عقب تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في المنطقة الغربية أول أمس، حول طبيعة المشهد الليبي واستعداد مصر للتدخل في ليبيا وفق مقتضيات الأمن القومي المصري وتحت مظلة القانون الدولي وبدعم شرعي من البرلمان المنتخب الذي يرأسه المستشار عقيلة صالح أكثر ما يروج خصوم الدولة المصرية أن مصر تريد أن تهرب إلى الأمام وأكثر جملة بتضحكني جملة أن النظام المصري يريد أن يهرب من أزماته الداخلية بالحرب مع ليبيا، ومن يردد هذه الكلمة هم أنصار تيار الإسلام السياسي، فأردوغان على سبيل المثال ألغى اتفاق السلام مع الكرد الموقع في 2012 ألغاه في 2015 بعد خسارة انتخابات يونيو 2015 وكسب الانتخابات بعد الاشتباك مع الكرد مرة أخرى ومن قبل ذلك اتهم أن سفينة ما في مرمرة كانت لتحضير الانتخابات 2011 التي فاز بها العدالة والتنمية. وقال صراحة إن فوزي في الانتخابات ليس للأتراك فقط بل لبيروت وغزة أيضاً اللتين عانتا من الضربات الإسرائيلية وكانت ما في مرمرة في ذروة الخلاف.
دخل درع الفرات عقب الانقلاب المسرحي بشهر واحد لإنهاء الجيش وتمرير تعديلات دستورية وتقليم نفوذ الجيش التركي وحدث ذلك بعدها بشهور في 2017.
أردوغان افتعل معركة غصن الزيتون قبيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 2018 لتعزيز سلطة الحزب الحاكم، وأيضاً معركة درع السلام في أكتوبر الماضي كانت بهدف ترميم شعبية الحزب الحاكم الذي خسر انتخابات البلديات بل وصف أكرم أوغلو بأنه يشبه السيسي بهدف انتخاب مرشح العدالة والتنمية والذي خسر في النهاية وهذا ليس كلامي وحدي بل هناك تقرير dw الألمانية أن أردوغان استغل ملفات السياسة الخارجية قبيل أي انتخابات للفوز بها من أجل شحن البطاقة الانتخابية.
لا أتوقع حدوث صدام مصري تركي على أرض ليبيا بشكل مباشر لأن كلاً من البلدين حلفاء للناتو وأن الصدام سيهدد جنوب وشرق أوروبا إذا اتسع مسرح العمليات لمعركة بحرية على سبيل المثال، ولكن الجيش التركي بقيادته العسكرية التي يستميلها أردوغان ليل نهار من أجل تطويعها على مقاس حكم الإسلاميين في تركيا أو يجبرها على المشاركة في أتون معارك وهمية في سوريا تارة والعراق تارة أخرى بهدف الإلهاء عن المشهد السياسي الداخلي وعدم التعليق على ممارسات الحزب الحاكم التي خالف مبادئ الجمهورية التركية والقيم الأتاتوركية وتآكل مظاهر الدولة العلمانية في تركيا على يد العدالة والتنمية يرغب في ذلك أردوغان لن يستطيع إقحامه على دخول في معركة بل مغامرة غير محمودة العواقب وضبابية من الأساس، أو بالأحرى إن التدخل التركي في ليبيا والذي عارضته المعارضة التركية الممثلة في 40 بالمائة داخل البرلمان على الأقل كان هدفه الشو السياسي وهو قرار الحزب الحاكم فقط وليس قرار المؤسسات الأمنية التركية أو قرارا إستراتيجيا للدولة التركية، بل إن أردوغان دخل ليبيا بالشركات الخاصة الأمنية مثل سادات التي تحمي أردوغان شخصياً عقب الانقلاب المسرحي الذي وقع في 2016 والمرتزقة وليس بجيش الناتو الذي صدعوا رؤوسنا به، جيش الناتو الذي ارتعد عندما أسقط طائرة روسية في سوريا عام 2015 وتخلت أوروبا عنه وترك أردوغان عارياً أمام بوتين مما دفعه للاعتذار له.
