تشير الدراسات الحديثة إلى أن الجائحة وضعت الكثير من التخصصات على المحك.. ليس من أجل تخفيض النفقات.. ولكن بسبب ظهور جانب تكنولوجي قوي كان مغموراً قبل الأزمة.. ساهم في اعتماد الشركات والأعمال على الذكاء الاصطناعي بشكل كبير. ومن ضمن تلك التخصصات (الإعلام/ الصحافة).
مؤخراً، قررت شركة (مايكروسوفت) تسريح عشرات من الصحفيين العاملين في الموقع الإخباري الخاص بها؛ كانت مهمتهم نسخ وتعديل وتحرير الأخبار على المنصات الإلكترونية، وتمت الاستعاضة عنهم بالذكاء الاصطناعي.. أي أن الإنسان الآلي سيتولى هذه المهمة كاملة، خلال أسابيع قادمة.
في مجال الإعلام، مهما كان مستوى الذكاء الاصطناعي، لا يمكن الاستغناء عن العنصر البشري -الشركات التي ستقدم على مثل تلك الخطوة، ستواجه مشكلات تتعلق بالالتزام بالخط التحريري ومراعاة التجاوزات ونسبة الحرية والتحريض على العنف. كل هذه الخطوط الحمراء تحتاج لفطرة الإنسان وذكائه ولن يستطيع -حتى الآن- الإنسان الآلي القيام بهذه المهام.. خصوصا أن نسبة ذكائه تعتبر متدنية جدا أمام الذكاء الفطري للإنسان. رغم أن ما تنشره مايكروسوفت هو إعادة نشر ما تكتبه منصات أخرى.. إلا أن بعض التجاوزات ستحدث وربما ستضطر لإعادة الصحفيين مرة أخرى.
لا يوجد خلاف على أن شكل الإعلام سيختلف.. والعمل الصحفي سيختلف.. ولكنه لن يتجه نحو قيام الذكاء الاصطناعي بالمهمة.. بل سيُستثمر الإنسان الآلي والذكاء الاصطناعي في زيادة الدقة في العمل الصحفي وفي سرعة الإنجاز.. وربما في رفع درجة المصداقية حد الإزعاج للجمهور.. ولكنها -أي الصحافة- تظل في حاجة إلى الفطرة الإنسانية والذكاء الإنساني.. ولن تستغني عنهما.. وبالتأكيد لن تنجح بدونهما.
خلال الجائحة ظهرت مهنية الإنسان وليس مهنية الرجل الآلي.. الصحافة الرزينة المتخصصة واختيار اللقطات المناسبة والفيديوجرافيك والتغريدات التوعوية.. كانت أبرز الرسائل التي وجهت المجتمع لمواجهة الأزمة ونشرت الوعي بين أفراده.
الصحافة تحتاج إلى أن تستثمر الذكاء الاصطناعي في (الدقة والسرعة والمصداقية..) كما أكد أحد متخصصي الذكاء الاصطناعي خلال جلسات منتدى الإعلام السعودي.. ولكن ليس بديلاً عن الذكاء والفطرة الإنسانية.
المصداقية والموضوعية هما من سيكونان على المحك إذا تم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للقيام بمهام ودور الذكاء والفطرة الإنسانية.. وهذان ركنان في الإعلام والصحافة لا يمكن المساس بهما أو حتى السماح بدخولهما مختبر التجارب.
كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com
مؤخراً، قررت شركة (مايكروسوفت) تسريح عشرات من الصحفيين العاملين في الموقع الإخباري الخاص بها؛ كانت مهمتهم نسخ وتعديل وتحرير الأخبار على المنصات الإلكترونية، وتمت الاستعاضة عنهم بالذكاء الاصطناعي.. أي أن الإنسان الآلي سيتولى هذه المهمة كاملة، خلال أسابيع قادمة.
في مجال الإعلام، مهما كان مستوى الذكاء الاصطناعي، لا يمكن الاستغناء عن العنصر البشري -الشركات التي ستقدم على مثل تلك الخطوة، ستواجه مشكلات تتعلق بالالتزام بالخط التحريري ومراعاة التجاوزات ونسبة الحرية والتحريض على العنف. كل هذه الخطوط الحمراء تحتاج لفطرة الإنسان وذكائه ولن يستطيع -حتى الآن- الإنسان الآلي القيام بهذه المهام.. خصوصا أن نسبة ذكائه تعتبر متدنية جدا أمام الذكاء الفطري للإنسان. رغم أن ما تنشره مايكروسوفت هو إعادة نشر ما تكتبه منصات أخرى.. إلا أن بعض التجاوزات ستحدث وربما ستضطر لإعادة الصحفيين مرة أخرى.
لا يوجد خلاف على أن شكل الإعلام سيختلف.. والعمل الصحفي سيختلف.. ولكنه لن يتجه نحو قيام الذكاء الاصطناعي بالمهمة.. بل سيُستثمر الإنسان الآلي والذكاء الاصطناعي في زيادة الدقة في العمل الصحفي وفي سرعة الإنجاز.. وربما في رفع درجة المصداقية حد الإزعاج للجمهور.. ولكنها -أي الصحافة- تظل في حاجة إلى الفطرة الإنسانية والذكاء الإنساني.. ولن تستغني عنهما.. وبالتأكيد لن تنجح بدونهما.
خلال الجائحة ظهرت مهنية الإنسان وليس مهنية الرجل الآلي.. الصحافة الرزينة المتخصصة واختيار اللقطات المناسبة والفيديوجرافيك والتغريدات التوعوية.. كانت أبرز الرسائل التي وجهت المجتمع لمواجهة الأزمة ونشرت الوعي بين أفراده.
الصحافة تحتاج إلى أن تستثمر الذكاء الاصطناعي في (الدقة والسرعة والمصداقية..) كما أكد أحد متخصصي الذكاء الاصطناعي خلال جلسات منتدى الإعلام السعودي.. ولكن ليس بديلاً عن الذكاء والفطرة الإنسانية.
المصداقية والموضوعية هما من سيكونان على المحك إذا تم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للقيام بمهام ودور الذكاء والفطرة الإنسانية.. وهذان ركنان في الإعلام والصحافة لا يمكن المساس بهما أو حتى السماح بدخولهما مختبر التجارب.
كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com