-A +A
حسين شبكشي
احتفلت صحيفة عكاظ منذ أيام قليلة مضت بذكرى مرور ستين عاما على تأسيسها لتكون اليوم ولسنوات طويلة رائدة الصحف السعودية بلا منازع. وكانت فرصة أن أسترجع الذكريات الشخصية مع هذا الصرح الصحفي الوطني الكبير والكيان الإعلامي العملاق عبر إطارين؛ إطار عايشته من خلال والدي علي شبكشي رحمه الله الذي كان مغرما بعكاظ وعاشقا لها في مناصبه المختلفة من رئيس مجلس إدارة إلى مدير عام وتأسيسه كيانات إعلامية عكاظية مثل صحيفة سعودي جازيت ومجلة حسن للأطفال وعكاظ للتوزيع ومكتبات عكاظ وكتاب عكاظ وبدايات استثماره في مطابع عكاظ. والإطار الثاني من خلالي تجربتي الشخصية بالكتابة فيها وكعضو مجلس إدارة بها. عاشرت أسماء «عكاظية» كبيرة وخالدة وقامات مهمة ومؤثرة: عكاظ كانت موقع كتابة لعمالقة مثل عزيز ضياء وعبدالله خياط وأحمد قنديل وعبدالله أبو السمح وعبدالله الجفري ومشعل السديري وخلف الحربي وخالد السليمان وغيرهم الكثير. فن الصحافة الجريئة والمهنية الرشيقة انطلق بشكل مميز في رئاسة تحرير رضا لاري الذي كسر فكرة العنوان الرئيسي الكبير وبات هناك أكثر من عنوان رئيسي في الصفحة الأولى، وفي نفس الفترة كان حضور العملاق الكبير عبدالله باجبير بحسه الأدبي المرهف والصحفي المميز الذي جعل بريد القراء مادة جاذبة وأساسية، وسباعي عثمان «طباخ» الصفحات وفنان إعدادها ومحمد الفايدي داهية الصحافة الاستقصائية وهند باغفار رائدة الكتابة النسائية والعمق التراثي الثقافي وعبدالعزيز شرقي وأحمد عبدالمهيمن عملاقي الصفحة الرياضية وسعود إسلام الراقي في رئاسة تحرير سعودي جازيت ويعقوب إسحاق (بابا يعقوب) رئيس تحرير مجلة حسن. تميزت عكاظ قديما بجرأتها وحداثيتها وطرحها بشكل استباقي لقضايا تمس أمن الوطن ومستقبله وبالتالي لم يكن غريبا أن كرسي رئاسة تحرير عكاظ ساخن ودوار لا يبقى فيه أحد لفترة طويلة. اليوم عكاظ أعدت نفسها للمرحلة القادمة؛ مرحلة الإعلام الجديد بمنصاته المختلفة بروح جديدة ولياقة ذهنية مختلفة تليق بتحدي القادم من الأيام. كما كانت عكاظ المتصدرة في سباق محموم بالأمس يبقى الرهان عليها أنها ستكون على رأس المشهد الجديد. ريادة عكاظ بالأمس تضاعف مسؤوليتها اليوم. كل عام وعكاظ وقراؤها بألف خير وتوهج لا ينقطع إن شاء الله تعالى.

كاتب سعودي


hashobokshi@gmail.com