وليس كل شعب تركيا الذي في أغلبه لا يعرف أين هي ليبيا على الخريطة أو طبيعة المسرح العسكري الليبي، لذا تم إرسال المرتزقة السوريين، أما صراع غاز المتوسط والحدود البحرية فهي معركة كل تركيا لأسباب تاريخية وهي أن معاهدة لوزان هي التي حدت وقللت من حدود تركيا البحرية وحرمتها من التنقيب، أما جماعة حكومة فائز السراج «جسم سياسي وليد اتفاق إطاري اتفاق الصخيرات غير مكتمل الشرعية» التي توقف تفكيرها عند استدعاء الأتراك وكفى توقف ذهنهم عند هذه النقطة في حيرة من أمرهم في أي خطوة قادمة وأتوقع عقب تصريحات القيادة المصرية أول أمس سيكون لديهم خشية حدوث انشقاق في بنية الحاضنة الشعبية في جبهة الغرب والتي تحتوي على كثير من أهل الشرق والذين تركوه لأسباب عدة منها الخلاف مع حفتر ذاته، لذا إذا انقلب المشهد وتصدرته وجوه جديدة في الشرق ودخول العامل المصري على الساحة الليبية والمدعوم قبائلياً ستنقلب وتتحول المعادلة الليبية رأساً على عقب وستجد جماعة الوفاق أن منسوب الالتفاف حولها انخفض وانتقل للجبهة الأكثر زخماً بالتأكيد الأكثر قوة.
أتوقع رداً أردوغانياً إعلامياً لحفظ ماء الوجه من قبيل الانقلاب والانقلاييين والأسطوانة المشروخة التي سئمنا منها لتشغيل الفقاعات الإعلامية التي تعمل من إسطنبول.
ولكن واقعياً يضع أردوغان في اعتباره الداخل التركي ويخشى أن يُسحب البساط منه من قبل حزب المستقبل داود أوغلو وحزب علي باباجان أصحاب التوجه الإسلامي أيضاً ويغازلان الشريحة الانتخابية لأردوغان وحزبه الذي يحكم من 18 سنة ويمثلان خطراً داهماً على بقائه في الحكم، فقد لا يغامر في ظل حديث متواتر عن عقد انتخابات برلمانية مبكرة قبل موعدها المقرر في 2023، بالإضافة لتراجع الوضع الاقتصادي في تركيا والمستمر منذ عام 2018.
الخلاصة:
القاهرة تريد الحل السياسي على أساس متوازن وتحت مظلة الأمم المتحدة ومفاوضات 5 +5 العسكرية واستعادة ليبيا عافيتها وأن لا يُترك الليبيون وحدهم فريسة للتدخل التركي.
خبير في العلاقات الدولية
دخل درع الفرات عقب الانقلاب المسرحي بشهر واحد لإنهاء الجيش وتمرير تعديلات دستورية وتقليم نفوذ الجيش التركي وحدث ذلك بعدها بشهور في 2017.
أردوغان افتعل معركة غصن الزيتون قبيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 2018 لتعزيز سلطة الحزب الحاكم، وأيضاً معركة درع السلام في أكتوبر الماضي كانت بهدف ترميم شعبية الحزب الحاكم الذي خسر انتخابات البلديات بل وصف أكرم أوغلو بأنه يشبه السيسي بهدف انتخاب مرشح العدالة والتنمية والذي خسر في النهاية وهذا ليس كلامي وحدي بل هناك تقرير dw الألمانية أن أردوغان استغل ملفات السياسة الخارجية قبيل أي انتخابات للفوز بها من أجل شحن البطاقة الانتخابية.
