفرنسية المتضاربة، وهناك مصالح منتجي الغاز بما فيهم قطر وإيران وعلاقتهم بتركيا، وهناك الأهم وهو الدول المشتركة في غاز شرق المتوسط، وردات فعلهم المحتملة خاصة مصر وإسرائيل.
كاتب سعودي
Twitter: @aAltrairi
Email: me@aaltrairi.com
ويأتي هذا الاتفاق ليوضح النوايا الحقيقية للتدخل التركي في ليبيا، والذي فعل بشكل كبير نوفمبر الماضي عبر «مذكرة تفاهم للتعاون الأمني والعسكري بين حكومة جمهورية تركيا وحكومة الوفاق الوطني- دولة ليبيا»، والتي أرفقت حينها باتفاقية أخرى تتعلق بترسيم الحدود البحرية، وقانونيا كلتاهما باطلتان بحسب «اتفاق الصخيرات» والذي يمنع حكومة السراج من إبرام أي اتفاقيات دولية.
والمطامع التركية في ثروات الغاز لم تكن نحو ليبيا فقط، حيث أعلنت العام الماضي الحكومة التركية عزمها على التنقيب عن النفط والغاز قبالة قبرص، وهي التي تحتل الجزء الشمالي من الجزيرة منذ العام 1974، الإعلان التركي أضاف ملفا جديدا للتوتر بين مصر وتركيا وبين تركيا والاتحاد الأوروبي كذلك.
وعندما تدخل على ملف الطاقة فأنت تستدعي قلقا من المنتجين، وإذا حددنا الغاز خاصة وأن غاز شرق المتوسط من المرشح أن يكون زبونه الأول هو أوروبا، فإن هذا يمثل تهديدا للمصالح الروسية، والمتداخلة بالفعل مع تركيا في سوريا، بل إن نقل المقاتلين السوريين لليبيا، لا يمكن أن يحصل إلا بمفاهمة روسية - تركية.
نقل المقاتلين بالنسبة لتركيا هو محاولة للاستجابة للطلب الإيراني الروسي بغلق ملف إدلب، وبالتالي ارتأى أردوغان تصدير المشكلة لملعب آخر، يخدم مصالحه ويحقق التوازن الذي كان أن يميل لصالح حفتر قبل التدخل العسكري التركي، وبالتالي إمعانا في مناكفة داعمي حفتر الإقليميين والدوليين.
لكن الغريب في الأمر أن روسيا من المفترض أنها من داعمي حفتر، وبالتالي السماح لتعزيز صفوف خصوم حليفها لم يكن مفهوما، لكن نقل المقاتلين من سوريا والدعم العسكري، لم يحظ بانتقاد حقيقي لا من روسيا ولا من الغرب، ولم تقم واشنطن أو أي عاصمة أوروبية بإقرار عقوبات على سبيل المثال، مما يشير إلى نجاح سياسة الابتزاز عبر تصدير المهاجرين والتي مارسها أردوغان من سوريا أكثر من مرة، ويستطيع تكرارها في ليبيا كذلك، كما أن كورونا منح فرصة لهذا التحرك التركي دون ردع.
ولكن يبدو أن القرار الروسي تغير، حيث أعلن رئيس القيادة العسكرية الأمريكية لشمال أفريقيا ستيفن تونسيند عبر تويتر للرأي العام بالقول، إن مقاتلات روسيا حلقت من روسيا إلى ليبيا. هذه الطائرات توقفت مؤقتا في سوريا حيث تمت إعادة طلائها «لتمويه أصلها الروسي».
هذه الممارسة قامت بها روسيا في سوريا أيضا قبل التدخل المباشر، وهو ما يعني أنها قد تطور تدخلها بشكل أكبر، لردع تركيا في ليبيا إذا ما أثرت على مصالح الغاز الروسية، ولكن في ليبيا اللاعبين أكثر بكثير من سوريا، فهناك المصالح الإيطالية - الفرنسية المتضاربة، وهناك مصالح منتجي الغاز بما فيهم قطر وإيران وعلاقتهم بتركيا، وهناك الأهم وهو الدول المشتركة في غاز شرق المتوسط، وردات فعلهم المحتملة خاصة مصر وإسرائيل.
كاتب سعودي
Twitter: @aAltrairi
Email: me@aaltrairi.com