في تقرير سابق للبنك الدولي في العام 2011 توقع فيه أن الدولار الأمريكي سيفقد هيمنته المنفردة على الاقتصاد العالمي قبل حلول العام 2025، موضحاً أن اليورو والرنمينبي هما العملتان القادمتان اللتان ستفرضان هيمنتهما على التعاملات التجارية العالمية مما سيمكن من تطور نظام نقدي دولي جديد بشكل تدريجي قادر على القضاء على هيمنة الدولار الأمريكي باعتباره العملة الاحتياطية الرئيسية في العالم.
بعد عشر سنوات تقريباً من هذا التقرير لا مؤشرات تلوح في الأفق بفقدان الدولار لبريقه العالمي، لا أعلم ما هي المعطيات التي استند عليها كاتب التقرير ليجزم أنه بحلول 2025 سيفقد الدولار مكانته العالمية على رغم أن اليورو والرنمينبي اللتين راهن عليهما عند كتابة ذلك التقرير كانتا لا تشكلان سوى 23% و2% من حجم التبادلات التجارية العالمية على التوالي، وفي نفس الوقت كان الدولار يسيطر على 63%، مثل هذه التقارير تؤكد لنا أن كثيرا من الدراسات التي تقوم بها المنظمات العالمية عبارة عن «سلق بيض».
أثبتت لنا الأزمات السابقة أن الدولار يُنظر له على نطاق واسع كملاذ وكمخزن آمن للقيمة، لذلك تتسابق البنوك المركزية العالمية خلال الأزمات لضمان وجود سيولة كافية من الدولارات لديها لتغطية الطلب المتزايد.
لعلي أستشهد هنا بالعمل الذي قام به الاحتياطي الفيديرالي مؤخراً في ظل أزمة جائحة كورونا الحالية «كوفيد– 19» عندما تدخل لينقذ أسواق الدولار خارج حدود أمريكا عبر صفقات المقايضة مع عدد من البنوك المركزية حيث ضخ أكثر من 450 مليار دولار في العديد من دول العالم وعلى رأسها دول الاتحاد الأوروبي، هذا العمل قام بتهدئة الأسواق في تلك البلدان مما انعكس إيجاباً على تخفيض نسب الفائدة على المقترضين؛ فبدلا من دفع 200 نقطة أساس إضافية للاقتراض بالدولار تم تخفيض الفجوة إلى 50 نقطة أساس في دليل واضح على هيمنة الدولار الأمريكي على النظام المالي العالمي.
هذا الإجراء الذي قام به الاحتياطي الفيديرالي مؤخراً ماهو إلا حقيقة واحدة من عدة حقائق توضح للجميع وعلى رأسها المنظمات الدولية أن الدولار يظل «أكسجين الأسواق» العالمية والأكثر قوة وتأثيرًا في كل اقتصادات الدول الصناعية والناشئة معاً، والاحتياطي الفيديرالي هو بنك البنوك المركزية العالمية لأن الطلب على الدولار يزداد يوماً بعد يوم في الأسواق العالمية، فدائمًا هناك شركات وحكومات تريد أن تشتري تلك الدولارات.
كاتب سعودي
Alhazmi_A@
بعد عشر سنوات تقريباً من هذا التقرير لا مؤشرات تلوح في الأفق بفقدان الدولار لبريقه العالمي، لا أعلم ما هي المعطيات التي استند عليها كاتب التقرير ليجزم أنه بحلول 2025 سيفقد الدولار مكانته العالمية على رغم أن اليورو والرنمينبي اللتين راهن عليهما عند كتابة ذلك التقرير كانتا لا تشكلان سوى 23% و2% من حجم التبادلات التجارية العالمية على التوالي، وفي نفس الوقت كان الدولار يسيطر على 63%، مثل هذه التقارير تؤكد لنا أن كثيرا من الدراسات التي تقوم بها المنظمات العالمية عبارة عن «سلق بيض».
أثبتت لنا الأزمات السابقة أن الدولار يُنظر له على نطاق واسع كملاذ وكمخزن آمن للقيمة، لذلك تتسابق البنوك المركزية العالمية خلال الأزمات لضمان وجود سيولة كافية من الدولارات لديها لتغطية الطلب المتزايد.
لعلي أستشهد هنا بالعمل الذي قام به الاحتياطي الفيديرالي مؤخراً في ظل أزمة جائحة كورونا الحالية «كوفيد– 19» عندما تدخل لينقذ أسواق الدولار خارج حدود أمريكا عبر صفقات المقايضة مع عدد من البنوك المركزية حيث ضخ أكثر من 450 مليار دولار في العديد من دول العالم وعلى رأسها دول الاتحاد الأوروبي، هذا العمل قام بتهدئة الأسواق في تلك البلدان مما انعكس إيجاباً على تخفيض نسب الفائدة على المقترضين؛ فبدلا من دفع 200 نقطة أساس إضافية للاقتراض بالدولار تم تخفيض الفجوة إلى 50 نقطة أساس في دليل واضح على هيمنة الدولار الأمريكي على النظام المالي العالمي.
هذا الإجراء الذي قام به الاحتياطي الفيديرالي مؤخراً ماهو إلا حقيقة واحدة من عدة حقائق توضح للجميع وعلى رأسها المنظمات الدولية أن الدولار يظل «أكسجين الأسواق» العالمية والأكثر قوة وتأثيرًا في كل اقتصادات الدول الصناعية والناشئة معاً، والاحتياطي الفيديرالي هو بنك البنوك المركزية العالمية لأن الطلب على الدولار يزداد يوماً بعد يوم في الأسواق العالمية، فدائمًا هناك شركات وحكومات تريد أن تشتري تلك الدولارات.
كاتب سعودي
Alhazmi_A@