بدون مقدمات، ولا سلامات، ولا تحيات، أقول وبأعلى صوت، لكل من يتاجر بأزمات الناس، وظروفهم، ومرضهم، وضعفهم، وقلة حيلتهم، ليبحث عن (الشُو Show) والسبّق الإعلامي والصحفي.... عيب والله عيب ارتقوا و(استحوا) على وجيهكم!!!
لا أدري أين الإثارة في تصوير شخص مريض، طريح الفراش، لا حول له ولا قوة حتى ولو كان بموافقته، فلربما هو يخجل من أن يطلب من الآخرين الاكتفاء بالدعاء له وعدم تصويره وانتهاك خصوصيته ونشر صوره في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي من أجل أن يكون المهووس بالتصوير هو (السبّاق) في نقل الحدث والخبر بالصوت والصورة.
كانوا دائماً يقولون عن الشخص الذي لا يخجل ولا يستحي «وجهه مغسول بمرق»، وأنا أقول عن أي شخص «مريض بالتصوير» في مثل هذه الحالات «وجهه مغسول بماء عِكر» وهو المريض الحقيقي الذي يحتاج إلى علاج نفسي!
فللعلاقات الإنسانية آداب لا بد أن نُراعيها، ونعرف حدودنا فيها، وما يجب علينا فعله وما لا يجب أيضاً دون المساس والرقص على جراح الآخرين.
أتمنى من أي شخص عاقل ومحترم يقرأ كلامي هذا وهو بكامل صحته وعافيته أن يشكر الله أولاً ثم يسأل نفسه ويجيبها بصدق:
هل ترضى بأن يصورك شخص (ما يستحي) وأنت مريض وينشر صورتك؟ بالطبع ستكون الإجابة لا، إذن بكل أدب ما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه على غيرك يا مُحترم.
وحتى نكون واقعيين مع الأسف الشديد البعض تعدى مرحلة انعدام الذوق والأدب إلى مرحلة انعدام الإحساس والضمير والإنسانية، فقد تطور الوضع المزري هذا لديهم وأصبح البعض لا يكتفي بتصوير المرضى فحسب، بل أصبحوا يصورون الموتى وغرف غسيلهم والجنائز والمقابر... يا لطيف!!
لا أريد أن أتشعب وأتفرع في تعداد الظواهر الشاذة المُقرفة والمنتشرة بين الناس في المجتمع، وسوف أعود وأركز وأعمل (فوكس) و(ألتقط) صورة ثلاثية الأبعاد للشخص الذي يركض ليصور مريضاً وينشر صورته ويرفقها مشكوراً بدعاء «اللهم قوِّ إيمانه».
أعتذر منكم، فاليوم أكتب لكم بانفعال واضح بين أسطر هذا المقال، ولكن حقيقةً هذه الظاهرة الغريبة تُشعرني (بالغثيان)، وتجعلني لا أحترم أي شخص يقوم بمثل هذا التصرف حتى وإن كان (إع - لامي) مُستعرضا يبحث عن الإثارة والتشويق وزيادة عدد المشاهدات والسبق الصحفي بالدرجة الأولى ليلمع نفسه واسمه ونقول عنه (وااااو) فُلان خطير!!
فلا أعتقد أن أحداً منّا يحب أن يراه الآخرون وهو في أسوأ حالاته، بالضبط مثلما أكتب لكم الآن وأنا ولله الحمد بكامل صحتي وعافيتي ولياقتي ولكني (مُتربعة) فوق مكتبي وليس أمامه و(شُوشتي طايرة)!
بدون مع السلامة.
كاتبة سعودية
Rehamzamkah@yahoo.com
لا أدري أين الإثارة في تصوير شخص مريض، طريح الفراش، لا حول له ولا قوة حتى ولو كان بموافقته، فلربما هو يخجل من أن يطلب من الآخرين الاكتفاء بالدعاء له وعدم تصويره وانتهاك خصوصيته ونشر صوره في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي من أجل أن يكون المهووس بالتصوير هو (السبّاق) في نقل الحدث والخبر بالصوت والصورة.
كانوا دائماً يقولون عن الشخص الذي لا يخجل ولا يستحي «وجهه مغسول بمرق»، وأنا أقول عن أي شخص «مريض بالتصوير» في مثل هذه الحالات «وجهه مغسول بماء عِكر» وهو المريض الحقيقي الذي يحتاج إلى علاج نفسي!
فللعلاقات الإنسانية آداب لا بد أن نُراعيها، ونعرف حدودنا فيها، وما يجب علينا فعله وما لا يجب أيضاً دون المساس والرقص على جراح الآخرين.
أتمنى من أي شخص عاقل ومحترم يقرأ كلامي هذا وهو بكامل صحته وعافيته أن يشكر الله أولاً ثم يسأل نفسه ويجيبها بصدق:
هل ترضى بأن يصورك شخص (ما يستحي) وأنت مريض وينشر صورتك؟ بالطبع ستكون الإجابة لا، إذن بكل أدب ما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه على غيرك يا مُحترم.
وحتى نكون واقعيين مع الأسف الشديد البعض تعدى مرحلة انعدام الذوق والأدب إلى مرحلة انعدام الإحساس والضمير والإنسانية، فقد تطور الوضع المزري هذا لديهم وأصبح البعض لا يكتفي بتصوير المرضى فحسب، بل أصبحوا يصورون الموتى وغرف غسيلهم والجنائز والمقابر... يا لطيف!!
لا أريد أن أتشعب وأتفرع في تعداد الظواهر الشاذة المُقرفة والمنتشرة بين الناس في المجتمع، وسوف أعود وأركز وأعمل (فوكس) و(ألتقط) صورة ثلاثية الأبعاد للشخص الذي يركض ليصور مريضاً وينشر صورته ويرفقها مشكوراً بدعاء «اللهم قوِّ إيمانه».
أعتذر منكم، فاليوم أكتب لكم بانفعال واضح بين أسطر هذا المقال، ولكن حقيقةً هذه الظاهرة الغريبة تُشعرني (بالغثيان)، وتجعلني لا أحترم أي شخص يقوم بمثل هذا التصرف حتى وإن كان (إع - لامي) مُستعرضا يبحث عن الإثارة والتشويق وزيادة عدد المشاهدات والسبق الصحفي بالدرجة الأولى ليلمع نفسه واسمه ونقول عنه (وااااو) فُلان خطير!!
فلا أعتقد أن أحداً منّا يحب أن يراه الآخرون وهو في أسوأ حالاته، بالضبط مثلما أكتب لكم الآن وأنا ولله الحمد بكامل صحتي وعافيتي ولياقتي ولكني (مُتربعة) فوق مكتبي وليس أمامه و(شُوشتي طايرة)!
بدون مع السلامة.
كاتبة سعودية
Rehamzamkah@yahoo.com