في منطقتنا الجميع يبحث عن التأثير، وإيصال صوته للغرب. ونصيحتي هنا بسيطة، مختصرة، وهي أن على من يريد التأثير، والوصول الجاد، عدم مضيعة وقته بلوبيات عن بعد، وما شابه ذلك، وإنما عبر أحد أهم أدوات التأثير الجادة وهي عالم الكتاب. فمن هناك يبدأ التأثير، وتحديداً في النخب.
في الغرب ليس الأهمية لمقال، وإن كان بعض المقالات بمثابة جذوة للفكر، وإنما الأهمية هي للكتب، التي تحث على التفكير، والتأمل، وبناء على بحث، وتقص، وعمل جاد. والكتاب أقرب إلى النصيحة القيمة التي تقول «شجع، ولا تنتقد».
وهذا أمر لا يتم عبر مقال، أو قناة تلفزيونية بلغة أجنبية، إلا إذا كان لديك أموال ترغب في صرفها على بائعي وهم. كما أن التأثير لا يتم عبر السفارات، ويجب أن ينتهي هذا النقاش العقيم حول دور السفارات.
إذا أردت التأثير فكر في التالي؛ كتاب عن عقلانية المؤسس، الملك عبدالعزيز، رحمه الله، وكيف بنى دولة، ومشروعاً؟ كيف حيد الأعداء، ورتب الأولويات؟ وكيف أسس لعقلانية عريقة؟
كتاب عن قصة تعليم المرأة، وقيادتها للسيارة، وكتاب عن السينما في السعودية، بين الأمس واليوم. وكيف اختطف تعليمنا، وكيف نستعيده. وبفعل ذلك نكون جزءاً من القصة، بدلاً من أن تكون القصة مركزة علينا.
كتاب عن الحوثيين، وكما نعرفهم، ويعرفهم اليمنيون. وعن إيران، وعلي خامنئي، والإصلاحيين والمحافظين، كما نعرفهم، لا كما يصورون أنفسهم، أو يصورهم البعض بالغرب.
وكتاب عن علاقة «القاعدة» بالإخوان المسلمين، ومن هم السروريون، وأخطاء السلفية، التي نعيبها بأنفسنا. وكتاب عن الإخوان بأميركا، وآخر عن الإيرانيين -الخمينيين هناك. وكتاب عن أوباما والإخوان، واليسار، وآخر عن تاريخ الإخوان بمنطقتنا، وعدائهم لمفهوم الدولة.
كتاب عن رموز عراق ما بعد صدام حسين، وأجندتهم، الأحياء والأموات، لشرح السياقات؟ وكتاب عن حماس. وعن حزب الله. وكتاب عن أين أخطأنا في دعم الإسلاميين الحركيين، والانتهازيين؟ وكتاب عن من هو قاسم سليماني. وكتاب عن الربيع العربي، وفق رؤيتنا، لا التضليل الذي حدث ويحدث للآن. المراد هو كتب غير دعائية، وإنما جادة، رصينة.
وللتأثير، اخرج تلك الكتب، باللغتين الإنجليزية، والعربية. ولا تكن نتاج عمل حكومي، بل تجاري، وبعدها، وهنا المهم والأهم، حوّل كل تلك الكتب إلى أفلام وثائقية، وباللغة الإنجليزية أيضاً، والعربية. وعليه، أقول: إلى من يريد صنع التأثير، من هنا تبدأ، واحذر حين تختار من يقوم بالمهمة، تجنب التكرار، والأخطاء، والتزم بنصيحة قالها لي مثقف سعودي: «لحل مشاكلنا الإعلامية، والثقافية ابدأ على بياض».
كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com
في الغرب ليس الأهمية لمقال، وإن كان بعض المقالات بمثابة جذوة للفكر، وإنما الأهمية هي للكتب، التي تحث على التفكير، والتأمل، وبناء على بحث، وتقص، وعمل جاد. والكتاب أقرب إلى النصيحة القيمة التي تقول «شجع، ولا تنتقد».
وهذا أمر لا يتم عبر مقال، أو قناة تلفزيونية بلغة أجنبية، إلا إذا كان لديك أموال ترغب في صرفها على بائعي وهم. كما أن التأثير لا يتم عبر السفارات، ويجب أن ينتهي هذا النقاش العقيم حول دور السفارات.
إذا أردت التأثير فكر في التالي؛ كتاب عن عقلانية المؤسس، الملك عبدالعزيز، رحمه الله، وكيف بنى دولة، ومشروعاً؟ كيف حيد الأعداء، ورتب الأولويات؟ وكيف أسس لعقلانية عريقة؟
كتاب عن قصة تعليم المرأة، وقيادتها للسيارة، وكتاب عن السينما في السعودية، بين الأمس واليوم. وكيف اختطف تعليمنا، وكيف نستعيده. وبفعل ذلك نكون جزءاً من القصة، بدلاً من أن تكون القصة مركزة علينا.
كتاب عن الحوثيين، وكما نعرفهم، ويعرفهم اليمنيون. وعن إيران، وعلي خامنئي، والإصلاحيين والمحافظين، كما نعرفهم، لا كما يصورون أنفسهم، أو يصورهم البعض بالغرب.
وكتاب عن علاقة «القاعدة» بالإخوان المسلمين، ومن هم السروريون، وأخطاء السلفية، التي نعيبها بأنفسنا. وكتاب عن الإخوان بأميركا، وآخر عن الإيرانيين -الخمينيين هناك. وكتاب عن أوباما والإخوان، واليسار، وآخر عن تاريخ الإخوان بمنطقتنا، وعدائهم لمفهوم الدولة.
كتاب عن رموز عراق ما بعد صدام حسين، وأجندتهم، الأحياء والأموات، لشرح السياقات؟ وكتاب عن حماس. وعن حزب الله. وكتاب عن أين أخطأنا في دعم الإسلاميين الحركيين، والانتهازيين؟ وكتاب عن من هو قاسم سليماني. وكتاب عن الربيع العربي، وفق رؤيتنا، لا التضليل الذي حدث ويحدث للآن. المراد هو كتب غير دعائية، وإنما جادة، رصينة.
وللتأثير، اخرج تلك الكتب، باللغتين الإنجليزية، والعربية. ولا تكن نتاج عمل حكومي، بل تجاري، وبعدها، وهنا المهم والأهم، حوّل كل تلك الكتب إلى أفلام وثائقية، وباللغة الإنجليزية أيضاً، والعربية. وعليه، أقول: إلى من يريد صنع التأثير، من هنا تبدأ، واحذر حين تختار من يقوم بالمهمة، تجنب التكرار، والأخطاء، والتزم بنصيحة قالها لي مثقف سعودي: «لحل مشاكلنا الإعلامية، والثقافية ابدأ على بياض».
كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com