أحيانا يكون محدثك غبياً، أو (مستغبياً).
كنت في حالة جدال حول الهوية، والقومية، والوطنية، والإمبريالية، والراديكالية وخليط من الشعارات التي تحملها الذاكرة العربية في مخازنها وكأنها جواهر نفيسة.
والمتحدث العربي حريص على إخراج نفائسه (الشعاراتية) اذ احتد النقاش، وأظهرت استخفافاً بجملة تلك الشعارات؛ كونها شعارات تم رفعها في زمن ما، وظل العقل العربي يجترها في زمن آخر، كونه ملتزماً بأيديولوجيا تحرم عليه التبدل والتغير.
والعقل العربي أو (المنتمون) قابع في تاريخية بالية، بينما العالم عابر نحو مصطلحات تتجدد يومياً، وفق ظروف جديدة تحتم على المرء التعامل معها وفق ظرفيتها، والتنبه لكل المتغيرات التي جبت ما قبلها من أيديولوجية؛ نفعية أو قديمة؛ فالقومية -على سبيل المثال- نشأت في فترة زمنية، كان الحلم العام: جمع الشمل تحت ركائز، أوجدت في زمنيتها، وتحولت إلى مقولات وليست ركائز، فكانت حزمة القومية قائمة على: الدين الواحد، واللغة الواحدة، والتاريخ المشترك، والجغرافيا المتقاربة، والدم الأصيل الجاري في عروقنا.
كانت هذه المسلمات في زمن ما، ثم توالت الأزمان، وتساقطت أركان القومية، في كل بقعة عربية، فكيف يمكن الدفاع ومعاضدة القومية ضد بلدي (فأنا لست إخوانياً لأقول إن وطني هو: كل بقعة تواجد فيها الإسلام، أو لن أقتفي مثلاً مقولة المرشد العام للإخوان:...... في مصر).
هذا التهشيم للوطنية هو تهشيم للوجود والهوية والانتماء، فلا يمكن بأي حال التنكر لوطنك تحت أي أيديولوجية، لأن الأفكار متقلبة، ونامية، وكل فكر يصيغ أفكاره وفق معطى زمني، وكذلك المرء المتواجد ضمن جغرافية محددة لا يستطيع التخلص من وجوده -وإن أراد-، الوطن بصمة جينية.
فالوطن وعاء لأفراده مهما اختلفوا أو اتفقوا فهم داخل هذا الإناء.
فالوطن هو وجودك أنت وليس وجود من تشاركهم الآراء الملقاة على قارعة الطريق.
ومن الغباء أن تلوم إنساناً حين ينافح عن وطنه ويذود عنه المكاره بدعوى أنه مثقف، فالمثقف هو من يعرف تقلبات صروف الأزمان، ويعرف أن وجوده جغرافي قبل أن يكون دينياً أو تاريخياً.
حقيقة، من الجغرافيا تنطلق ككائن يحمل أفكاره ووجوده.
وهذه الجغرافيا مهما كانت عليه من تضاريس ومناخ هي وجودك، وصدق الشاعر السابق لزمنه، والسابق لمخزني المصطلحات السياسية العتيقة البالية حين قال:
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة
وأهلي وإن ضنوا عليّ كرامُ
كاتب سعودي
abdookhal2@yahoo.com
كنت في حالة جدال حول الهوية، والقومية، والوطنية، والإمبريالية، والراديكالية وخليط من الشعارات التي تحملها الذاكرة العربية في مخازنها وكأنها جواهر نفيسة.
والمتحدث العربي حريص على إخراج نفائسه (الشعاراتية) اذ احتد النقاش، وأظهرت استخفافاً بجملة تلك الشعارات؛ كونها شعارات تم رفعها في زمن ما، وظل العقل العربي يجترها في زمن آخر، كونه ملتزماً بأيديولوجيا تحرم عليه التبدل والتغير.
والعقل العربي أو (المنتمون) قابع في تاريخية بالية، بينما العالم عابر نحو مصطلحات تتجدد يومياً، وفق ظروف جديدة تحتم على المرء التعامل معها وفق ظرفيتها، والتنبه لكل المتغيرات التي جبت ما قبلها من أيديولوجية؛ نفعية أو قديمة؛ فالقومية -على سبيل المثال- نشأت في فترة زمنية، كان الحلم العام: جمع الشمل تحت ركائز، أوجدت في زمنيتها، وتحولت إلى مقولات وليست ركائز، فكانت حزمة القومية قائمة على: الدين الواحد، واللغة الواحدة، والتاريخ المشترك، والجغرافيا المتقاربة، والدم الأصيل الجاري في عروقنا.
كانت هذه المسلمات في زمن ما، ثم توالت الأزمان، وتساقطت أركان القومية، في كل بقعة عربية، فكيف يمكن الدفاع ومعاضدة القومية ضد بلدي (فأنا لست إخوانياً لأقول إن وطني هو: كل بقعة تواجد فيها الإسلام، أو لن أقتفي مثلاً مقولة المرشد العام للإخوان:...... في مصر).
هذا التهشيم للوطنية هو تهشيم للوجود والهوية والانتماء، فلا يمكن بأي حال التنكر لوطنك تحت أي أيديولوجية، لأن الأفكار متقلبة، ونامية، وكل فكر يصيغ أفكاره وفق معطى زمني، وكذلك المرء المتواجد ضمن جغرافية محددة لا يستطيع التخلص من وجوده -وإن أراد-، الوطن بصمة جينية.
فالوطن وعاء لأفراده مهما اختلفوا أو اتفقوا فهم داخل هذا الإناء.
فالوطن هو وجودك أنت وليس وجود من تشاركهم الآراء الملقاة على قارعة الطريق.
ومن الغباء أن تلوم إنساناً حين ينافح عن وطنه ويذود عنه المكاره بدعوى أنه مثقف، فالمثقف هو من يعرف تقلبات صروف الأزمان، ويعرف أن وجوده جغرافي قبل أن يكون دينياً أو تاريخياً.
حقيقة، من الجغرافيا تنطلق ككائن يحمل أفكاره ووجوده.
وهذه الجغرافيا مهما كانت عليه من تضاريس ومناخ هي وجودك، وصدق الشاعر السابق لزمنه، والسابق لمخزني المصطلحات السياسية العتيقة البالية حين قال:
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة
وأهلي وإن ضنوا عليّ كرامُ
كاتب سعودي
abdookhal2@yahoo.com