في السياسة ليس هناك عداء دائم، ومع التقاء المصالح يكون العدو حليفاً ومناصراً.
وليس صحيحاً أنه باختلاف المذاهب أو الديانات تصطف الدول كل في خندقها، والدرس الأول في السياسة البحث عن المصالح، ومن أجلها يغدو العدو صديقا، وأكبر مثال لهذا الالتقاء -بغض النظر عن المذهبية- التقاء المد الصفوى والمد الإخواني، فالمد الصفوى ظهر مبشراً بتصدير الثورة الخمينية، والمد الإخواني جاء مبشرا بالخلافة، فإيران وتركيا تفترشان العالم العربي بعد تضعضع الدول المركزية في خارطتنا العربية السابقة، وليس امتداحاً وإنما تاريخي ففي سقوط الدول العربية في زمن الربيع العربي، بقيت السعودية هي العمود الوحيد المنتصب في الخيمة العربية، لذا قامت بمساندة مصر قبل أن تقع أرضاً بسبب الإخوان المطالبين بالخلافة على أشلاء العالم العربي، ومع سقوط الإخوان في مصر، نهض الإخواني التركي أردوغان لمواصلة الحلم العثماني الذي ردم بعد الحرب العالمية الأولى وصولا إلى الخلافة، ولأن الإخوان ينهجون النهج البرجماتي بمقدورهم التحالف مع الشيطان، متى استطاع الشيطان إيصالهم لمبتغاهم.
وللأسف، فعالمنا العربي تقاسمه المدان (الصفوي والإخواني بقيادة أردوغان) وبنظرة سنجد، كل منهما له نفوذ في الدول العربية، وكل منهما يريد تقويض هذا العالم العربي لتكون له الزعامة والقيادة.. ولم يعد باقيا لمواجهة هذين المدين (كقوة معتبرة) سوى المملكة التي تناضل على جبهات متعددة بالسلاح وبالمال.. وحين قفز أردوغان لأن يكون له تواجد في ليبيا من أجل نهش مصر (واستغلال ظرفها الاقتصادي وانشغالها بالأمن المائي) ساند الإخوان هناك.. فالنظام الليبي المعترف به دوليا جاء في ظرف تاريخي لم يكن بالإمكان اختيار الحكومة الليبية الحرة وفق مصلحة الدولة وإنما في هوجة الإخوان تم اختيار الحكومة الخالية التي استغلها أردوغان الإخواني للاقتصاص من مصر ومن السعودية اللتين أوقفتا مشروع الخلافة... وتحرز مصر من التواجد التركي في ليبيا هو تحرز مشروع، وأن تدعم السعودية والإمارات دولة مصر هو حق للوقوف ضد التمدد الإخواني القادم من ليبيا، فلا يزال الإخوان متواجدين في كل من اليمن والسودان والأردن والمغرب وتونس، وهذه القوى المتفرقة هنا وهناك تدعم أردوغان لمواصلة مد قوته لتقويض الدول التي تقاوم كسر ذراع الإخوان.
ويبحث المدان (الصفوي والإخواني) تشريك الجغرافيا على السعودية ومصر ومعهما الإمارات، هذا المخطط هو المستهدف، لهذا فإن إعلان السعودية وقوفها مع مصر هو وقوف من أجل وجودها، إذ أصبح العمق الاستراتيجي لوجودها في جميع الدول المحيطة بها، وتعرض أي دولة من دول المحيط يعتبر اعتداء مبكرا على وجودها ومصالحها أيضا.
نعم، دخلت المنطقة برمتها في التصارع الدولي، فدخول روسيا وأمريكا وفرنسا وبريطانيا وعشرات الدول من خلف الحجب، سوف يعقد الوصول إلى حل قريب، وسوف يتم تحريك الأذرع الصفوية والإخوانية لمد أمد الاختلاف، وليس من المستبعد ظهور المدين في بعض دول الخليج كعصف لإطالة العصف في المنطقة، واليمن نموذج لهذا العصف الصفوي (الحوثيين) والإخواني (حزب الإصلاح).. الآن المعركة الأم مواجهة الإخوان في ليبيا.
