-A +A
خالد سيف
(تنشد عن الحال؟... هذا هو الحال) ! (حالي كيف ما شفته.. وأنا أحسب أنك قبل ذا الوقت تدري به).. هذا ما يردده.. الاتحاد.. الكيان الرياضي العريق.. لكل رئيس تخطره وزارة الرياضة.. بالتوجه فوراً إلى شارع الصحافة.. تجاوباً مع الاستغاثة التي يطلقها هذا العميد التسعيني الذي أنهكته مطالب عشاقه بضرورة التعافي سريعاً.. والنهوض واستعادة مجده وتخطي مرحلة الضياع.. التي تسببت فيها سلسلة من الإدارات المتعاقبة منذ سنوات.. وكل ما استقبل هذا الكيان إدارة إنقاذ جديدة.. همس في أذن رئيسها قائلاً للكيان ولجماهيره: (في خاطري لك كلام مير ما قلته أجنبك ما.. أجنبك ما يحسك لو حياتي به)..وسرعان ما ينتشر التفاؤل في أرجاء جدة.. وبالتحديد في شارع الصحافة.. ويبدأ النمر الجريح.. في أخذ أمصال العلاج.. تحضيراً للعودة.. إلى الركض واستعادة الهيبة المفقودة.. بعد أن يضرب الرئيس المنقذ على صدره.. مطمئناً بصوت عالٍ.. ومردداً (هم جديد على الأول تحملته.. عنك أتحمل.. عنك أتحمل كبير الهم وأمشي به) لكن سرعان ما يتبدد الأمل. وتتساقط الأماني.. ويعود العميد للمعاناة من جديد.. بشكل واضح وفاضح ومؤلم.. لم يعتد عليه عشاق البطل الذهبي الذي يمتلك تاريخاً وسجلاً مشرفاً محلياً وآسيوياً.. إلى درجة.. أن العاملين فيه.. ضاق بهم الحال ذرعاً.. من تأخر مستحقاتهم المالية لشهور.. وأصبحوا «على باب الله».. ناهيك عن القضايا المالية.. المزلزلة للمحترفين ومستحقاتهم.. القابلة للانفجار في أي وقت.. ماذا أصاب هذا الاتحاد حتى وهو عليل.. يزرع الرعب في قلوب المنافسين وحلفائهم.. ومن يتابع أوضاع هذا النمر.. منذ أن كان يفترس الخصوم محلياً وعربياً وآسيوياً.. بدون هوادة.. يدرك أن هناك أموراً غريبة ومريبة.. تعترض هذا النمر الجامح.. تصل إلى حد الوحشية.. وتنصب المصائد لإسقاطه.. بطرق تخترق حتى قواعد حماية الحياة الفطرية.. ولا علاقة لذلك بالحظوظ المتعثرة.. تناقضات ومفارقات عجيبة.. أسماء مفروضة وأسماء معروضة.. محترفون محبطون.. ومدربون متقاعدون.. الداخل مفقود والخارج مولود.. حتى أنك تتصور أن النادي أصبح حقل تجارب.. ناهيك عن المخرجات المضطربة.. والقرارات الارتجالية للهرم الرياضي مع هذا العميد.. والتي ساهمت في زيادة التخبط.. عانى الاتحاد ما فيه الكفاية.. ارحموا عزيز قوم ذل.. ومن المعيب.. أن يصل هذا الكيان العريق.. الذي ذاع صيته.. آسيوياً وعالمياً.. وحقق للوطن إنجارات عريضة.. إلى هذا الوضع المأساوي... الاتحاد يا سادة.. يحتاج إلى منافسة عادلة.. ونظرة متوازنة.. ويكفيه ما جرى له من عقاب.. وما دفعه وهو وعشاقه من ثمن للتعصب.. والميول.. وأصبح يعاني داخل الملعب وخارجه.. بعد أن استنفدت الإدارات المتعاقبة.. كل الحجج والأعذار.. وعجزت عن إيجاد الحلول.. وتخلى عنه رجاله وهواميره.. ففي كل موسم نفس الأخطاء.. ونفس التقاطعات.. إفلاس مالي وإداري.. وقانوني واستثماري.. وأخيراً.. (تنشد عن الحال.. في خاطري لك كلام مير ما قلته أجنبك ما أجنبك ما يحسك لو حياتي به تنشد عن الحال. هذا هو الحال).

ksaif@