لا أتوقع حدوث صدام مصري تركي على أرض ليبيا بشكل مباشر لأن كلاً من البلدين حلفاء للناتو وأن الصدام سيهدد جنوب وشرق أوروبا إذا اتسع مسرح العمليات لمعركة بحرية على سبيل المثال، ولكن الجيش التركي بقيادته العسكرية التي يستميلها أردوغان ليل نهار من أجل تطويعها على مقاس حكم الإسلاميين في تركيا أو يجبرها على المشاركة في أتون معارك وهمية في سوريا تارة والعراق تارة أخرى بهدف الإلهاء عن المشهد السياسي الداخلي وعدم التعليق على ممارسات الحزب الحاكم التي خالف مبادئ الجمهورية التركية والقيم الأتاتوركية وتآكل مظاهر الدولة العلمانية في تركيا على يد العدالة والتنمية يرغب في ذلك أردوغان لن يستطيع إقحامه على دخول في معركة بل مغامرة غير محمودة العواقب وضبابية من الأساس، أو بالأحرى إن التدخل التركي في ليبيا والذي عارضته المعارضة التركية الممثلة في 40 بالمائة داخل البرلمان على الأقل كان هدفه الشو السياسي وهو قرار الحزب الحاكم فقط وليس قرار المؤسسات الأمنية التركية أو قرارا إستراتيجيا للدولة التركية، بل إن أردوغان دخل ليبيا بالشركات الخاصة الأمنية مثل سادات التي تحمي أردوغان شخصياً عقب الانقلاب المسرحي الذي وقع في 2016 والمرتزقة وليس بجيش الناتو الذي صدعوا رؤوسنا به، جيش الناتو الذي ارتعد عندما أسقط طائرة روسية في سوريا عام 2015 وتخلت أوروبا عنه وترك أردوغان عارياً أمام بوتين مما دفعه للاعتذار له.
وليس كل شعب تركيا الذي في أغلبه لا يعرف أين هي ليبيا على الخريطة أو طبيعة المسرح العسكري الليبي، لذا تم إرسال المرتزقة السوريين، أما صراع غاز المتوسط والحدود البحرية فهي معركة كل تركيا لأسباب تاريخية وهي أن معاهدة لوزان هي التي حدت وقللت من حدود تركيا البحرية وحرمتها من التنقيب، أما جماعة حكومة فائز السراج «جسم سياسي وليد اتفاق إطاري اتفاق الصخيرات غير مكتمل الشرعية» التي توقف تفكيرها عند استدعاء الأتراك وكفى توقف ذهنهم عند هذه النقطة في حيرة من أمرهم في أي خطوة قادمة وأتوقع عقب تصريحات القيادة المصرية أول أمس سيكون لديهم خشية حدوث انشقاق في بنية الحاضنة الشعبية في جبهة الغرب والتي تحتوي على كثير من أهل الشرق والذين تركوه لأسباب عدة منها الخلاف مع حفتر ذاته، لذا إذا انقلب المشهد وتصدرته وجوه جديدة في الشرق ودخول العامل المصري على الساحة الليبية والمدعوم قبائلياً ستنقلب وتتحول المعادلة الليبية رأساً على عقب وستجد جماعة الوفاق أن منسوب الالتفاف حولها انخفض وانتقل للجبهة الأكثر زخماً بالتأكيد الأكثر قوة.
أتوقع رداً أردوغانياً إعلامياً لحفظ ماء الوجه من قبيل الانقلاب والانقلاييين والأسطوانة المشروخة التي سئمنا منها لتشغيل الفقاعات الإعلامية التي تعمل من إسطنبول.
ولكن واقعياً يضع أردوغان في اعتباره الداخل التركي ويخشى أن يُسحب البساط منه من قبل حزب المستقبل داود أوغلو وحزب علي باباجان أصحاب التوجه الإسلامي أيضاً ويغازلان الشريحة الانتخابية لأردوغان وحزبه الذي يحكم من 18 سنة ويمثلان خطراً داهماً على بقائه في الحكم، فقد لا يغامر في ظل حديث متواتر عن عقد انتخابات برلمانية مبكرة قبل موعدها المقرر في 2023، بالإضافة لتراجع الوضع الاقتصادي في تركيا والمستمر منذ عام 2018.
الخلاصة:
القاهرة تريد الحل السياسي على أساس متوازن وتحت مظلة الأمم المتحدة ومفاوضات 5 +5 العسكرية واستعادة ليبيا عافيتها وأن لا يُترك الليبيون وحدهم فريسة للتدخل التركي.
خبير في العلاقات الدولية