كاتب سعودي
abdookhal2@yahoo.com
وليس صحيحاً أنه باختلاف المذاهب أو الديانات تصطف الدول كل في خندقها، والدرس الأول في السياسة البحث عن المصالح، ومن أجلها يغدو العدو صديقا، وأكبر مثال لهذا الالتقاء -بغض النظر عن المذهبية- التقاء المد الصفوى والمد الإخواني، فالمد الصفوى ظهر مبشراً بتصدير الثورة الخمينية، والمد الإخواني جاء مبشرا بالخلافة، فإيران وتركيا تفترشان العالم العربي بعد تضعضع الدول المركزية في خارطتنا العربية السابقة، وليس امتداحاً وإنما تاريخي ففي سقوط الدول العربية في زمن الربيع العربي، بقيت السعودية هي العمود الوحيد المنتصب في الخيمة العربية، لذا قامت بمساندة مصر قبل أن تقع أرضاً بسبب الإخوان المطالبين بالخلافة على أشلاء العالم العربي، ومع سقوط الإخوان في مصر، نهض الإخواني التركي أردوغان لمواصلة الحلم العثماني الذي ردم بعد الحرب العالمية الأولى وصولا إلى الخلافة، ولأن الإخوان ينهجون النهج البرجماتي بمقدورهم التحالف مع الشيطان، متى استطاع الشيطان إيصالهم لمبتغاهم.
وللأسف، فعالمنا العربي تقاسمه المدان (الصفوي والإخواني بقيادة أردوغان) وبنظرة سنجد، كل منهما له نفوذ في الدول العربية، وكل منهما يريد تقويض هذا العالم العربي لتكون له الزعامة والقيادة.. ولم يعد باقيا لمواجهة هذين المدين (كقوة معتبرة) سوى المملكة التي تناضل على جبهات متعددة بالسلاح وبالمال.. وحين قفز أردوغان لأن يكون له تواجد في ليبيا من أجل نهش مصر (واستغلال ظرفها الاقتصادي وانشغالها بالأمن المائي) ساند الإخوان هناك.. فالنظام الليبي المعترف به دوليا جاء في ظرف تاريخي لم يكن بالإمكان اختيار الحكومة الليبية الحرة وفق مصلحة الدولة وإنما في هوجة الإخوان تم اختيار الحكومة الخالية التي استغلها أردوغان الإخواني للاقتصاص من مصر ومن السعودية اللتين أوقفتا مشروع الخلافة... وتحرز مصر من التواجد التركي في ليبيا هو تحرز مشروع، وأن تدعم السعودية والإمارات دولة مصر هو حق للوقوف ضد التمدد الإخواني القادم من ليبيا، فلا يزال الإخوان متواجدين في كل من اليمن والسودان والأردن والمغرب وتونس، وهذه القوى المتفرقة هنا وهناك تدعم أردوغان لمواصلة مد قوته لتقويض الدول التي تقاوم كسر ذراع الإخوان.
ويبحث المدان (الصفوي والإخواني) تشريك الجغرافيا على السعودية ومصر ومعهما الإمارات، هذا المخطط هو المستهدف، لهذا فإن إعلان السعودية وقوفها مع مصر هو وقوف من أجل وجودها، إذ أصبح العمق الاستراتيجي لوجودها في جميع الدول المحيطة بها، وتعرض أي دولة من دول المحيط يعتبر اعتداء مبكرا على وجودها ومصالحها أيضا.
نعم، دخلت المنطقة برمتها في التصارع الدولي، فدخول روسيا وأمريكا وفرنسا وبريطانيا وعشرات الدول من خلف الحجب، سوف يعقد الوصول إلى حل قريب، وسوف يتم تحريك الأذرع الصفوية والإخوانية لمد أمد الاختلاف، وليس من المستبعد ظهور المدين في بعض دول الخليج كعصف لإطالة العصف في المنطقة، واليمن نموذج لهذا العصف الصفوي (الحوثيين) والإخواني (حزب الإصلاح).. الآن المعركة الأم مواجهة الإخوان في ليبيا.
كاتب سعودي
abdookhal2@yahoo.com