قبل أيام قليلة قام الحوثي بنشر تغريدة على موقع (تويتر) ينصح من خلالها القيادة المصرية بعدم التدخل العسكري في ليبيا، مدعياً أن هذا التدخل لن يكون أكثر من معركة استنزاف مستمرة طويلة المدى، ومن المؤكد أن تلك النصيحة التي تضمر الكثير من العداء الخفي لرموز القوى في المنطقة، وتصدر من زعيم ميليشيا إرهابية مدعوم من إيران، تعكس إسقاطاً واضحاً على ما يحدث في اليمن، وتمثل رسالة يريد من خلالها الحوثي التأكيد على مشروعية التمرد ومحاربة القوى الرسمية المعترف بها دولياً، كطريقة للسيطرة على الشعوب وعلى مواردها ومقدراتها، ومن غير الواضح سبب اهتمام الحوثي المفاجئ بمصر وبمشكلات حدودها الغربية مع ليبيا، غير أن المؤكد هو أن تلك التغريدة تفصح عن مخطط دول الشر تجاه الدول المستقرة والأكثر استقراراً في المنطقة مثل المملكة ومصر، وتعكس الاستراتيجية التي يتبعها محور الشر والمتمثلة في استنزاف الطرف الآخر بقدر الإمكان.
ما تتعرض له مصر الآن على حدودها الغربية يماثل ما تعرضت له المملكة قبل سنوات على حدودها الجنوبية، وهو ما استدعى رد الفعل المشابه من قيادتي كلتا الدولتين، والتي تعتبر كل منهما حدودها خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال، فلا ترضى أي دولة قوية ذات سيادة بأن يتم احتلال جارتها من قبل ميليشيات عسكرية تدعمها دول متطرفة بهدف زعزعة أمنها القومي، وبدون جدال تعتبر التهديدات الحدودية من أخطر التهديدات المباشرة للأمن القومي الأعلى لأي دولة، والتي يتم التعامل معها بغاية الحسم والحزم ودونما أدنى تردد.
تركيا التي تكافح من أجل ترسيخ موطئ قدم لها في المنطقة، لم تجد أمامها من سبيل لتحقيق ذلك سوى محاربة القوى الكبرى بالمنطقة، فبدأت بدعم حركة الإخوان في مصر وتقوية شوكتهم بقدر المستطاع، غير أنها فشلت في ذلك بعد أن تمت الإطاحة بهم من خلال ثورة شعبية جارفة، فظلت من ذلك الحين تتحين الفرصة تلو الأخرى لتنفيذ أجندتها حتى وجدت ضالتها في الحرب الأهلية المشتعلة في ليبيا حالياً، فبدأت في التوغل في ليبيا والتدخل في شؤونها دون أن تجمعها أية روابط صريحة أو مباشرة بها، ولا تجمعهما أي حدود أو مصالح أو ثقافة أو حتى تاريخ مشترك.
منذ سقوط نظام القذافي لم تتوقف القوى المعادية لمصر عن استفزازها بين الحين والآخر، ولا ينسى المصريون قيادة وشعباً ما قامت به ميليشيات مسلحة قبل أعوام من اختطاف لمجموعة من المسيحيين المصريين بليبيا ثم قتلهم بطريقة وحشية تحت ستار الدين، وعلى الرغم من أن السياسة المصرية اتصفت بالاتزان وضبط النفس خلال الأعوام السابقة، إلا أنه من المؤكد أن أي تدخل عسكري لمصر في ليبيا هو تدخل مشروع ومقبول إقليمياً ودولياً، ومن المؤكد أن المملكة العربية السعودية تقف قلباً وقالباً معها لأن الأمن القومي لكلتا الدولتين يمثل صمام الأمن للأمن القومي العربي ككل، واستقرارهما يعني استقرار بقية دول المنطقة.
منذ تصريح الرئيس المصري بجاهزية القوات العسكرية للقيام بأي عملية داخل أو خارج حدودها، توالت تصريحات الساسة الأتراك ما بين متعجب ومستنكر وناصح، فتركيا التي تدخلت بوجه سافر في الشمال السوري قبل أشهر بحجة تأمين حدودها الجنوبية، وبدعوى وجود إرهابيين قرب الحدود المشتركة بين سوريا وتركيا، تقدم النصح للمملكة بوقف الحرب ضد الحوثيين وتقدم النصح لمصر بعدم التدخل عسكرياً في ليبيا، وإن كان الرئيس أردوغان يعي ما يقول ويدرك أن ما يردده سفهاؤه من تصريحات لا تخلو من النفاق السياسي، نتمنى أن يعلن صراحة سحب قواته من ليبيا ويوقف تدخلها بشكل مباشر أو حتى غير مباشر في شؤونها الخاصة.
لن نتفاجأ كثيراً إن عرفنا أن من هلل للاجتياح التركي لشمال سوريا ولم يهتم أدنى اهتمام بقتلهم للأبرياء والمدنيين، هم من يرفضون الآن التدخل المصري في ليبيا، وهم أيضاً من اعترضوا في ما سبق على تدخل قوات التحالف بقيادة المملكة في اليمن، هذه الفئة التي تحكم بمكيالين وتحاسب بمعيارين وتسلط أبواقها الإعلامية لخدمة أغراض محددة لها هي معول الشر وخلايا الإرهاب في المنطقة، والتي تريده تسليمها لقوى توسعية ذات أجندات مشبوهة، تسعى لاستنزاف خيرات المنطقة واستغلال مواردها ونشر أيديولوجياتها، وهو الأمر الذي لن يحدث -بفضل الله- طالما وُجدت قوى وطنية حاكمة، قوية وحرة وقادرة على فرض الأمن وتوطين الاستقرار في المنطقة، ولا يهمها سوى تطوير شعوبها ورفع مكانة دولها، ورسم مستقبل أكثر إشراقاً واستقراراً وازدهاراً لهم.
