كورونا خلق أزمة نفسية، فأصبحت لدى الكثير صعوبة في التعامل مع غموض الإصابة بالمرض أو القدرة على التعافي منه دون مضاعفات، وعندما يجتاحنا هذا الغموض تجدنا نحاول البحث عن معلومة والقيام بسلوك لمواجهة القلق الذي ينتابنا، فلو سمع شخص دوي انفجار نجده بحركة تلقائية يخفض رأسه أو يغطي وجهه أو غير ذلك دون أن يكون متأكداً بأن هذه الحركة أو ذلك السلوك فعلاً سيقيه، ولكن نستجيب لإلحاح مشاعر الخوف بتصرف حتى ولو لم يكن مقنعاً أو فعالاً.
في هذه الأجواء من القلق والخوف يصبح المجال واسعاً وخصباً للشائعات والتصاريح، فيبدأ من يسوق نظرية المؤامرة ليحاول اقتلاع الخوف من جذوره، والبعض يبدأ بالترويج لمنتجاته التي تقوي المناعة، وآخرون أحياناً وسائل إعلامية يدعون المعرفة لجذب الناس بوصفات شعبية أو أنواع من المأكولات مخصصة للوقاية من العدوى أو فعاليتها في قتل الفايروس وقد يلجأ بعضهم لبعض القصص والمشاهد التي ترفع من مستوى جاذبية الشائعة ويجعلها أكثر قبولاً للتصديق.
وأصبحت المناعة من أكثر المواضيع التي يتم تداولها مؤخرا في ما يخص كورونا، فالثوم والليمون والنعناع والزنجبيل تصدرت قوائم الطلبات المنزلية في الوقت الذي حاول الكثير من المختصين تصحيح هذه المعلومات إلا أن رغبة الشخص بعدم الوقوف مكتوف الأيدي أمام قلق الفايروس والإصابة به تجعله يتجاهل محاولات التوعية ويركز على الشائعة القابلة للتطبيق.
وكمعلومة عامة بأن القلق والتوتر له علاقة بالمناعة فهي صحيحة ولكن ليست على الإطلاق فهنالك الكثير من التفاصيل العلمية التي تنطوي تحتها، فالمناعة أنواع متعددة وكل نوع مختص بجانب معين في الدفاع عن الجسم، وكذلك الضغوط مختلفة من ناحية المدة وتفاصيل الحدث ونوعية الضغط ولكل نوع تأثير مختلف على المناعة، ولمعرفة تفاصيل تأثير القلق على المناعة ضد مرض محدد فيجب دراسته على حدة، وحتى معلومة تأثر بعض الأمراض الفايروسية كنزلة البرد بالقلق والتوتر لا يمكن تعميمها على جميع الفايروسات.
الكثير يعاني القلق في هذه الفترة والذي أصبح شعورا طبيعيا في هذه الفترة، شريطة عدم تأثر حياة الشخص الوظيفية والاجتماعية بشكل ملحوظ، وينبغي علينا المحافظة على نمط حياة صحي من النوم جيدا والأكل الصحي وممارسة الرياضة لتقليل القلق سواء، كان ذلك للتقليل من المشاعر المزعجة أو لتعزيز المناعة، ونصيحة «لا تقلق حتى لا تتأثر مناعتك» المجردة من طرق التعامل مع القلق غير مجدية، وقد تكون سببا في زيادة القلق والتوتر كمن ينصح شخص غارقا في المسبح بـ«لا تغرق».
كاتب سعودي
alaqeelme@
في هذه الأجواء من القلق والخوف يصبح المجال واسعاً وخصباً للشائعات والتصاريح، فيبدأ من يسوق نظرية المؤامرة ليحاول اقتلاع الخوف من جذوره، والبعض يبدأ بالترويج لمنتجاته التي تقوي المناعة، وآخرون أحياناً وسائل إعلامية يدعون المعرفة لجذب الناس بوصفات شعبية أو أنواع من المأكولات مخصصة للوقاية من العدوى أو فعاليتها في قتل الفايروس وقد يلجأ بعضهم لبعض القصص والمشاهد التي ترفع من مستوى جاذبية الشائعة ويجعلها أكثر قبولاً للتصديق.
وأصبحت المناعة من أكثر المواضيع التي يتم تداولها مؤخرا في ما يخص كورونا، فالثوم والليمون والنعناع والزنجبيل تصدرت قوائم الطلبات المنزلية في الوقت الذي حاول الكثير من المختصين تصحيح هذه المعلومات إلا أن رغبة الشخص بعدم الوقوف مكتوف الأيدي أمام قلق الفايروس والإصابة به تجعله يتجاهل محاولات التوعية ويركز على الشائعة القابلة للتطبيق.
وكمعلومة عامة بأن القلق والتوتر له علاقة بالمناعة فهي صحيحة ولكن ليست على الإطلاق فهنالك الكثير من التفاصيل العلمية التي تنطوي تحتها، فالمناعة أنواع متعددة وكل نوع مختص بجانب معين في الدفاع عن الجسم، وكذلك الضغوط مختلفة من ناحية المدة وتفاصيل الحدث ونوعية الضغط ولكل نوع تأثير مختلف على المناعة، ولمعرفة تفاصيل تأثير القلق على المناعة ضد مرض محدد فيجب دراسته على حدة، وحتى معلومة تأثر بعض الأمراض الفايروسية كنزلة البرد بالقلق والتوتر لا يمكن تعميمها على جميع الفايروسات.
الكثير يعاني القلق في هذه الفترة والذي أصبح شعورا طبيعيا في هذه الفترة، شريطة عدم تأثر حياة الشخص الوظيفية والاجتماعية بشكل ملحوظ، وينبغي علينا المحافظة على نمط حياة صحي من النوم جيدا والأكل الصحي وممارسة الرياضة لتقليل القلق سواء، كان ذلك للتقليل من المشاعر المزعجة أو لتعزيز المناعة، ونصيحة «لا تقلق حتى لا تتأثر مناعتك» المجردة من طرق التعامل مع القلق غير مجدية، وقد تكون سببا في زيادة القلق والتوتر كمن ينصح شخص غارقا في المسبح بـ«لا تغرق».
كاتب سعودي
alaqeelme@