كاتب سعودي
Prof_Mufti@
dr.mufti@acctecon.com
ما تتعرض له مصر الآن على حدودها الغربية يماثل ما تعرضت له المملكة قبل سنوات على حدودها الجنوبية، وهو ما استدعى رد الفعل المشابه من قيادتي كلتا الدولتين، والتي تعتبر كل منهما حدودها خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال، فلا ترضى أي دولة قوية ذات سيادة بأن يتم احتلال جارتها من قبل ميليشيات عسكرية تدعمها دول متطرفة بهدف زعزعة أمنها القومي، وبدون جدال تعتبر التهديدات الحدودية من أخطر التهديدات المباشرة للأمن القومي الأعلى لأي دولة، والتي يتم التعامل معها بغاية الحسم والحزم ودونما أدنى تردد.
تركيا التي تكافح من أجل ترسيخ موطئ قدم لها في المنطقة، لم تجد أمامها من سبيل لتحقيق ذلك سوى محاربة القوى الكبرى بالمنطقة، فبدأت بدعم حركة الإخوان في مصر وتقوية شوكتهم بقدر المستطاع، غير أنها فشلت في ذلك بعد أن تمت الإطاحة بهم من خلال ثورة شعبية جارفة، فظلت من ذلك الحين تتحين الفرصة تلو الأخرى لتنفيذ أجندتها حتى وجدت ضالتها في الحرب الأهلية المشتعلة في ليبيا حالياً، فبدأت في التوغل في ليبيا والتدخل في شؤونها دون أن تجمعها أية روابط صريحة أو مباشرة بها، ولا تجمعهما أي حدود أو مصالح أو ثقافة أو حتى تاريخ مشترك.
منذ سقوط نظام القذافي لم تتوقف القوى المعادية لمصر عن استفزازها بين الحين والآخر، ولا ينسى المصريون قيادة وشعباً ما قامت به ميليشيات مسلحة قبل أعوام من اختطاف لمجموعة من المسيحيين المصريين بليبيا ثم قتلهم بطريقة وحشية تحت ستار الدين، وعلى الرغم من أن السياسة المصرية اتصفت بالاتزان وضبط النفس خلال الأعوام السابقة، إلا أنه من المؤكد أن أي تدخل عسكري لمصر في ليبيا هو تدخل مشروع ومقبول إقليمياً ودولياً، ومن المؤكد أن المملكة العربية السعودية تقف قلباً وقالباً معها لأن الأمن القومي لكلتا الدولتين يمثل صمام الأمن للأمن القومي العربي ككل، واستقرارهما يعني استقرار بقية دول المنطقة.
منذ تصريح الرئيس المصري بجاهزية القوات العسكرية للقيام بأي عملية داخل أو خارج حدودها، توالت تصريحات الساسة الأتراك ما بين متعجب ومستنكر وناصح، فتركيا التي تدخلت بوجه سافر في الشمال السوري قبل أشهر بحجة تأمين حدودها الجنوبية، وبدعوى وجود إرهابيين قرب الحدود المشتركة بين سوريا وتركيا، تقدم النصح للمملكة بوقف الحرب ضد الحوثيين وتقدم النصح لمصر بعدم التدخل عسكرياً في ليبيا، وإن كان الرئيس أردوغان يعي ما يقول ويدرك أن ما يردده سفهاؤه من تصريحات لا تخلو من النفاق السياسي، نتمنى أن يعلن صراحة سحب قواته من ليبيا ويوقف تدخلها بشكل مباشر أو حتى غير مباشر في شؤونها الخاصة.
لن نتفاجأ كثيراً إن عرفنا أن من هلل للاجتياح التركي لشمال سوريا ولم يهتم أدنى اهتمام بقتلهم للأبرياء والمدنيين، هم من يرفضون الآن التدخل المصري في ليبيا، وهم أيضاً من اعترضوا في ما سبق على تدخل قوات التحالف بقيادة المملكة في اليمن، هذه الفئة التي تحكم بمكيالين وتحاسب بمعيارين وتسلط أبواقها الإعلامية لخدمة أغراض محددة لها هي معول الشر وخلايا الإرهاب في المنطقة، والتي تريده تسليمها لقوى توسعية ذات أجندات مشبوهة، تسعى لاستنزاف خيرات المنطقة واستغلال مواردها ونشر أيديولوجياتها، وهو الأمر الذي لن يحدث -بفضل الله- طالما وُجدت قوى وطنية حاكمة، قوية وحرة وقادرة على فرض الأمن وتوطين الاستقرار في المنطقة، ولا يهمها سوى تطوير شعوبها ورفع مكانة دولها، ورسم مستقبل أكثر إشراقاً واستقراراً وازدهاراً لهم.
كاتب سعودي
Prof_Mufti@
dr.mufti@acctecon.com